أكد إعلاميون ومختصون، اليوم الخميس 19/8/2021، على ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي بما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى باتجاه مخاطبة العالم الغربي، واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي، وتفعيل خطة مستمرة لإبقاء ديمومة دعم أهل مدينة القدس المحتلة.
واتفق هؤلاء، على أهمية الحفاظ على نتائج معركة سيف القدس التي نجحت كون أن عنوانها الأبرز كان القدس المحتلة، وضرورة تطوير الأدوات والعمل خارج الصندوق لصالح القدس.
جاء ذلك خلال، ورشة عمل نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية – مكتب فلسطين، في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، بعنوان: "دور الإعلام في معركة القدس والمسجد الأقصى" بحضور نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمختصين".
حرب اقليمية
بدوره، أكد داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن المساس بالمسجد الأقصى والقدس المحتلة، بات صاعق لأي تفجير قادم، وقد يؤدي لحرب إقليمية شاملة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وتيرة مرتفعة من التركيز المستمر على ما يجري في مدينة القدس.
ولفت شهاب، إلى تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، التي أكد فيها أن مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين تبقى في رأس أولويات المقاومة، داعياً إلى صنع معادلة إقليمية تحمي هذه المقدسات، وشدد على أن حماية المقدسات مهمة كل محور المقاومة وليس فقط الفلسطينيين.
وأوضح شهاب، أن حريق المسجد الأقصى لم يرتبط بلحظته، فالحريق مازال مشتعلاً والمعركة في أوجهها في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن معركة "سيف القدس" الأخيرة أحدثت علامة فارقة في طبيعة أدوات الصراع مع المحتل، فكانت متميزة في عنوانها وأهدافها، وكانت لأجل القدس، فأحدثت حالة من الوعي لدى العالم العربي والدولي، واختراق في جبهة العدو الصهيوني.
وأكد على أن الاحتلال حاول بعد انتهاء معركة سيف القدس، تغييب أهداف معركة سيف القدس، لذا يجب الحفاظ على وتيرة مرتفعة من التركيز المستمر على ما يجري في مدينة القدس.
كما شدد على أهمية الحفاظ على نتائج معركة القدس التي حققت نتائج مهمة على الصعيد الفلسطيني العربي الدولي وأهل القدس، والحفاظ على القدس كقضية لا يعلوها أي قضية، ولا يمكن تحريك أي قضية بدون القدس.
ودعا شهاب، إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الأجنبي، وتصدير الرواية للإعلام الأجنبي، حاثاً كليات الصحافة والإعلام في فلسطين، تصدير الرواية بلغات مختلفة في العالم، وأن يجعل طبيعة ما يجري في فلسطين، عبر "السوشيال ميديا" لا يقف عند قضية هنا أو هناك.
وأشار شهاب إلى خطورة ما يجري في الوقت الحالي من تسريب الأراضي في القدس المحتلة، مشيداً بمبادرات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيـ، في فضح المسربين بالأسماء.
أهمية الإعلام الاجتماعي
من ناحيته، أكد صالح المصري منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية –مكتب فلسطين، على أن وحدة الفلسطينيين تجلت في معركة سيف القدس للمرة الأولى حجم تعاطف كفلسطينيين عرب دولي، في معركة سيف القدس (ديني، عقائدي، روحي) لكل العالم انطلاقا من أهمية مدينة القدس.
ووقف المصري القدس بموضوع حيوي تحتاج لخطة عمل لكيلا يكون الموضوع موسمياً، داعياً لخلق استراتيجية دائمة للعمل، وتطوير الخطاب الإعلامي المتعلق بالمسجد الأقصى.
كما انتقد المصري تناول قضية المسجد الأقصى في الإعلام المحلي والعربي والدولي من ناحية ثورية ومقاومة وتغييب أنسنة القضية كالتهجير والطرد والاستيطان، لافتاً إلى أهمية إبراز القصص الإنسانية التي من شأنها تحريك العالم، ونوه إلى الناشطة منى الكرد التي ركز في الإعلام الاجتماعي على القضايا الإنسانية.
كما دعا المصري، المؤسسة الرسمية الفلسطينية تطوير خطابها إزاء المدينة المقدسة، وتحديث دائم لما يجري من اقتلاع للفلسطينيين، وحجم الاستيطان، لافتاً إلى أن كثير من الأرقام تغيب عن الاعلام.
ولم يغفل المصري أهمية الاعلام الاجتماعي، الذي برز واضحاً في كل معارك الفلسطينيين خلال الخمس سنوات أخيرة، وتحريك القضية في الساحات الدولية والعالمية والعربية، باعتباره أداة قوية كفلسطينيين، حيث أن بعض التغريدات وصلت لـ 40 مليون شخص في العالم، وبين أن العالم يذهب باتجاه الصورة والفيديو والعناوين القصيرة.
التركيز على قضية
وأكد، باسم نعيم مسؤول مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، أن قضية مهمة للمسلمين والمسيحيين، ويجب أن تكون العنوان الأبرز للصراع مع الاحتلال، لافتاً إلى أنه عندما تركزت عناصر الصراع بعيداً عن القدس تراجعت القضية.
واستذكر د. نعيم معركة سيف القدس التي كان مجرد عنوانها القدس، فهبَ الشعب الفلسطيني هبةً واحدةً، بكل فئاته.
ولفت إلى أنه لتسريع إنهاء وجود الاحتلال، يجب إعادة النظر في مكانة القدس ميدانياً وفعلياً في الصراع مع الاحتلال.
ودعا د. نعيم، إلى ضرورة أن يكون هناك فرصة لتسليط الضوء على ماذا قدم لأهالي القدس لتثبيتهم على الأرض والمحافظة على المقدسات والصمود.
وأكد، أن الفلسطينيين عموماً والجهات الرسمية خاصة مقصرةٌ في ممارسة الدور المطلوب لحماية القدس في الميدان والتفاصيل والمواطن بكل متطلبات حياته، مشيداً بوجود طاقات شبابية فردية استطاعت أن تشكل أزمة للاحتلال "الإسرائيلي"، وطالب بالتركيز على قضية القدس.
الإعلام محرك المجتمعات
أما عبد الرحمن شهاب مدير مركز أطلس للدراسات والبحوث، فشدد على أن الإعلام يجب أن يكون محرك للمجتمع ولقضية القدس المحتلة تحديداً، وتعزيز ثقافة الجيل بما يتعلق المسجد الأقصى، والبعد الإسلامي والإعلامي الذي يخاطب القضية، والتعاطف مع القضية.
كما نوه إلى أهمية أن تكون قضية القدس موجودة في البرامج السياسية والثقافية والدينية والترفيهية في الإعلام والحديث مستمر ليس فقط في مناسبة بعينها، وعدم التحرك إلا في وقت موسمي.
تباين المواقف
أما المحلل السياسي خالد صادق، فأشار إلى مشكلة التبابين في المواقف بين موقف السلطة والفصائل، والذي أدى لانقسام في الخطاب الإعلامي، فهناك من يروج لرواية السلطة وأخرى تروج للمقاومة، الأمر الذي يؤدي لإضعاف الرواية الفلسطينية.
ودعا لتوجيه الخطاب التعبوي للعالم الدولي والغربي، بحيث يكون مختلفاً عن الخطاب المحلي والمجتمع العربي.
من ناحيته، أكد الإعلامي عبد الناصر أبو عون، أن تأثير إحراق المسجد الأقصى مازال مستمراً في الساحة الفلسطينية، داعياً إلى تخصيص برامج داعمة للقدس والمسجد الأقصى، وخطة مستمرة لإبقاء ديمومة الدعم وتطوير الأدوات والعمل خارج الصندوق لصالح القدس.
ورأى أبو عون، أهمية تكثيف الحديث عن المسجد الأقصى، واستخدام كافة مواقع التواصل الاجتماعي عبر الصور والفيديو لسهولة وصولها للعالم في كل أصقاع العالم.
بدوره، شدد مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهدين على أن القدس عنوان المرحلة والصراع، وهي جزء من العقيدة لا يمكن التفريط بذرة تراب منها.
وأكد على أن دور الإعلام يبرز في إظهار الأهمية للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، استراتيجية لأي خطة إعلامية تضعها المؤسسات الإعلامية بكافة سياساتها.
الصحفي مثنى النجار، أكد على أهمية ضبط المصطلحات المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى، لافتاً إلى محاربة الاحتلال لمضامين القدس كافةً، من بينها إغلاق صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحث على أهمية عمل مجموعات تتواصل في قضية المسجد الأقصى.