شمس نيوز / عبدالله عبيد
بعد أن قضت محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، باعتبار كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس منظمة "إرهابية"، بدأت التساؤلات تدور في أذهان الكثيرين حول حيثيات وتوقيت هذا القرار والجهة المستفيدة منه.
هل من الممكن أن يكون هذا الإعلان مقدمة لتدخل عسكري في غزة بعد هجمات سيناء الأخيرة؟ وما هي دلالات توقيت إعلان القسام تنظيماً إرهابياً قبل ساعات من تشكيل مجلس عسكري لمحاربة ما يسمى بالإرهاب؟ وما هي الخدمة التي يقدمها السيسي لإسرائيل بإعلان القسام منظمة إرهابية؟
محللون سياسيون اعتبروا أن هذا الإعلان " خطوة سياسية" جاءت في سياق الحرب الداخلية للنظام المصري مع الإخوان المسلمين، مستبعدين في الوقت ذاته أن يتطور الأمر إلى تدخل عسكري مصري في قطاع غزة.
وشدد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" على أن ما تفعله مصر مع قطاع غزة، يدلل على أن هناك تحالف مصري عربي إسرائيلي هدفه القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتسهيل تصفية القضية.
وكانت محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، قضت أمس السبت، باعتبار كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس منظمة "إرهابية"، بالتزامن مع اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ترأسه عبد الفتاح السيسي، لبحث كيفية الرد على هجمات لجماعة "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، مساء الخميس الماضي، والتي قتل فيها وأصيب عشرات الجنود والضباط المصريين.
خطوة سياسية
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، د. وليد المدلل اعتبر أن إعلان المحكمة المصرية لكتائب القسام منظمة إرهابية، خطوة سياسية جاءت في سياق الحرب الداخلية للنظام المصري مع حركة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أن الهدف من هذا الأمر تصفية حسابات داخلية بين النظام المصري والإخوان المسلمين.
وبيّن المدلل في حديثه لـ"شمس نيوز" أن أي تدخل مصري عسكري في قطاع غزة ليس سهلاً، مستدركاً: ولكن يكفي الحصار المشدد على غزة من قبل الجانب المصري، وحجم الضرر الواقع عليها جراء هذا الحصار".
وقال : كل ما تفعله مصر بغزة لن يحل من مشاكلها، لأن مشاكل مصر لا يمكن حلها إلا في ميادين القاهرة، وداخل مصر وليس خارجها".
وشدد المدلل على أن حركة حماس أثبتت في أكثر من مرة أنها ليس لها علاقة أو مصلحة في الصراع الداخلي بمصر"، مضيفاً: وهي لن تتورط في أي من الصراعات العربية ولم تكن جزءً من المحاور العربية".
غير واردة
أما المحلل السياسي، مصطفى الصواف فقد استبعد إمكانية قيام الجيش المصري بعمل عسكري في قطاع غزة، بعد تصنيف المحكمة المصرية لكتائب القسام منظمة "إرهابية". وقال الصواف: إمكانية القيام بعمل عسكري في غزة غير واردة والتفكير بذلك سيكون له نتائج كارثية".
وتابع الصواف خلال حديثه لـ"شمس نيوز": لكن قد تكون لحظة جنون للجانب المصري، وستخسر فيها مصر الكثير على المستوى الإقليمي وعلى المستوى العربي"، متسائلاً في الوقت ذاته: ماذا تستفيد مصر من كل ما تفعله بقطاع غزة وبحركة حماس خصوصاً؟".
وشدد المحلل الصواف على أن المستفيد من كل هذه الإجراءات هو الاحتلال الإسرائيلي، مردفاً: أعتقد أن ما يجري وما يدلل عليه مثل هذا القرار وجود تحالف مصري عربي إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية والإجهاز على المقاومة".
من جهتها، رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قرار المحكمة المصرية بإدراج كتائب القسام الجناح العسكري للحركة كمنظمة "إرهابية".
واعتبرت حماس في بيان لها القرار بـ"المسيس والخطير، ولا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي" معلنة رفضها الزج باسم كتائب القسام في الشأن المصري الداخلي."
وأكدت الحركة أن كتائب القسام هي عنوان المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ورمز لكرامة الأمة وعزتها رغم كل محاولات التشويه التي تتعرض لها.
وكثيرا ما اتهمت مصر قطاع غزة بالوقوف خلف هجمات على الجيش المصري.
وتفيد تسريبات وصلت "شمس نيوز" بأن مسئولين أمنيين مصريين طالبوا السيسي بضرب مواقع لكتائب القسام في غزة.
ونفت حماس في أكثر من مرة أي علاقة لها بالأحداث المسلحة في سيناء وغيرها من المحافظات المصرية.
