خمسة وستين يوما مضت على اضراب الاسير البطل والمعتق الاداري في سجون الاحتلال الصهيوني الغضنفر ابو عطوان, لم يكف الاحتلال معركته التي خاضها على مدار هذه الايام بأمعائه الخاوية, ولم يشفع له كل هذا الجوع والقهر والحرمان في الافراج عنه وانهاء اعتقاله الاداري, فقرر الغضنفر منذ خمسة ايام الاضراب عن الماء ايضا, رغم اجواء الحر الشديد والظروف الصعبة التي يعيشها داخل المشفى, وافتقاده لأدنى وسائل العناية الصحية حيث يرفض الغضنفر تلقي العلاج على يد اطباء صهاينة, ويبدو ان الامور تتفاقم سريعا, والخطورة تكبر شيئا فشيئا وتهدد حياته, بينما الاحتلال يتعنت ويصر على الابقاء على قرار اعتقاله اداريا, حتى يكسر ارادته ويفشل سياسة الفلسطينيين الهادفة لإلغاء سياسة الاعتقال الاداري التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني بحقهم, وهى سياسة عقابية عنصرية يمارسها الاحتلال كفعل "شاذ" لا يرتكبه غيره على مستوى العالم كله, وهو بمثابة عقاب جماعي للفلسطينيين للتخلص منهم وابقائهم في السجون لسنين طويلة, والاعتقال الاداري يعني ان يتم اعتقال الفلسطيني "احترازيا" دون ان توجه اليه أي تهمة, بحجة انه من الممكن ان يرتكب فعل يهدد امن "اسرائيل", وليس من حق احد ان يطلع على ملف المعتقل اداريا سوى النيابة والقاضي وهذا يعطي حق للنيابة الصهيونية ان تمدد الاعتقال الاداري للمعتقل الفلسطيني لسنين طويلة بحجة انه يمثل خطرا على امن "اسرائيل", وليس هناك سقف زمني لتتالي عمليات الاعتقال الاداري, بمعنى ان النيابة قبل انتهاء مدة الاعتقال الاداري تستطيع التجديد اداريا للمعتقل الفلسطيني باي عدد من المرات, وكل هذا يأتي دائما تحت بند ان هذا المعتقل يمثل خطرا على امن "اسرائيل" والمطلوب ان يبقى في السجن.
ذوو الاسير الغضنفر ابو عطوان وجهوا نداءات عديدة للهيئات الانسانية الدولية ولمنظمات حقوق الانسان والمنظمات التي تعنى بالأسرى مطالبين بإطلاق سراح ابنهم, لكن لا حياة لمن تنادي, فكل المنظمات الحقوقية والانسانية تتخاذل عندما تكون اسرائيل هي الطرف الباغي والمجرم, وتحاول ان تسوف وتماطل وتغض الطرف عما يرتكبه الاحتلال بحق الاسرى, وهذا معناه ان الفلسطينيين يجب ان يعتمدوا على انفسهم في كل شيء, حتى في معارك الامعاء الخاوية يجب ان يجابهوا الاحتلال بالجوع والعطش وشبح الموت, وبما ان العالم بمؤسساته الحقوقية والدولية يعجز عن الدفاع عن حقوق الاسى الفلسطينيين, فالمطلوب ان يقف الشعب الفلسطيني مع اسراه ويدافع عنهم, وهذا ابسط حق من حقوقهم علينا, والاحتلال الصهيوني لا يرتدع ولا يتراجع عن سياساته العدوانية بحق الاسرى, الا عندما يتعرض لضغوطات عديدة ابرزها تحرك الشارع الفلسطيني تضامنا مع الاسرى, وتنظيم فعاليات جماهيرية حاشدة لنصرتهم, واقامة خيام اعتصام يؤمها المئات من المواطنين وتغطيها وسائل الاعلام المختلفة, فهذه هي الوسائل التي يمكن ان تردع الاحتلال وتجعله يتراجع عن المخاطرة بحياة الاسرى وتعريضهم للموت, فمن للأسير الغضنفر الذي يواجه خطر الموت سوى شعبه, ان الحراك الجماهيري لنصرته يحتاج الى زيادة المشاركين في الفعاليات الشعبية, ويحتاج الى التوسع بحيث يشمل الحراك كل المدن الفلسطينية, حتى اهلنا في مخيمات اللجوء يجب ان يكون لهم دور في دعم الاسير الغضنفر لان هذا ما يربك الاحتلال ويجعله يخشى من ردات الفعل الجماهيرية ويعمل لها الف حساب.
لا زال الغضنفر يزأر في وجه الاحتلال, ويتحدى سياسة الاعتقال الاداري بكل اصرار وعزيمة, وهو يثق ثقة كبيرة في حتمية انتصاره على الجلاد, وقد يكتب له النصر ويبقى حى يرزق, او يكتب له النصر وهو شهيد وهى احدى الحسنيين, لذلك فان تصعيد الغضنفر لاضرابه بالامتناع عن شرب الماء, ربما يدخله في مرحلة الخطر الشديد, وكأنه يريد ان يضع حدا لمعاناته, وما مواقف الاحتلال الصهيوني بتجميد الاعتقال الإداري الصادر بحقه إلا محاولة للالتفاف على إضرابه المفتوح عن الطعام والماء دون تحقيق مطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي, وأن قرار تجميد الاعتقال الاداري هو بالحقيقة إخلاء لمسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والشاباك عن مصيره وحياته ، وتحويله إلى "أسير" غير رسمي في المستشفى، بحيث يبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلًا من حراسة السّجانين, فالاحتلال يدرك تماما خطورة الحالة الصحية التي وصل اليها الاسير الغضنفر نتيجة اضرابه عن الطعام والماء, وهو يريد ان يتنصل من مسؤوليته عما ستؤول اليه الامور من هلاك للأسير الغضنفر لا سمح الله خوفا من أي ردات فعل للفصائل الفلسطينية واشتعال للوضع الميداني.