قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إلغاء مسيرة الأعلام الاستيطانية في القدس المحتلة، التي كان مزمع تنظيمها يوم الخميس المقبل، وذلك بعد تهديدات المقاومة الفلسطينية بالعودة لجولة التصعيد.
وكان ممثل ما يسمى بـ"شرطة" الاحتلال في لجنة الخارجية والأمن، قد أوضح أنه ليس من المؤكد أن تجري المسيرة يوم الخميس، ووفق وسائل إعلام عبرية، أبلغ الاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي جماعات المستوطنين، بأن إقامة مسيرة الأعلام غير ممكنة.
الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، قال إن "الاحتلال الإسرائيلي ألغى مسيرة الأعلام الاستفزازية بناء على أمرين مهمين، الأول جدية تهديدات المقاومة وخاصة أن معركة سيف القدس انطلقت بسبب مسيرة الأعلام التي كانت تريد تكريس السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولذلك أدرك قادة الاحتلال أن المدينة المقدسة خط أحمر".
وأوضح لافي لـ "شمس نيوز" أن الأمر الثاني الذي دفع الاحتلال لإلغاء مسيرة الأعلام، هو أن الوسطاء سواء المصريين أو الدوليين، الذين يسعون الآن لتثبيت وقف إطلاق النار واستدامة الاستقرار، سيدركون أن الاحتلال هو الذي يخرق التفاهمات وأن الفلسطيني في موقع الدفاع عن نفسه، وهو ما يؤثر سلبًا على صورة الاحتلال في المجتمع الدولي وتعرضه للضغطات الدولية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يخص بالمستوى الداخلي الإسرائيلي، أشار لافي إلى أن الكل يدرك في "إسرائيل" أن بنيامين نتنياهو يريد استخدام هذه المسيرة لأغراض سياسية داخلية بامتياز، وخاصة الإعلان تشكيل حكومة "البديل عنه"، وهو ما جعله يصر على خلط الأوراق في اللحظات الأخيرة وإشعال برميل البارود "القدس".
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن المستويات العسكرية والسياسية والأمنية سعوا لإجبار نتنياهو والمستوطنين على عدم الذهاب لتلك المسيرة التي يراد بها خلط الأوراق، مشيرًا إلى أن هناك ضغوطات حقيقية من قبل وزارة حرب الاحتلال والأجهزة الأمنية لإلغاء تلك المسيرة، كون الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مهيأة للذهاب إلى معركة أخرى.
وشدد على أن قرار إلغاء مسيرة الأعلام الاستيطانية، يعد إنجازًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، كونه لأول مرة يستطيع فرض سيادته على الاحتلال في منطقة "حساسة" (إشارة إلى مدينة القدس)، التي تعد مركز الصراع بين "إسرائيل" والمشروع الصهيوني من جهة، وبين الفلسطينيين والمشروع الإسلامي والعربي ومن جهة أخرى.
وأكد لافي، أن الاحتلال الإسرائيلي بات يرضخ لتهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إلغاء مسيرة الأعلام الاستيطانية، وهو اعلان صريح بأن المقاومة انتصرت في معركة سيف القدس، واستطاعت فرض معادلة جديدة في مدينة القدس، ولم يعد بإمكانية الاحتلال عزل غزة عن بعدها الجغرافي والوطني كما كان يعتقد نتنياهو وقادة الاحتلال.
وتابع: "الإسرائيلي بات يُدرك جيدًا أنه لا قبل له بالتعرض لهجمات المقاومة في دفاعها عن مقدساتها، وخاصة أن الجبهة الداخلية للاحتلال أثبتت أنها مهترئة".
وشدد لافي على أن ما يبعث الخوف في نفوس الاحتلال، هو أن قادة المقاومة عندما يهددون، يفعلون، وهذا ما حدث في العاشر من مايو الماضي، عندما أطلقت سرايا القدس صاروخ الكورنيت الأول، لرد العدوان عن القدس والمقدسيين".