تتميز الأنهار الجليدية الدموية بلونها الأحمر، وتتحول ثلوج جبال الألب إلى اللون الوردي في الربيع، منذ قرون. واعتقد أرسطو أن هذه الظاهرة من عمل "ديدان حمراء ذات شعر كثيف" موجودة تحت الثلج، لكنه كان مخطئا في ذلك.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية في تقرير نشرته مؤخرا، إن العلماء الفرنسيين لاحظوا أن ازدهار الطحالب أصبح أكثر وضوحا مما كان عليه من قبل، ربما بسبب تسارع الاحتباس الحراري.
طحالب وثلوج
وذكرت الصحيفة أن السبب وراء الدم الجليدي، الذي يُعرف أيضا باسم "ثلج البطيخ"، هو ازدهار الطحالب، حيث إنها تغير لونها لحماية نفسها من الأشعة فوق البنفسجية، وتجري هذه العملية الآن، مع دخول فصل الصيف، لكن العلماء الفرنسيين لاحظوا زيادة طويلة الأمد في هذه الظاهرة ويعتقدون أن السبب في ذلك هو تسارع نسق الاحتباس الحراري، وقد تم نشر النتائج الأولية في مجلة "الحدود في علوم النبات".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيريك ماريشال، رئيس مختبر فسيولوجيا النبات في جامعة غرينوبل ألب وقائد هذا البحث، وخبراء آخرين أخذوا عينات من التربة على ارتفاعات مختلفة لدراسة الحمض النووي للطحالب وأعدوا خريطة لتكاثرها على الثلوج.
وما يجعل العلماء يعتقدون أن هذه الظاهرة هي دليل على الاحتباس الحراري العالمي، هو حقيقة أن الطحالب تعيش على ثاني أكسيد الكربون، لذا قد يكون ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون سبب ازدهارها.
علاوة على ذلك، يمكن ربط ظواهر مماثلة، مثل تكاثر الطحالب في البحيرات، بالنشاط البشري، وأصبح الناس الذين يعيشون في الجبال يلاحظون وجودها سنويا، وهو ما لم يعتادوا عليه من قبل.
"الدم الجليدي"
وأوضحت الصحيفة أن هناك تشابها بين هذا البحث وفيلم الرعب الأسترالي "الدم الجليدي" للمخرج مارفين كرين، حيث يركز الفيلم على العلماء الذين يدرسون أزمة المناخ في جبال الألب، وهم أيضا اكتشفوا سائلا أحمر غريبا على نهر جليدي، لكن هذا السائل له تأثير غريب جدا على الحياة البرية المحلية.
ونظرا لأن الطحالب لا تعكس أشعة الشمس جيدا، فإن زيادة انتشارها قد تؤدي إلى تسخين الثلج بسرعة أكبر، مما يسرع من تقلص وذوبان الأنهار الجليدية والقلنسوات الثلجية.
في المقابل، وجد العلماء أن جزيئات أحد هذه الطحالب مليئة بمضادات الأكسدة، لذلك قد تفيد القطاع الصحي، قبل أن يذوب كل شيء.