شمس نيوز - محمد أبو شريعة
تواصل المقاومة الفلسطينية معركة الدفاع عن المسجد الأقصى، وحماية المرابطين في باحاته، وإسناد أهل حي الشيخ جراح، بتكتيكات جديدة، وبقوة وصلابة أربكت حسابات العدو الإسرائيلي.
فبدأت معركتها برسالة تحذير أخير لحكومة الاحتلال بأنها لن تصمت طويلًا على الاستباحة المتواصلة للمسجد الأقصى وللمدينة المقدسة، واراقة دماء الفلسطينيين على حواجز الضفة، وفي الداخل المحتل، محددة ساعة الصفر لبدء المعركة، في حال لم تتوقف هذه الاعتدءات.
الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين، بدأت المقاومة ردها على هذه الجرائم، بطريقتها الخاصة، لتستهدف جيب قيادة عسكرية تابع لجيش الاحتلال، بالإضافة إلى ضربة صاروخية مركزة، تجاه المستوطنات الاسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، لتبقى وفيةً بالوعود التي قطعتها على نفسها، بالدفاع عن الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
وقبل كل ضربة صاروخية وجهتها المقاومة، كانت تبعث برسالة تحذير، تعطي الاحتلال مهلة بالتراجع عن إجراءاته في المدينة المقدسة، وعلى ما يبدو فإنه لم يتلقف هذه الرسائل جيدًا، ليكون لتوقيت البهاء حضور واضح بضربات صاروخية مركزة على تل أبيب وعسقلان، خلال اليومين الماضيين.
وبين التاسعتين، كانت العديد من الرسائل التحذيرية الأخرى، التي بعثتها المقاومة، مؤكدة الاستمرار في الدفاع عن أبناء شعبها، وأن استهداف الأبراج السكنية والمنشآت المدنية، سيقابله استهداف للمراكز الحساسة في الداخل المحتل، وتبقى تل أبيب ومحيطها تحت مرمى النيران.
ومع ما تقدم، يرى المختص والباحث بالشأن الأمني د. محمود العجرمي أن المقاومة بهذه المرحلة، أكدت أنها هي ظهير الشعب الفلسطيني، وأنها تعمل على حمايته، ولا تسمح بأي حال من الأحوال باستدامة استهدافه ومحاولات اقتلاعه.
وقال العجرمي في حديث مع "شمس نيوز"، "المصداقية في أداء المقاومة واحد من أركان وجودها، وثقة شعبها بها"، موضحًا أنها أوصلت الرسائل للعدو طيلة أيام شهر رمضان والاعتداءات في مدينة القدس، وحي الشيخ جراح، إلا أنه لم يتلقفها جيدًا.
وأضاف "عندما قررت المقاومة دخول هذه الجولة، دخلتها وبكل عزم وقوة، كونها أمهلت العدو لإيقاف انتهاكاته، وكانت عند حسن ظن الشعب الذي طالبها بالدخول بشكل فعلي، وحماية المقدسات والمواطنين".
وأشار العجرمي إلى أن المقاومة منذ العام 2006 وهي مرجعية الأخبار عند المستوطنين الذين كانوا يتلقون معلومات كاذبة من قادتهم، في مقابل صدق معلومات المقاومة.
وتجلى صدق المقاومة بحسب الخبير العسكري في أنها أعلنت موعد كل ضربة صاروخية وجهتها إلى المدن المحتلة، وكان بالفعل تتطبق هذه الضربات، لافتًا إلى أنها تعهدت بأن تكون تل أبيب تحت مرمى النيران في حال استهداف الأبراج السكنية، واستمرار الاعتداء على المواطنين واستهداف ممتلكاتهم ومنشآتهم.
وبين العجرمي أن المقاومة أدخلت تكتيكات جديدة إلى الميدان بجوار دقتها في المواعيد المعلنة، والتي مكنتها من اختراق منظومة القبة الحديدية، قائلًا "المقاومة تعرف نقاط ضعف الاحتلال، وطرق الدخول إليها وتستثمرها أفضل استثمار، في المقابل تعرف نقاط قوته وتتحيدها (..) اخترقت القبة الحديدة التي فشلت على مدار اليومين الماضيين في اعتراض أقل 5% من الضربات الصاروخية، فيما 95% من الصواريخ وصلت لأهدافها".
وأوضح أن المقاومة استطاعت فرض تراجع استراتيجي على العدو من خلال أدائها العسكري والميداني والإعلامي، والاستخباراتي، مضيفًا "المقاومة تفرض شروطها ولديها اليد الطولى في تحديد متى ستنتهي هذه المعركة".
وشدد الخبير الأمني على ان معارك الشعوب لا تحسم من خلال القوة العسكرية، وإنما بمراكمة نقاط لإحداث تحول استراتيجي، بعيدًا عن القتال التقليدي.
وأضاف "أعتقد أن العدو خسر المعركة قبل أن تنتهي، بفشله في ترحيل أهل الشيخ جراح، وفشل مسيرة جماعات الهيكل، وفشل محاولات فرض الشروط في باب العامود في المسجد الأقصى".