يرحل الطيبون سريعاً الى السماء، تاركين أثراً طيباً في نفوس الناس، يرحلون كما يرحل الورد، فلا يتركون سوى العطر منسكباً في مدى ذكرهم، تماماً ينطبق هذا الأمر على الراحلة الدكتور سميرة حلس، التي حولت حادثة وفاتها مواقع التواصل الاجتماعي إلى لوحة كبيرة لرثائها، واستذكار مواقفها، واستحضار سيرتها الطيبة.
وخيَّم الحزن الشديد على رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان وفاة الدكتورة سميرة حلس، الإثنين الماضي، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد.
ونعى أكاديميون وصحفيون وأطباء ونشطاء وكتّاب فلسطينيون، الدكتورة حلس بكلمات مؤثرة تدمي القلوب قبل العيون، مستذكرين عشرات المواقف الإنسانية التي جمتهم بها، والإرث الكبير من العمل الإنساني، ومساعدة كل من يطرق بابها.
أستاذة علم الاجتماع والعلوم السياسية في جامعات غزة، الدكتور إلهام أبو ظاهر، نشرت تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عقب وفاة د. حلس قائلة: حبيبتي وأختي وصديقتي بنت الأصول والأخلاق راحت.. الله يرحمك يا قلبي ويصبرنا على فراقك".
وأضافت أبو ظاهر في تغريدة ثانية: "الله يرحمك يا حبيبة قلبي، تمنيت خبر وفاتك يكون مجرد كابوس مرعب.. ويطلع الصبح وانتي عايشة.. لا إله إلا الله".
من جهته، استشهد الناشط صالح ساق الله بمواقفها الإنسانية التي جمعته بها، قائلا: "رحلت الدكتورة سميرة حلس تاركة خلفها إرثاً كبيراً من العمل الانساني ومساعدة كل من يطرق بابها للعلاج او العمليات".
وأضاف ساق الله في تغريدته: "كنت اتصل عليها باستمرار، وعلى تواصل دائم معها في مساعدة حالات ومرضى اوضاعهم صعبه ويحتاجوا عمليات كبرى".
وتابع: "دائما كانت تقول لي لا تتردد يا صالح بالاتصال عليا لمساعدة اي مريض فهذا عملنا وواجبنا".
وزاد قائلا: "عشرات الحالات المرضية والعمليات اجرتها لمرضى، وقدمت لهم كل يد العون والمساعدة وكنت على تواصل دائم معها منذ سنوات في العمل الانساني ومساعدة كل مريض".
وختم تغريدته بالقول: "رحمها الله وجعل كل ما قامت به وقدمته من عمل خيري شفيع لها عند من لا يظلم عنده أحد.. خسارتنا بك كبيرة جدا لكن لا نقول الا ما يرضى ربن، إنا لله وان اليه راجعون".
الكاتبة الفلسطينية ميسون كحيل نعت الراحلة حلس بكلمات مؤثرة قائلة: "مجتهدة..ذكية.. طيبة.. متواضعة.. حلوة المعشر.. معطاءة.. أنيقة.. حلوة المنطق.. جميلة الروح والكثير الكثير من الصفات التي لا مجال لحصرها هنا، وكل من يعرفها أو سمع عنها يعرف أنها كانت أخت وصديقة وزميلة وجارة ومن خير الناس".
وأضافت: "لسوء الحظ لم ألتق بها .. لكن هي أخت وصديقة وزميلة لشقيقاتي .. كورونا تحصد الأنقى والأجمل من بيننا.. الدكتورة سميرة حلس رحيلك كان فاجعة.. لروحك الراحة والسلام ولذويك الصبر والسلوان".
واستذكرت الإعلامية منى حلس مواقفًا جمعتهن مع بعضهن لسنوات طويلة مجسدة المواقف بكلمات تدمي القلوب: " متعودين نروح سوا المشاوير.. ليه ما أخدتيني معاكي هالمرة يا روحي؟!!!!!".
وأضافت حلس في تغريدتها: "بعد بالأيام تطلعي من المستشفى!! هيك تسيبينا على طول؟!!!".
وأضافت: "اللهم لا اعتراض على قضاءك يا الله ولكنها الفاجعة.. يااااااا رب ارحمها برحمتك".
وتابعت: "اللهم ارحمها واغفر لها وانظر اليها بعين لطفك وكرمك يا أرحم الراحمين اللهم ارحم روحاً صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء"
وختمت تغريدتها بالقول: "شهيدة الطب وفي أيام الرحمة هذا عزاؤنا".
من هي د. سميرة حلس؟
د. سميرة حلس استشارية أمراض النساء والولادة، عملت منذ سنوات عديدة، وتمتلك خبرة كبيرة في الطب والصحة.
ولدت د. حلس في حي الشجاعية شق مدينة غزة، ودرست في مدارسها، وحصلت على الثانوية العامة من مدرسة الزهراء الثانوية.
وتحمل شهادة الطب والجراحة من الأكاديمية العليا للطب الثاني جامعة موسكو (روسيا)، وشهادة الماجستير من جامعة الصداقة بين الشعوب موسكو (روسيا)، وشهادة الدكتوراه من الأكاديمية العليا للطب والجراحة النسائية من جامعه إيفانوفا روسيا الاتحادية.
وشغلت مناصب متعددة، إذ عملت استشارية نساء وولادة، وترأست قسم الولادة بمجمع الشفاء الطبي، وعملت مديرة للعيادات الخارجية للنساء والولادة في مجمع الشفاء الطبي.
وشغلت مناصب مجتمعية متنوعة، فهي أنها أمين سر مؤسسة برامج التربية للطفولة المبكرة، كما وعملت سابقاً أمين سر جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، إلى جانب أنها ناشطة وكاتبة مقالات سياسية، وعضو المكتب الحركي الطبي المركزي على مدار ٨ سنوات.
دربت الدكتورة سميرة حلس طلبة الامتياز في كلية الطب على المهارات الأساسية للنساء والولادة والجراحة النسائية، كما عملت على رفع المستوى التربوي والصحي للأطفال دون سن السادسة من خلال الإشراف على ١٣ روضة تابعة لجمعية برامج التربية للطفولة المبكرة الفلسطينية، كما أنها عضو فعال في اتحاد المرآة الفلسطينية، ومثلت دولة فلسطين في العديد من المؤتمرات الخارجية منها:
مؤتمر الصداقة الفلسطينية الروسية موسكو ٢٠١٦.
مؤتمر إدارة المستشفيات وحل الأزمات ماليزيا ٢٠١٥.
مؤتمر النساء والولادة العالمي الأردن ٢٠١٤.
مؤتمر إعداد قيادات شبابية ماليزيا ٢٠١٣.
مؤتمر جمعيات الصداقة العالمية مصر ٢٠١٠.
كما شاركت د. حلس، في العديد من المؤتمرات المحلية بإعداد العديد من الأبحاث والأوراق العلمية في كل من المؤتمرات التالية:
مؤتمر نقابة الأطباء بيت لحم ٢٠١٩.
مؤتمر النساء والولادة ٢٠١٨ نابلس.
مؤتمر أطفال الأنابيب وعقم الرجال ٢٠١٥ رام الله.
كما شاركت بأوراق وأبحاث علمية في المؤتمر الأول حتى السادس للنساء والولادة غزة.
شاركت بأوراق بحثية في العديد من المؤتمرات وورش العمل الخاصة برفع شأن المرأة الفلسطينية في كافة المجالات.