نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الاثنين، عن مصادر في حركة "حماس" قولها إن الحركة فتحت الباب حاليا لتدخل وسطاء جدد للمساهمة في كسر حصار قطاع غزة .
وقالت الصحيفة إنه وتزامنا مع اجتماع الكابينت الإسرائيلي تسارعت وتيرة الاتصالات بين حركة "حماس" والوسطاء المصريين والدوليين، في وقت رفعت فيه المقاومة من سقف تهديداتها للعدو في حال الاعتداء على قطاع غزة أو التفكير في توجيه ضربة غادرة إليه، وفي ظلّ تراجع الموقف المصري خلال الفترة الأخيرة في الضغط على الجانب الإسرائيلي.
وأضافت :" مع بداية الأسبوع الحالي، توتَّرت الأوضاع جزئياً بين "حماس" والمصريين، بعد انصياع القاهرة لطلب إسرائيلي بإيقاف إدخال الإسمنت إلى غزة، واعتراض الحركة على هذا القرار، إضافة إلى عجز الجانب المصري عن الضغط على الاحتلال فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال البضائع لصالح القطاع، والاستمرار في إضاعة الوقت من دون البدء في خطوات من شأنها تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي في غزة وإطلاق عملية إعادة الإعمار".
وأشارت الصحيفة الى ان القاهرة كانت قد وعدت "حماس" بأن المباحثات ستتسارع بعد تشكيل حكومة جديدة في "إسرائيل" الأسبوع الماضي، فيما لا يزال هناك أطراف داخل كيان الاحتلال تحاول فرض معادلات جديدة على القطاع.
إزاء ذلك، أكدت المصادر للصحيفة أن الضغط الميداني على طول حدود غزة سيتكثّف خلال الفترة المقبلة، وأن الأيام القادمة قد تحمل تصعيداً من قِبَل المقاومة لكسر تلك المحاولات الإسرائيلية.
كما أَبلغت الفصائل الفلسطينية، المعنيّين، بأن قصف العدو عدداً من مواقع المقاومة قبل عدّة أيام بذريعة إطلاق البالونات المتفجّرة، سيتمّ الردّ عليه بالمستوى نفسه في حال تَكراره.
وفي هذا الإطار، أعلن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن الفصائل نقلت رسالة إلى مصر، أبلغتها فيها بنفاد صبرها إزاء الهجمات الإسرائيلية واستمرار التضييق على القطاع، و"بأنها ستردّ بالمثل على أيّ هجمات عسكرية قادمة، ولن تسمح بأن تفرض حكومة الاحتلال شروطها على المقاومة أو عزل غزة.
وأكد حبيب أن "غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بلورت موقفاً نهائياً وموحّداً للتعامل مع تكرار سلوك الاحتلال في قادم الأيام، ولن تتردّد في التصدّي له مهما كانت النتائج".
ومع استمرار إغلاق المعابر في قطاع غزة منذ أسابيع، تزداد احتمالات تفجّر الأوضاع مجدّداً، خصوصاً في ظلّ تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في القطاع، والذي أدّى إلى شحّ في بعض البضائع وارتفاع في أسعار أخرى.
وفي هذا السياق، جزمت المصادر بأن المقاومة مستعدّة للعودة إلى المواجهة من جديد وبقوة أكبر، وأنها تدرك أن تهديد الاحتلال بتنفيذ ضربة استباقية ضدّ غزة في حال استمرّ إطلاق البالونات الحارقة والمتفجّرة، هدفه ردع المقاومة عن التصعيد، "لكنّ هناك متغيّراً سيكون مطروحاً بقوة في حال أقدم العدو على هذا الغدر، وهو أن تكون مستوطنات غلاف غزة ساحة مواجهة قتالية مباشرة، وأن تفرض المواجهة البرّية نفسها على جيش الاحتلال"، بحسب المصادر نفسها.