غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مهمة شاقة وملفات معقدة أمام مصر

د. هاني العقاد 1.jpg

بقلم/ د. هاني العقاد

دخلت مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة واسرائيل المرحلة الصعبة والدقيقة من المفاوضات والتي يتوقع ان تكون معركة ضارية قد تطول إذا ما استمرت اسرائيل بطرح اوراق من شانها ان تنسف اي مساعي يمكن ان تؤدي الي التوصل لاتفاق قريب، مصر تعمل بثقل نوعي لم يسبق في اي مواجهة سابقة بين المقاومة واسرائيل والتي كان لمصر دور فيها لإعادة الطرفين لتفاهمات التهدئة بعد الحرب 2014 والتي انتهكت أكثر من 19 مرة من قبل اسرائيل بتصعيد ومواجهة كانت تستمر لأيام ثم يلتزم الطرفان بتهدئة مقابل تهدئة. مع تكثيف الاتصالات المصرية بالأطراف وتعقد الملفات وحديث كل طرف عن ان المعركة لم تنتهي بعد يصبح الدور المصري كمن يعمل تحت ضغط احتمال انفجار المشهد من جديد في اية لحظة وخاصة ان ممارسات وسلوك الاحتلال الاسرائيلي في القدس لم يتغير ,ومازال حصار البيوت في الشيخ جراح علي حاله، واقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الإسرائيليين لم يتوقف ولم تردعهم الحرب لان حكومة اسرائيل هي من توفر لهم كافة اشكال الحراسة بل وانه تعمد في بعض الاحيان لتفريغ المسجد الأقصى من بعض المصلين لتهيئ لمتطرفيها الوصول الي باحاته عبر باب المغاربة وهي البوابة التي تحاول اسرائيل تخصيصها فقط لدخول مستوطنيها علانية .

توقفت الحرب لكن المعركة لم تنتهي ومصر تدرك ان امامها مهمة شاقة لإنهاء هذه المعركة بتثبيت التهدئة وتوقيع اتفاق بضمانات مصرية امريكية ومراقبة دولية, ولتسهيل التوصل الي هذه التفاهمات والاتفاقات رفعت مصر مستوي الاتصالات مع الفلسطينيين إلى مستوي الرؤساء فقد ارسل الرئيس (عبد الفتاح السيسي) وزير المخابرات المصرية السيد( عباس كامل )برسالة مهمة الي رام الله فحواها ضرورة ان يسعي الرئيس( ابو مازن )لإنهاء الانقسام واستعادة الحوار الفلسطيني تهيئة لإعلان حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حماس وهذا كان محور بحث مركز مع الوزير (عباس كامل) و(الرئيس ابو مازن)، علي الجانب الاخر استمع الوزير الي وجهة النظر الاسرائيلية في موضوع التهدئة واعادة الاعمار والتي اشترطت فيها اسرائيل ان يتم مقابلها افراج حماس عن الجنود الاسري الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة علي اثر حرب 2014، لكن حماس ترفض باي شكل من الاشكال الزج بهذا الملف واستخدامه كورقة ابتزاز لأجل الحصول علي جنودها بلا ثمن فقط مقابل السماح بإعمار غزة لأنه ملف منفصل يجب حلة عبر صفقة تبادل للأسري تشمل الأسرى القدامى واصحاب المحكوميات العالية وهذا اقل ثمن لما بين يدي حماس من اسري وجثث.

الوزير عباس كامل جاء ليضع اسس للحوار والتفاوض في ثلاثة ملفات مهمة تثبيت التهدئة والتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار يسمح بإعادة اعمار قطاع غزة، والملف الثاني ملف الجنود والجثث لدي حركة حماس، والملف الثالث اعادة اعمار ما دمرته الحرب الاخيرة، ولعل اسرائيل تريد ربط ملف الجنود الإسرائيليين بإعادة اعادة غزة وسماحها بذلك لان اعادة جنودها هي الورقة الوحيدة التي سيقول من خلالها(نتنياهو) انه حقق شيء من وراء هذه الحرب بالإضافة لهدنة تمتد لسنوات. ما هو متوقع ان تجد مصر الكثير من المعيقات في فصل هاذان الملفين وتعود الي ملف صفقة التبادل الذي هو اصلاً بيد مصر ونتوقع ان ترفض اسرائيل ان يجري بينها وبين المقاومة اصي صفقات تبادل الان، لان خروج اي اسير من الاسري القدامى تعتبره اسرائيل هزيمة كبيرة لها ويعتبر تراجع عن ثوابت حكومة نتنياهو التي سينتهي اجلها خلال ايام وقد يأتي (نفتاي بينت) الذي سيكون أكثر تصلبا ورفضا لإطلاق سراح اي من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وقد يرفض رفضا باتا اي صفقة تبادل منفردة.

مهمة مصر شاقة جدا وملفاتها معقدة سواء في موضوع تثبيت وقف اطلاق النار وملف الاسري الإسرائيليين واعادة اعمار غزة او ملف الصراع كرزمة واحدة لان المشهد السياسي في اسرائيل غير مستقر وقد تتغير حكومة نتنياهو وتحتاج مصر الي الانتظار لتدرس الحكومة الجديدة الملفات بعدما تتسلم حكومة (نفتالي بينت) الملفات من حكومة نتنياهو الي حين ذلك ستعيد مصر الفلسطينيين لطاولة الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولعل ملف انهاء الانقسام واستعادة الفلسطينيين للوحدة الوطنية هو الملف الاكبر الذي تحاول مصر إنهائه بعد تثبيت الهدنة حتي يتم الحديث والانتقال الي الملف الاكثر تعقيدا وهو ملف الصراع وانهاء الاحتلال وبحث سبل حل الدولتين . لعل هذا الملف الكبير لا تستطيع مصر العمل فيه لوحدها بل لابد وان تتشارك مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الاتحاد الاوروبي كألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاردن لان مصر كانت قد اسست قبل أكثر من 10 شهور لهذا العمل وتم وضع خطة اردنية ومصرية المانية فرنسية كعنوان لمساعي (مجموع ميونخ) للسلام والامن. الحرب على غزة فتحت بوابات كبيرة امام الوسطاء لإنهاء جزري لازمة غزة كجزء من الصراع والتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار وبالتالي حل كل مشكلة او عقدة في طريق تهيئة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للجلوس على طاولة المفاوضات. الواضح انه مازال هناك الكثير من العمل امام مصر لتحديد الإطار الذي سيقود لعملية سياسية حقيقية وبالتالي فتح مسار تفاوضي مبني علي اسس ومرجعيات دولية واقليمية وتحتاج الي شركاء حقيقين لرعاية اي عملية تفاوض حتى يتم تشكيل لوبي دولي ضاغط على اسرائيل لتستجيب لإرادة السلام وتقبل بالتفاوض على اساس تطبيق حل الدولتين واعتبار كل الاراض المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وكافة القضايا النهائية للصراح الحقل التفاوضي الحقيقي الذي يخضع لجدول زمني تقرره الاسرة الدولية والولايات المتحدة الامريكية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".