شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، ورئيس دائرتها السياسية الدكتور محمد الهندي على أن المقاومة لا تستجدي التهدئة، ولا تحتاج لتفاهمات أو مفاوضات لا يلتزم بها العدو كما كان في أوقات سابقة.
وقال د. الهندي في حديث لبرنامج "حتى القدس" عبر فضائية "الميادين"، "إن رسالة المقاومة وصلت بأن العدوان بدأ في القدس وينتهي فيها"، مضيفًا "القدس عنوان جهادنا ومقاومتنا بدأنا من أجلها وعندما نصل إلى اتفاق نقول (إن عدتم عدنا)".
وأشار إلى أن العدو مضطر لوقف النار لعدة أسباب أحرجته على المستوى الدولي والإقليمي، وحتى الداخلي.
وأوضح د. الهندي أن أول هذه الأسباب هو فشله الذريع في الميدان عندما؛ حددت المقاومة الفلسطينية موعد بدء الرد على جرائمه.
وأضاف "ثاني تلك الاسباب هي هبة اهلنا في الضفة وأراضي الـ48 الذين أعادوا الصراع إلى المربع الأول، الأمر لم يعد في غزة، بل عن القدس وحيفا ويافا وكل مكان.
وبين أن العامل الثالث لاستجداء العدو وقف اطلاق النار هو انحسار الغطاء الدولي الذي تمتع به على مدار الجولات السابقة.
وأكد أن المناخ الدولي والإقليمي والداخلي حتى عند العدو غير مواتٍ للاستمرار بالعدوان، لذلك ليس أمام العدو إلا وقف عدوانه.
وتابع د. الهندي، "نتنياهو يبحث عن صورة انتصار يرمم بها هذه النهاية، ولن يجدها لأن المقاومة رسمتها في اللحظة الأولى"، مشيرًا إلى أن نتنياهو مضطر لإيقاف العدوان.
وقال "قلنا للاخوة المصريين بشكل واضح أن العدو مضطر لوقف النار لعدة اعتبارات، وان التفاهمات السابقة لم يلتزم بها (..) نحن قلنا بأن القدس خطا أحمرا، وهذا عصب حساس، لا يمكن السكوت عليه وإذا عادوا سنعود".
ويرجح د. الهندي ان يكون الجانب المصري اخذ موافقة من العدو، متوقعًا أن يتم الإعلان خلال الليلة أو على أبعد تقدير أو يوم غدًا.
وشدد على أن موقف الفصائل واضح بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي تفاهمات دون النص على وقف الاعتداءات في القدس، وخاصة في اقتحامات المسجد الأقصى وبيوت حي الشيخ جراح، مضيفًا "القدس هي عنوان المقاومة والنضال الفلسطيني، العدو وضعه على الطاولة ظانًا بأن الوقت مواتي لكن المقاومة كان لها الكلمة".
واستدرك "رسائل المقاومة وصلت تمامًا للعدو أن القدس خط أحمر لا يمكن الاعتداء عليها، وان سلاح المقاومة في غزة سلاح الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن العدو لن يجد صورة نصر في غزة، ولن يجد سوى صورة الهزيمة.
وتابع "غزة سترسل نتنياهو للبيت أو السجن، ولن ينفعه اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لهذا الكيان، ولا اتفاقات التطبيع مع بعض الدول المرعوبة والحكام المرعوبين.
وأوضح أن الرد بدأ على العدوان في القدس، وما لم تشمل أي مفاوضات وقفها، فلن يكون هناك أي قبول فلسطينيي بها، مضيفًا "العدو يريد أن يوقف النار من جانب واحد، المصريون سيعلنون موقف بأن هناك إطلاق نار (..) ونحن كما قال الجميع إن عادوا للعدوان ستعود المقاومة فهي بخير، وأثبتت أنها على قدر هذه المواجهة، والعدو سيبحث على مبررات للهزيمة".
وشدد على أن معركة سيف القدس شكلت هزيمة للعدو الذي سيبدأ مبكرًا بتبادل الاتهامات، لمحاولة ترميم صورته، وفشله في تحقيق الشروط التي وضعها وأهمها ردع المقاومة التي تواصل ردعه على الأرض، مضيفًا "سيتحدثون كما تحدثوا في الـ2008 و2012 و2014، أنهم حققوا نصرًا وردعًا، لكنهما في الحقيقة مأزومين".
ولفت إلى أن كل هذه الأكاذيب لن يصدقها أحد، متابعًا "عندما تقصف العاصمة التي ترعب كل المرعوبين في المنطقة, ويجلس ثلثين المستوطنين في الملاجئ، هذا يؤكد انها هشة ويمكن كسرها وردعها وعلى العالم كله سماع هذه الرسالة".
وتابع "أقول بشكل واضح ومحدد عند وقف إطلاق النار في هذه جولة، يعني أنها ستبدأ جولة جديدة ستكون ساحتها الاساسية في الضفة والقدس، مشيرًا إلى أن الجولة الحاسمة تكون هنا.
ودعا د. الهندي للنفير غدًا في كل مناطق الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 لأجل استمرار المعركة، ولتتحول إلى انتفاضة عارمة تحميها غزة، حتى كنس الاحتلال من القدس كاملة، ليكون يوم احتفال بالنصر، مشددًا على أن ما حصل في غزة خلال المعركة شكل بداية انحصار (اسرائيل) وبداية إنهاء تغولها على المنطقة ورسم صورته الحقيقية.