غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

اغتيال الصدِّيق

نزار بنات..jpg
بقلم/ د. محمد مشتهى
إغتيال الناشط الحر نزار بنات صاحب الكلمة والموقف الحر، هي رسالة من منظومة العبيد، عبيد المال وعبيد المواقف وعبيد السلطان، رسالة منهم لكل صاحب موقف ضد الظلم والفساد، اغتيال بنات لم يكن اغتيال لجسد بل هو اغتيال للطهارة مقابل حماية الفساد، هو اغتيال للكرامة مقابل الذل والهوان، لقد تابعنا هذا الثائر الحر الذي كانت كلماته ومواقفه تصدح بكل شموخ وكبرياء ومن وسط النار دون وجل او جزع، لم يستسلم رغم الاعتقال والتشهير والتعذيب، وظل ثابتا كما الجبال الراسخة، وهذا هو ديدن الاحرار ومسار الطليعيين الطبيعي، وإن كل طليعي وحر هو يعلم في قرارة نفسه بأنه سيدفع الثمن مقابل حريته وكرامته ومواقفه وقناعاته، هذا الثمن ممكن أن يدفعه من ماله ومن عرضه أو حتى من حياته، اولئك الطليعيون أمثال نزار هم مستعدون دوما لدفع الثمن دون تردد، لله درك ايها الحر الذي خسرته فلسطين، لله درك أيها الحر الذي كسب نفسه، كسبها في الدنيا وفي الآخرة، والعار كل العار على المتخاذلين، العار كل العار الذي سيلاحق القتلة المجرمين.
في مراحل معينة الباطل ينتفش، لكن دولة الباطل تبقى ساعة ودولة الحق إلى أن تقوم الساعة، هناك ناس أمثال نزار بنات تقدم أرواحها وهي مظلومة من أجل مواقفها، المهم عندها أن تستمر كلمة الحق، واحيانا عند انتفاش الباطل وقتله للأحرار يدَّعي البعض ويظن أنه ينتصر لكنه في الحقيقة تكون رفرفة وحشرجة ما قبل الموت وليس انتصار.
قال الله تعالى في القرآن: "أولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين"، فالله قدّم الصديقين على الشهداء، لأن الشهيد ممكن أن تأتيه رصاصة او ضربة سيف أو قنبلة فيستشهد في المعركة، لكن الصدِّيق هو الذي يصارع الباطل ويكون صالح ويتحدى الأعباء الطويلة والمريرة أثناء الصراع، لذلك كن مطمئنا ايها الصدّيق نزار، فخلفك سيخرج ألف الف صدِّيق حر وثائر.
"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".