يبدو أن الوضع المعيشي الذي يُعاني منه قطاع غزة، لا يسر التاجر والمستهلك على حد سواء، إذ تُعاني الأسواق في القطاع من ركود في حركة البيع والشراء، وقلة الإقبال على شراء مستلزمات واحتياجات عيد الأضحى المبارك، وذلك قُبيل أيام قلائل من حلوله.
وفي العادة، تكون الأسواق قُبيل حلول الأعياد بأيام قلائل أشبه بـ "خلية نحل"، تزدحم بالمستهلكين الذين يباشرون بالتحضيرات لاستقبال العيد، والباعة الصغار وكبار التجار، الذين يأملون بنفاذ بضائعهم وجني أرباحا من بيعها، إلا أن الظروف الاستثنائية التي تُعاني منها غزة، تحول دون تحقيق ما كان يرنو إليه البائع والمواطن معا.
وأرجع التجار والباعة هذا الركود شبه التام في الأسواق، إلى حصار وتضييق ومنع الاحتلال دخول مئات السلع اللازمة للصناعة إلى غزة، وخاصة بعد العدوان الأخير على القطاع، فيما عزا العديد من المواطنين أسباب انعدام القدرة الشرائية إلى عدم دفع مستحقات الشؤون للأسر، إضافة لمنع إدخال المنحة القطرية، وتسريح الآلاف من عملهم بعد العدوان الأخير، بسبب تدمير عشرات المصانع التي كانت تشغلهم.
وضعي مالي صعب
المواطن يونس أبو رمضان، لن يتمكن من شراء كل مستلزمات عيد الأضحى المبارك، بسبب ضعف إمكانياته المالية، فهو متعطل عن العمل منذ سنوات عدة.
أوضح أبو رمضان، أنه قبل أن يتعطل عن العمل كان يشتري كل ما يلزم بيته من أجود أنواع الحلوى والمكسرات والفواكه والكعك والمعمول لاستقبال العيد، لكن وضعه المالي شبه المعدوم يحول دون ذلك.
ويضيف: " لن أتمكن من شراء ملابس لأبنائي كما جرت العادة عليه في السنوات السابقة، بسبب عدم وجود مصادر دخل، نتيجة انعدام فرص العمل في القطاع".
أما الشاب خالد حسين، يشير إلى أنه توجه إلى السوق لشراء ملابس العيد، لكن غلاء سعرها مقارنة بوضعه المالي لكونه متعطل عن العمل، حال دون ذلك".
وذكر خالد، أن الوضع المعيشي والاقتصادي في غزة سيء، فهو لم يجد فرصة عمل تُدخل عليه أموالا يستطيع من خلالها إعالة نفسه، منذ شهور طويلة، مشيرا إلى أن آلاف الشباب من جيله يُعانون الوضع السيء ذاته.
وضع معيشي سيء
حامد طه، أحد باعة المواد التموينية في سوق الزاوية الشعبي، يصف حركة البيع والشراء ما بعد العدوان الأخير على القطاع حتى قبل حلول عيد الأضحى المبارك بأيام قلائل، بالسيئة.
وأشار طه إلى أن سوق الزاوية في العادة يعج بالمستهلكين وخاصة في الأيام الأوائل من شهر ذي الحجة لشراء مستلزمات العيد كـ " كلفة الكعك والعجوة وغيرها"، مستدركا" لكن الوضع المعيشي السيء الذي يعاني منه أهالي القطاع يجعل حركة البيع والشراء شبه معدومة".
ولفت إلى أن اغلاق المعابر وعدم صرف شيكات الشؤون والمنحة القطرية، يعود بالسلب على المواطنين، كون آلاف الأسر تعتمد عليها في شراء مستلزماتها.
الحركة الشرائية معدومة
أما بائع الإكسسوار والمستلزمات النسائية بشارع عمر المختار في غزة محمود الجملة، يقول إن الحركة الشرائية في السوق معدومة، فلا يوجد اقبال على بضائعه المكدسة في متجره.
وأعرب عن أمله، أن تتحسن حركة البيع والشراء خلال الأيام المقبلة، ليعوض حالة الركود التي تمر بها الأسواق حاليا.
ويعاني أهالي قطاع غزة من أوضاع معيشية مأساوية متفاقمة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ أكثر من 15 عاما، كما أدى العدوان الأخير على القطاع إلى توقف عجلة الاقتصاد الهش بالأساس، بسبب اغلاق المعابر والغارات الإسرائيلية المكثفة التي طالت أغلب القطاعات الصناعية والتجارية، وألحقت بها أضرارا جسيمة.
المصدر: APA