أقامت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى اليوم الخميس في قاعة دنيا بفندق الجزيرة على شاطئ بحر مدينة غزة، حفلاً تكريميًا لكوكبة من أبناء شهداء وأسرى حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الناجحين في الثانوية العامة للعام 2021م، بحضور عدد من قادة حركة الجهاد الإسلامي ولفيف من ذوي الشهداء والأسرى.
ويعد هذا الحفل هو السادس على التوالي الذي تقيمه مؤسسة مهجة القدس لتكريم أبناء شهداء وأسرى حركة الجهاد الإسلامي الناجحين في الثانوية العامة والذي حمل هذه السنة اسم فوج الأستاذ الراحل خضر قاسم، وتخلل الحفل فقرات شعرية وإنشادية مختلفة قبل اختتامه بتوزيع دروع تكريم على الناجحين من أبناء الشهداء والأسرى.
من جهته حيا الدكتور جميل عليان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والمدير العام لمؤسسة مهجة القدس عوائل الشهداء والأسرى، وقيادة حركة الجهاد الإسلامي والحضور الكريم، مبرقاً بالتحية لأبناء الشهداء والأسرى الناجحين في الثانوية العامة من الضفة المحتلة، والتي تحول ظروف الاحتلال وظلمه وبطشه من تكريمهم.
وبارك عليان للناجحين من أبناء الشهداء والأسرى هذا النجاح، مباركاً لأمهاتهم اللواتي حفظن وصية الشهداء، الذين هم منارة فلسطين وقبلة كل فلسطيني، حيث أن دماء الشهداء وعذابات الأسرى هي جذوة الصراع التي لن ولم تنطفئ في مواجهة هذا المحتل الصهيوني.
وأضاف عليان أن هذا النجاح الذي تم تحقيقه رغم ما وضعه العدو الصهيوني من عراقيل، فكان أبناء الشهداء والأسرى الناجحين هم وجه التحدي والصورة المشرقة للانتصار في وجه الظلم، معتبراً أن يوم نجاحهم هو يوم عظيم للفرح ويوم كبير لخلق الابتهاج.
وأشار عليان بأنه في مقام النجاح والتكريم لابد أن نستذكر أبنائنا الشهداء الذين ارتقوا قبل شهر واحد من بدء امتحانات الثانوية العامة توفيق أبو العوف وخالد القانوع ومحمد حميد مبرقاً بالتحية لأرواحهم، ومستعرضاً الظرف العام الذي صاحب امتحانات الثانوية العامة لاسيما مع معركة سيف القدس، وما شهدته من ظروف قاهرة وظلماً لأبناء شعبنا الفلسطيني، معتبراً أن سلاح العلم والمعرفة هو السلاح الحقيقي الذي يجب ألا يتم إغفاله ولا تقل أهميته عن أي سلاح آخر.
وأوضح عليان أن الاحتلال عند استهداف الشهيد فهو يستهدف البناء الاجتماعي للشعب الفلسطيني برمته، لكن رد أبناء الشهداء بنجاحهم هو الرد الحقيقي لإفشال مخططات الاحتلال وأعوانه، فقد أصبح أبناء الشهداء في هذه المرحلة هم النقطة المضيئة كما كان آبائهم من قبلهم مضيئين في سماء فلسطين، معتبراً أن الأبناء الناجحين قد ألبسوا أهليهم تاج الوقار في الدنيا، كما سيلبسه لهم آبائهم الشهداء في الآخرة، مبرقاً بالتحية للأمهات اللواتي حفظن الوصية وعهد الشهداء.
بدوره شكر أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي مؤسسة مهجة القدس على تنظيم هذا الاحتفال، وأبرق بالتحية لأبناء الشهداء والأسرى الناجحين الذين حافظوا على إرث آبائهم الشهداء والأسرى، فنجحوا وتفوقوا رغم آلام الفقدان وآلام الحصار والدمار والجراح التي تخنق جميع أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد.
وأضاف المدلل أنه رغم جائحة كورونا وما صاحبته من صعوبات ومعيقات لمواصلة العملية الدراسية، إلا أن أبناء الشهداء والأسرى كان لديهم الإصرار وروح التحدي والبطولة، لفتح آفاق جديدة للمستقبل الذي يتمنوه لينجحوا ويحصلوا على مبتغاهم بسلاح العلم الذي هو المعادل الطبيعي واللازم لمقاومة الاحتلال وهو سلاح الشقاقي والرنتيسي وأحمد ياسين وأبو عمار وجورج حبش وهاني عابد.
وأضاف المدلل أن العلم هو إرث الأنبياء والصالحين الذين لم يورثوا درهماً ولا دينار وإنما ورثونا الإيمان والوعي والعلم، مشيراً إلى دور الأمهات اللواتي لم يقصرن في توفير العطف والحنان وكافة سبل الراحة والسكينة والطمأنينة للأبناء لتحقيق النجاح، فحافظن على العهد والوصية، ورسمن الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية الصابرة الثابتة، مبرقاً بالتحية كل التحية للمرأة الفلسطينية الصابرة الصامدة.
واختتم المدلل كلمته بالتأكيد على أنه كما أن مسيرة الشهداء لم تتوقف فإن مسيرة العلم لم تتوقف ذلك أن الإحصائيات تتحدث عن أعلى نسب تعلم وشهادات دراسية على مستوى العالم لصالح أبناء شعبنا الفلسطيني، فهذه الحقيقة يجب أن يشاهدها كامل العالم الظالم، ليعرف أن هذا الشعب يريد أن يعيش حياة تملؤها العزة والكرامة.
وفي كلمة أبناء الشهداء والتي ألقاها نجل الشهيد عوض القيق (محمود) قال: نحن أبناء الشهداء الراحلين عن هذا العالم بكل أمل، نحن الأمناء والإرث والوصية، فإننا على عهد التوفيق في المستقبل كما كنا على عهد النجاح في الثانوية العامة.
وأضاف القيق لم يكن من السهل أن نواجه تلك الظروف الصعبة بلا أب يشاركنا مرارة الدرب ويشد من أزرنا ويهدينا ما استخلصه في حياته من تجارب حياة، ورغم ذلك حققنا النجاح بفضل الله تبارك وتعالى ومن ثم بجهود أمهاتنا اللواتي لم يقصرن معنا في أي جهد، مرسلاً بالتحية للأمين العام للحركة الأخ المجاهد أبو طارق النخالة.
وشكر القيق القائمين على احتفال التكريم وبالتحديد مؤسسة مهجة القدس والأخوة في حركة الجهاد الإسلامي الذي كانوا نعم السند ونعم الأهل وصانوا وصية الشهداء، مبرقاً بالتحية لروح الشهيد المعلم فتحي الشقاقي، والمرحوم الدكتور رمضان شلح.