بإمكانات متواضعة، تكاد أن تكون منعدمة، استطاع المهندس الفلسطيني فتحي أبو غرابة (46 عامًا) أن يصنع سيارة سباق رياضية، من أدوات الخردة والحديد المستخدم، داخل ورشته في قرية المصدر، وسط قطاع غزة.
استمرت رحلة أبو غرابة في البحث عن القطع الأساسية اللازمة لصناعة سيارة السباق الرياضية، شهرين متتاليين، نظراً لعدم توفر معظم القطع الأساسية في قطاع غزة.
وكان يتغلب على عقبات عدم توفر القطع الأساسية، من خلال تصنيع بدائل عنها داخل ورشته، لذلك استغرقت صناعة هذه السيارة ما يقارب سبعة أشهر.
ويقول أبو غرابة "قمت بتجربة سيارة السباق للمرة الأولى في بعض المناطق الصحراوية جنوب قطاع غزة، وكانت ردود الأفعال توحي بالانبهار بسرعة هذه السيارة التي تجاوزت 360 كيلومترا، التي جعلت الشبان يندفعون لالتقاط صور تذكارية مع سيارة السباق ذات الشكل المميز والسرعة الهائلة في قطاع غزة".
ويعتبر أبو غرابة أنه استطاع تحقيق هدفه الأول في صناعة سيارة سباق رياضية، منوهاً إلى صعوبة التجربة نظراً للظروف التي يعيشها قطاع غزة.
وتابع أبو غرابة "يعاني قطاع غزة من أوضاع صعبة، يفرضها الحصار الإسرائيلي عليه منذ عدة سنوات، ما يجعل تنفيذ أغلب الأفكار الإبداعية صعب ومعقد إلى حدِ ما".
وبين أبو غرابة أن ظروف القطاع الصعبة تتمثل في عدم توفر حلبة سباق، أو مساحات واسعة لممارسة السباق أو قيادة هذه السيارة الرياضية الخاصة بالسباق الصحراوي وأن أغلب القطع التي تستخدم في صناعة سيارات السباق، يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة.
ولفت أبو غرابة إلى الاحباطات العديدة التي واجهته أثناء تنفيذ فكرة صناعة سيارة السباق ممن حوله، متسائلين "لماذا تصنع سيارة سباق في غزة التي لا يوجد بها مكان مخصص للمسابقات؟".
ويرى أبو غرابة أن امكانياته في صنع السيارات من أدوات بسيطة، تمكنه من تمثيل بلده في المسابقات الدولية، ويطمح إلى الوصول لذلك.
ولفت إلى أن الأمر سيكون أسهل عليه بكثير، في حال تم توفير الإمكانيات اللازمة لصناعة سيارات السباق.
وذكر أبو غرابة أن تكلفة السيارة تجاوزت 3500 دولار، لأن معظم الأدوات الداخلة في صناعتها من الخردة التي تباع بالقطعة بأسعار عالية.
ونوه أبو غرابة إلى أن هدفه من صناعة هذه السيارة، إيصال صوته إلى العالم، أن قطاع غزة قادر على الابداع من أقل الأدوات، رغم الحصار والظروف المعيشية الصعبة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي عليه.
ولفت أبو غرابة أن هذه السيارة لم تكن التجربة الأولى له في صناعة السيارات، فقد سبقت هذه التجربة محاولات عديدة واستطاع أن يصنع سيارة مختصة بالرش الزراعي.
المصدر: APA
