كتب: أحمد زقوت
الاحتلالُ "الإسرائيليُ" لم يكن يعرف حجم القوة النارية الحقيقة الكبيرة التي تمتلكُها المُقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الرغم من توقع المُستوى العسكري أن المُقاومة ستضربُ تل الربيع المُحتلة "تل أبيب" في أكبر تقدير، لكن تفاجأ خلال الجولة الجارية أن المُقاومة ضربت ما بعدها.
السؤالُ الداخليُ الذي يترددُ بكثرةٍ بالوقت الحالي لدي المُستوطنين هو لماذا جيشُ الاحتلال لم يستطع أن يوقف الصواريخ التي تُطلقُ من غزة؟ خاصة بعد تصريح رئيس الوزراء "نتنياهو" بأنهُ سيجبي ثمنًا باهظًا للغاية من حماس ومن باقي التنظيمات الفلسطينية، وأن الكلمة الأخيرة لم تَقُل بعدُ، وهذه العمليةُ ستستمرُ وفق الحاجة بغية استعادة الهدوء والأمان لدولة الاحتلال على حد زعمه.
ظهر جليًا من خلال الجولات السابقة أن التهديد الحقيقي لدي الاحتلال هو عجزُه ُعن مُواجهة الصواريخ خُصُوصًا قُدرتُها التي تشمل مُعظم أرجاء "إسرائيل"، وذلك إلى جانب التطوير الحاصل في نوعية هذه الأسلحة، بحيث أنها أكثرُ دقَّة، وإيلامًا وتأثيرًا على صعيد الجبهة الداخلية "الإسرائيلية".
جانب آخر مُهمٌّ وهو المبدأُ المركزيُ من استخدام هذا السلاح يتمثَّل بإحداث أكبر تهديد من خلال استهداف الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" بالأهداف المُنتقاة؛ كالمناطق السكنية والأماكن الحيوية في مُحاولة شل الحياة فيها للضغط على صناع القرار لدي المسؤُولين والمُطالبةِ بالهدُوء.
يبذلُ جيش الاحتلال جُهُودًا كبيرةً في مجال جمع المعلُومات والتقصِّي حول الأسلحة المختلفة التي تستخدمُها المُقاومةُ الفلسطينيةُ؛ وذلك في مُحاولةٍ منهُ لإحباط مفعولها وعملياتها بصُورةٍ استباقية لكن المُقاومة تضعُ المزيد من الصُعُوبات أمام اكتشافها من قِبَل سلاح الجوِّ "الإسرائيلي" من خلال أـساليب مُختلفةٍ وأيضًا من خلال مُلاحقةِ العُملاء بالميدان.
المُقاومة الفلسطينيةُ غيرت القاعدة ونقلت المعارك إلى داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة وأصبح جُزءٌ من الردع يمسُ الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" وهذا جُزءٌ من تآكُلِ عمليات الردع "الإسرائيلي" وهذا ما نشهدُهُ حاليًا.
المُقاومةُ في غزة لديها أهدافٌ واضحةٌ، فهي تُطوُّر وتراكُمُ أدواتها القتالية، وتستفيدُ من تَجَاربِهَا، فالاحتلالُ "الإسرائيليُ" يجري تطويراتٍ وتحسيناتٌ على القُبةِ الحديدية، وغيرها من المنظُومات الحديدية، والمُقاومةُ تُطوُّر من صواريخها التي تُحاولُ من خلالها تجنب القُبةِ الحديدية وهذا يُساهمُ في تحقيق نقاطٍ جديدة لصالح مُقاومةِ الاحتلال.
في الحُروبِ السابقة بين المُقاومة والاحتلال توعد الأخيرُ أكثر من مرة بتهديداتٍ مُختلفةٍ بأنه سينزعُ سلاح الفصائل الفلسطينية، وكذلك تدميرُ البنية التحتية العسكرية للفصائل من أنفاقٍ وأسلحةٍ وغيرها بل وخاض حُروبٌ لذلك ولم يستطع وهذه ما عايشناه بأن الكلمة الأخيرة في عدوان 2014م كانت للمُقاومةِ بقصفها صواريخ في اللحظات الأخيرة قبل البدء بسريان وقف إطلاق النار برعايةٍ مصريةٍ وذلك بعد ظنهِ أنهُ استطاع إيقافها.
جيشُ الاحتلال عجز عن مواجهة المُقاومةِ الفلسطينية في وقتٍ سابقٍ فما ظنكُم اليوم بعد تراكُمِ قوتِها خلال السنوات السابقة لذلك كثف من استهدف المباني المدنية والأطفال والنساء بالفعل يتخبطُ وهذا ما يظهرُ قوة ووحدة الشعب الفلسطيني في وجهِ الاحتلال.
أما رسالتنا إلى المُقاومةِ الباسلةِ التي نفتخرُ بها فنقُولُ لها: إننا نُريدُ المزيد من القوة وصبّ النّار وحُمم الجحيم على الاحتلال وعلى المُستوطنين، نُريدُ أن نكوي وعيهُم ووعي جُمهورهم الذي يحتل أرضنا بعدما جاؤُوا مُن أصقاع الأرض، ينبغي عليهُم أن يفهمُوا الرسالةَ واضحةً أن هذه الأرض ليست لهُم وأنهُم يجبُ أن يرحلُوا في أقرب وقتٍ، ولا مكان لهُم على أرضِنا الفلسطينية.
التحيةُ نبرقُها إلى شعبنا الفلسطيني الكريم في كل مكان على صبره وصُموده، في القدس العاصمة، وفي قطاع غزة، وفي الأراضي المُحتلة عام 1948م، وفي الضفةِ المُحتلة.
أخيرًا وبيقينٍ تام بأن المُقاومةَ الفلسطينية لم تَقُل كلمتها الأخيرة، وأن كلمة "نتنياهو" الأخيرةَ هي الهزيمةُ، نسألُ الله السلامة لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني والقَبولِ للشُهداءِ والعافيةِ للجرحى.