بشكل مفاجئ، وعلى غير العادة امتلأت سماء قطاع غزة في ساعات فجر اليوم الجمعة الأولى، بعدد كبير من الطائرات الإسرائيلية المسيرة "الكواد كابتر"، الدخول المريب للمسيرات أدى لاستنفار المقاومة، وإطلاق النار تجاهها في كافة الأماكن التي تتواجد فيها.
وفي ساعات الصباح أعلنت المقاومة انها أحبطت محاولة استعراض للقوة من قبل جيش الاحتلال، بعد أن سير طائرات بدون طيار تسمى “كواد كابتر” في مناطق متفرقة من القطاع وبأعداد كبيرة.
وقال مصدر بالمقاومة خلال حديث مع وسائل إعلام محلية، إن قوات الاحتلال حاولت من خلال تسيير هذه الطائرات اختبار المقاومة ومحاولة إرباكها كما حاول خلال الجولة الأخيرة بطرق مختلفة وفشل بذلك.
المختص بالشأن الأمني مرشد أبو عبد الله يرى أن دخول طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر" يأتي في إطار الحرب الاستخباراتية والأمنية الدائرة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ العدو حاول قياس قدرة المقاومة بالتعامل مع التحدي الجديد، والحصول على معلومات أمنية جديدة، لاسيما بعد فشله في العدوان الأخير.
وتوقع أبو عبد الله في حديث مع "شمس نيوز" أن يكون من بين الأهداف لدخول سرب الـ"كواد كابتر" قياس مدى نجاعة محاولات إسقاط الطائرات بالأسلحة الفردية الخفيفة والمتوسطة، وانعكاس ذلك على آليات تشغيلها في المواجهات القادمة، ومدى استعداد المقاومة للتحدي الميداني المفاجئ.
وأشار إلى أن العدو فقد قدرته على جمع المعلومات بالطرق التقليدية نتيجة جهود أجهزة أمن المقاومة في مكافحة التجسس ومنع عمليات الاختراق لصفوف المقاومة، ما دفعه للجوء إلى التقنيات الحديثة في جمع المعلومات ومنها مُسيرات "كواد كابتر".
وطائرات "كواد كابتر" تعد صغيرة الحجم ويتم التحكم بها الكترونيًا عن بعد، كانت قد صنعت لأغراض التصوير الإعلامي والسينمائي، إلا أن الاحتلال طورها لتعزيز قدراته، بدءًا بالعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية كالرصد والمرقبة والتصنت وجمع المعلومات، وصولًا لتنفيذ عمليات عسكرية ميدانية كإطلاق النار والمتفجرات وحتى عمليات الاغتيال.
وتوقع أبو عبد الله أن يكون من بين الأهداف لدخول الكواد كابتر، خلق حالة من الإرباك في صفوف المواطنين، وإثارة البلبلة، والخوف، وإشعار الغزيين بقرب اندلاع جولة جديدة من القتال مع العدو.
وشدد على أن محاولة المقاومة الليلة لتحييد الطائرات المُسيرة منع كارثة أمنية استخباراتية في الدرجة الأولى ومنع أيضا محاولات القاء متفجرات على أهداف معينة سواء بشرية، مثل: اغتيال لقيادات في المقاومة، او تفجير اماكن تتبع للمقاومة.
ولفت أبو عبد الله إلى أن اسقاط عدد من الطائرات المسيرة تبين أنها تحمل المتفجرات، مطالبًا المقاومة تطوير قدراتها في تحييد سلاح المُسيرات بطرق مختلفة ومحاولات تشتيتها، لمفاجئة العدو في حال استخدمها أثناء عدوانه على الفلسطينيين.
وبين أن انخفاض تكلفة الطائرات المسيرة، وصغر حجمها، وفعاليتها الميدانية، ستدفع جيش الاحتلال لجعلها أحد أدوات المواجهة في المرحلة المقبلة.