غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بينت يحلم بتحقيق ما عجز عنه نتنياهو

نتنياهووبينت.jpg
بقلم/ خالد صادق

وفق سياسة فرد العضلات التي يستعرضها رئيس الوزراء الصهيوني المغمور نفتالي بينت امام الجمهور الاسرائيلي, وهو لا يزال يعيش مرحلة المراهقة السياسية, شرعت قوات الاحتلال الصهيوني بالأمس باتخاذ اجراءات امنية مشددة في مدينة القدس المحتلة, فأخلت المسجد الاقصى من المقدسيين واعتدت على المرابطين والمرابطات داخل باحاته، وأخلت منطقة باب الأسباط بالقدس من المصلين. ومنعت المقدسيين من الوصول الى ساحة باب العمود, وانتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال في كافة انحاء البلدة القديمة ومنعت المصلين من دخول القدس وسط اطلاق لقنابل الغاز، والاعتداء على المصلين في المسجد القبلي, تمهيداً لاقتحام قطعان المستوطنين للمسجد. ونشرت قوات الاحتلال الصهيوني، حواجز معدنية في منطقة باب العامود بالقدس القديمة. بالتزامن مع اقتحامات كبيرة للمستوطنين للقدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك, وقد بات واضحا ان الاحتلال الصهيوني يواصل انتهاك مشاعر المسلمين بالاعتداء على المصلين عشية يوم عرفة في استفزاز واضح لكافة المسلمين في بقاع الارض, وقد اعتاد على ان ينغص على الفلسطينيين حياتهم في شهر رمضان المبارك وفي الاعياد لقتل فرحتهم ومنعهم من الاحتفال بالعيد, وهذا ديدنه دائما فهو احتلال مجرم يسعى دائما لكي يحرم الفلسطينيين من مناسباتهم الدينية والوطنية وسلب فرحتهم لأنها تغيظهم وتستفز الصهاينة المجرمين, ويساعدهم على ذلك تواطؤ رسمي عربي واسلامي ودولي ففلسطين يجب سلب فرحتها.

نفتالي بينت الذي يسعى لكسب تأييد اليمين الصهيوني المتطرف, وزيادة فرص تحقيق حزبه للمزيد من المقاعد في الكنيست القادمة, بحيث يصبح ما يسمى بحزب البيت اليهودي «يمينا» الذي يتزعمه نفتالي بينت «بيضة القبان» في أي انتخابات قادمة, خاصة أن بينت يدرك تماما امكانية انهيار حكومته في أي لحظة لأنها تقف على شفا جرف هار, يعمل على تحقيق رغبات اليمين المتطرف من خلال السماح بمسيرات المستوطنين في القدس والاقتحامات المستمرة للمسجد الاقصى المبارك, وتعزيز الاستيطان في الضفة خاصة في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية, وزيادة الخطاب العنصري المتطرف ضد اهلنا الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948م واستخدام سياسة القبضة الحديدية ضدهم, وهو يعتقد وفق فهمه السياسي ان صمت المقاومة ضعف وقلة حيلة, وأن الفرصة متاحة أمامه لتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه امام اليمين الصهيوني والتي ستسمح له بمنافسة نتنياهو في الانتخابات المقبلة, لكن صمت المقاومة لا يعني عدم الرد على تجاوزات الاحتلال والمستوطنين, لكن المقاومة الفلسطينية تختار توقيت المواجهة ليس كردة فعل على تجاوزات الاحتلال, انما تصل الى نقطة انطلاقتها بمعاييرها الذاتية الخاصة وفق رؤية جماعية, كما انها تعطي الفرصة للوسطاء لكي يقوموا بإلزام «اسرائيل» بتنفيذ شروط التهدئة, وصمت المقاومة لم يأت من ضعف, انما من نقاط قوة حققتها المقاومة في ملحمة سيف القدس البطولية والاحتلال الصهيوني يفهمها تماما, وهو لا يأمن بقاء حالة الصمت.

الاحتلال لا زال يمارس ضغوطا على فصائل المقاومة الفلسطينية لأجل ربط قضية الاعمار ورفع الحصار عن غزة وتحسين الاوضاع المعيشية للفلسطينيين بالجنود الصهاينة المحتجزين لدى المقاومة, وهو يعتقد واهما ان المقاومة ستستجيب لشروطة وتقبل بربط هذه الملفات بالإفراج عن الجنود الصهاينة لدى القسام, لكن الناطق الرسمي باسم حماس عبد اللطيف القانوع، أكد أنه لا يوجد أيّ تطوراتٍ رسميّةٍ في ما يتعلّق بصفقة تبادل الأسرى، منوهاً بأن حركته شددت على ضرورة الفصل بين المسارات المختلفة وأنّ الاحتلال رضخ للمقاومة الفلسطينية، وفشل في ربط قضية الأسرى بملف إعادة الإعمار والحصار على قطاع غزة، وهذا ما اغضب الاحتلال ودفعه لتوجيه اللوم لمصر حسب تقرير صحفي لصحيفة العربي الجديد وأن مصر لا تفرض ضغوطا بالقدر الكافي على حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة لتمرير اتفاق صفقة التبادل بالشروط الإسرائيلية، وحاول الاحتلال التلويح بإمكانية إشراك أطراف تصفها بـ«المناوئة للقاهرة» في ملف الاسرى، وهذا يدل على عمق المأزق الذي تعيشه الحكومة الصهيونية في ظل قدرة المقاومة على الحفاظ على الجنود لديها والتمسك بشروطها للبدء بتنفيذ صفقة التبادل, فنفتالي بينت يريد ان يقنع الاسرائيليين بقدرة على تحقيق اختراق في ملفات عجز بنيامين نتنياهو عن إحداث أي اختراق فيها, لذلك فهو شدد من حصاره على قطاع غزة, ومنع اموال المساعدات القطرية من الدخول للقطاع بالآلية السابقة, واعاد طرح ملف الجنود الاسرى, لكن المقاومة لم ولن تتراجع قيد انملة عن شروطها في صفقة التبادل حتى لو قطعوا الماء والهواء عن غزة, فهل سيبقى بينت يعيش مرحلة المراهقة السياسية, ام سينهار امام اصرار المقاومة على مطالبها العادلة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".