تصادف، اليوم السبت، الذكرى الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، إذ أقدم المتطرف الأسترالي دينيس مايكل روهان في مثل هذا اليوم من العام 1969، على إحراق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
جريمة روهان لم تكن صدفة، إنما كانت ضمن محاولات الاحتلال المستمرة لطمس المعالم المقدسة، فحينها التهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر مكانته الخاصة، إذ أمر السلطان نور الدين زنكي بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية عكرمة صبري، أكد أن الحرائق في المسجد الأقصى ما زالت متلاحقة حتى يومنا هذا، ولم تتوقف عند الحريق المشؤوم الذي حصل قبل 52 عامًا.
وأوضح صبري في حديث لـ "شمس نيوز" أنه ومنذ ذلك التاريخ والاعتداءات الإسرائيلية متواصلة بحق الأقصى، وتتمثل في الاقتحامات اليومية وإبعاد المسلمين عن المسجد، والحفريات التي تؤثر بشكل كبير على المسجد، ما أدى إلى تشققات في الجدار الجنوبي والغربي، وتدمير الكثير من المعالم الاسلامية والأثرية المحيطة بالمسجد من الجهة الغربية.
وذكر خطيب المسجد الأقصى المبارك، أنه لا توجد دولة في العالم تبعد المواطنين عن أماكن عبادتهم إلا "إسرائيل".
وعن إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى، قال صبري إنه واجب علينا أن نحيي هذه الذكرى الأليمة، لننور ونوعي الأجيال الصاعدة مما عاناه الأقصى وما زال يعانيه، ولنشعر العالم بالأخطار المحيطة به، ولنعلن بصوت عالي الحق الإلهي للمسلمين في المسجد الأقصى المبارك، وأنه وقف إسلامي لا علاقة لليهود فيه.
وأضاف الشيخ صبري "نحث الناس دائمًا إلى شد الرحال للمسجد الأقصى لنصرته وللوقوف ضد اعتداءات الاحتلال، وأن واجب الإعلام أن يسلط الضوء على الأقصى تاريخًا وواقعًا لإبراز قضيته ونصرته".
ودعا صبري الأمة العربية والإسلامية للوقوف عند مسؤولياتها تجاه الأقصى، فهو لا يقتصر على أهل فلسطين بل يخص ملياري مسلم في العالم، مشيرًا إلى أن حالة الصمت والانبطاح والتخاذل الذي يعاني منه العرب والمسلمين سيحاسبهم الله عليه، إن لم يقفوا بوجه الاحتلال وقفة جادة لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن الذكرى الـ 52 لحريق المسجد الأقصى المبارك تأتي في خضم الهجمة الإرهابية الصهيونية بحق أهلنا المقدسيين وبحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوج السقوط المدوي في وحل التطبيع لبعض الأنظمة العربية، التي زاد صنيعها حريق الأقصى اشتعالاً.
وأكدت الحركة، انه لم تزل الحرائق متلاحقة ومستمرة بحق الأقصى المبارك، بأشكال متعددة، من اقتحامات عنصرية لقطعان المستوطنين والجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بدعم مباشر من الحكومة الإرهابية، وبحماية جيش الاحتلال، ومن حفريات تهدد ما تبقى من أساسات المسجد، وتهويد لمعالم المدينة المقدسة، وتهديد للمقدسيين القاطنين في محيط المسجد.
وشددت على، أن كل محاولات صبغ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بغير صبغتهما الإسلامية، بمخططات صهيونية خبيثة وتواطؤ أمريكي غربي مقيت، وصمت مريب من بعض الأنظمة العربية، وافتتاح السفارات، والتطبيع المخزي، لن يغير من الحقيقة شيئا، فالقدس ستبقى عربية إسلامية، والمسجد الأقصى سيظل عقيدة في قلوبنا وقلوب كل المسلمين.