بقلم المحامي مراد بشير
من البدايات؛ و الرؤى ،و المفاهيم ،و مشروع المقاومة بحركة الجهاد الإسلامي؛ واضح و ثابث ، بدء من ساحة الصراع " فلسطين " بوحدة أرضها كلها من بحرها لنهرها ،بقلبها " القدس" مركز الصراع الكوني ؛ بين تمام الحق الفلسطيني ، و تمام الباطل المحتل ، و برغم كل محاولات تحويل قبلة الصراع ،و المقاومة ، و إختراع عدو وهمي بأدوات مثل داعش ، و النصرة ، و الجماعات التكفيرية بشكل عام ، إلي سبب قتال المحتل ؛ لأنه محتل لأرضنا ؛ و ليس لدينهم ، بالتسلح بالمنهج الإسلامي ، و البعد الوطني ، بإعتبارنا : حركة تحرر وطني ببعد و منهج إسلامي ، تمارس حقها المشروع دوليا لتقرير المصير و التحرر من الإحتلال لكل التراب الفلسطيني ، و الإيمان بوحدة الأرض كلها رغم أوهام التسوية ، و مسار التصفية ، و حدة الشعب بكل أماكن تواجده رغم كل محاولات: التحييد ، و التغريب، و كي الوعي ، " وحدة الأرض و الشعب" ، ما تجلي ميدانيا بسيف القدس رغم كل محاولات التسوية ،و التصفية ،و التطبيع ، و في الوقت الذي أرادوا فيه لغزة إنفصالها عن بقية الوطن ،و المواطنين ،بعدما أنهكوها بالحصار الظالم ، و حاولو تحيدها ، و مقايضتها ، و مساومتها ... لتنفض الغبار "بسيف القدس "و تربط المعركة بالقدس ، الأمر الذي يعني عدم هدوء حالة الإشتباك إلا بالتحرير الكامل ، لتزول بذلك غربة الجهاد الإسلامي ، و أي مخاوف من أي تسويات ، أو مقايضات ، فقد ولي الزمان ، و لم يعد مجال للتراجع عما أنطلق بسيف القدس، و ها هو سماحة السيد بالأمس : يزيد و يؤكد أن أي مساس بالقدس يعني إشتعال الإقليم برمته ، بما يفهم أنها ستفتح كل جبهات المحور بحال أي مساس بالقدس، التي باتت أقرب من أي وقت مضي ، نحو وعد الآخرة و إزالة الإحتلال .
إنتهت جولة " سيف القدس " و بدأت معركة التحرير الكبري ، و أرست قواعد جديدة ، مختفلة عما كان قبلها ، و فاتحة آفاق، و صور لإزالة الكيان لا حصر لها . إنتهت الجولة ؛ بنصر للمقاومة لا شك فيه ، و بإعترافات العدو ، ففي معادلة الصراع الصفري ؛ كل الإنجازات للمقاومة ، و كل الإخفاقات ،و الفشل للإحتلال ،و قد أعطاهم اليوم القائد السنوار رصاصة الرحمة على الهواء مباشرة لما ساقوه إنجاز وهما برسائل تحدي ليتجرؤا علي تنفيذ ما هددوا به ، واضعهم بموقف لا يحسدوا عليه . و من طبيعة الإحتلال ؛ عدم قبول الهزيمة رغم تحققها ، و يقينه منها ، فهو أمام خيار عدوان جديد لا يريده لحتمية هزيمته مجددا ،و ربما زواله ، أو التسليم و القبول بمعادلات المقاومة و شروطها التي أرستها بالدم و النار ؛ بما يعني إنهيار داخلى .
بسيف القدس زالت الغربة نهائيا ، و أصبحت هناك حالة إجماع مقاوم ، و ميداني ؛ محلي ، و إقليمي على رؤية الجهاد الإسلامي السياسية .