لا تزال تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، زياد النخالة، خلال لقاءه الصريح على "عربي 21"، حديث الجماهير وقادة الرأي الفلسطيني، فيما اعتبرها مراقبون بأنها وصف دقيق للحالة الفلسطينية، والعلاقات مع مختلف المواضيع والملفات التي تحيطها.
النائب الثاني للرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، يرى في تصريحات النخالة الأخيرة أنها (واضحة ودقيقة)، في جميع القضايا المطروحة، والتي بحسب رؤية خريشة تتوافق مع إدراك الشعب الفلسطيني.
وقال خريشة في حديث مع "شمس نيوز"، "تصريحات النخالة جاءت منسجمة مع الرأي والتوجه العام الفلسطيني، الذي يدركها الشعب الفلسطيني، بعدم إمكانية الوصول لتسوية في ظل الأوضاع الراهنة".
وأشار إلى أن الصعوبة تكمن في أن الفلسطينيين يوهمون أنفسهم بإمكانية التوصل لحل الدولتين، فيما يسير المشروع الصهيوني بثبات، لافتًا إلى أنه من الواجب أن تكون العلاقة بين الفلسطينيين قائمة على دعم المقاومة، والتأكيد على أن أي مشاريع أخرى تعني ذر الرماد في العيون ولا فائدة منها، مؤيداً حديث النخالة في تلك الملفات.
وبشأن حديث النخالة بأن الحوارات الفلسطينية لا يمكن أن تحقق شيء في ظل وجود خطين أحدهما مساوم والآخر مقاوم، قال خريشة "هذا أدق وصف للحالة الفلسطينية الداخلية، فالحوارات تجري منذ زمن طويل دون أي نتائج حقيقية".
ولفت خريشة إلى أن الجهاد الاسلامي ومن خلال مشاركتها في تلك الحوارات كانت تؤكد حضورها، حضور الموجود، لا حضور الموافق على أي أمر يؤدي للتنازل عن أي من الثوابت أو الابتعاد وتغيير البوصلة عن وجهتها، والتي تعد تعبيرًا عن المطالب الشعبية الحقيقية.
وذكر خريشة أن دعوة الأمين العام النخالة لإصلاح منظمة التحرير والعودة إلى قواعدها الأساسية لم تكن دعوة عابرة وعبثية، وإنما كانت دعوة الحريص على أن يكون لتلك المنظمة دور وكيان، ولكن وفق الرؤية التي أسست عليها لا وفق رؤية من يحكموها حاليًا.
وقال "المنظمة في عام 1964 تختلف عنها في عام 2021، بعدما كانت متمسكة بالميثاق الوطني، وصاحبة مشروع تحرر، أصبحت اليوم مقراتها ومكاتبها عبارة عن أداة لترويج التطبيع والتعاون مع الاحتلال".
وبيَّن خريشة أن القائمين على المنظمة حاليًا جردوها من أنيابها، ولغوا الميثاق الوطني وعملية التحرير وأصبحوا يستغلونها كجسر لإقناع الناس بالتسوية و"حل الدولتين".
وأوضح خريشة أن دعوة النخالة للحفاظ على حالة الاشتباك والمقاومة كانت لإيمانه بفكرة المقاومة، ولما رأيناه من إنجازات خلال معركة "سيف القدس" التي وحدت كل الأقطار الفلسطينية في الداخل المحتل والقدس، والضفة وغزة، والشتات، حتى أحرار العالم.
وأضاف "هذه الانجازات كانت مرتبطة بالمزاوجة بين العمل المقاوم المسلح والعمل الشعبي، ما أوصلنا إلى نتائج إيجابية وحدت الشعب الفلسطيني جغرافيًا وفعليًا".
وختم خريشة حديثه "حركة الجهاد الاسلامي تميزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية كونها متمسكة بالمقاومة، ولم تكن جزءًا من الصراع الداخلي، والانقسام بالإضافة إلى أنها حريصة على تحقيق وحدة وطنية وشعبية".