غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شهداء الإعداد والتجهيز.. رجال حُفرت بصماتهم على كل سلاح

شهداء سرايا القدس.jpg
شمس نيوز -غزة

شهداء الإعداد والتجهيز، هم الأبطال الذين قضوا معظم وقتهم بين ساحات الرباط، وميادين الجهاد، وحفر الأنفاق وصناعة الصواريخ وزرعوا العبوات الناسفة ليحموا الحمى ويدافعوا عن ثرى فلسطين وكرامة وعزة أبنائها ويا لهم من رجال حُفرت بصماتهم على كل سلاح، وبذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله عزوجل.

هم رجال امتثلوا لقول الله تعالى" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل "، فواصلوا العمل الليل بالنهار من أجل إعداد العدة ليوم التلاق، وأخذوا على عاتقهم مفاجئة العدو الصهيوني بإنجازات تربك حساباته في كل معركة.

وفي مثل هذا اليوم الموافق 24 - 8 من العام الماضي زفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أربعة من مجاهديها الميامين الذين ارتقوا أثناء الإعداد والتجهيز شرق حي الشجاعية وهم: " إياد جمال الجدي "42 عاماً"، معتز عامر المبيض "29 عاماً"، يعقوب منذر زيدية "25 عاماً"، يحيى فريد المبيض "23 عاما" وجميعهم من لواء غزة.

الشهيد القائد الميداني/ إياد جمال الجدي

وُلد شهيدنا إياد لأسرة بسيطة متدينة ومقاومة، كان الرابع بين اخوانه الثلاثة عشر (8 ذكور, 5 إناث) , ونشأ على حب الله والوطن, فرباه والداه تربية حسنة, ترعرع في باحات المساجد ومجالس الذكر والعبادة, حتى شبّ في طاعة الله, مجاهداً متعلقاً قلبه بالدين والوطن, كيف لا يكون كذلك وهو ابن حي الشجاعية, حي المقاومة والشجاعة والشهداء.

ومع بداية حياته، درس شهيدنا المجاهد إياد الجدي مرحلة الابتدائية في مدرسة الهاشمية بالحي، والمرحلة الاعدادية في مدرسة الشجاعية، ونتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلته ترك شهيدنا الدراسة متجهاً لسوق العمل، وليعمل في مهنة القصارة والبناء.

تزوج الشهيد القائد الميداني إياد عام 1999م بزوجة صالحة صابرة، ورزقه الله منها بستة أبناء (4 أولاد وبنتين) أكبرهم "هادي 20 عام" وأصغرهم "بلال، عام وشهرين" وقد زوّج إحدى بناته قبل فترة من استشهاده.

تميّز الشهيد المجاهد إياد الجدي رحمه الله بطيب علاقاته الاجتماعية مع القريبين والبعيدين، فجمعته علاقة حميمة مع الأهل والأصدقاء، أحب إخوانه وأخواته بشكل كبير، وزادت هذه العلاقة والمحبة بعدما ودّع شهيدنا إياد شقيقه نضال شهيداً عام 2010م.

أما عن تعامله مع أصدقائه فكان الأمر شبيها بتعامله مع إخوانه، فكان نعم الأخ والصديق لهم يقضي معهم معظم أوقات فراغه، يتابع معهم مباريات كرة القدم التي كان يحب مشاهدتها، يساعدهم في أعمالهم ومستلزماتهم, جمعته بهم علاقة فريدة, نابعة من حبه وإخلاصه لهم في كل الظروف والأوقات.

انخرط الشهيد المجاهد إياد الجدي في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره، ومن ثم انخرط في العمل العسكري منذ أواخر التسعينات، وتدرج في العمل العسكري حتى وصل لرتبة قائد ميداني في سرايا القدس.

يعد الشهيد إياد الجدي "أبو هادي" أحد القادة الميدانين لسرايا القدس الذين كان لهم بصمة واضحة في العمل العسكري، وشارك في العديد من المهمات الجهادية التي أوكلت له من قيادة السرايا.

عمل الشهيد الجدي في الوحدة الصاروخية لسرايا القدس وأصبح أحد قادتها الميدانيين في لواء غزة، وكان له صولات وجولات كثيرة في التصدي للاجتياحات والحروب المتكررة لحي الشجاعية وإطلاق الصواريخ والقذائف على المغتصبات الصهيونية، ومن أبرز المعارك التي شارك فيها: معركة السماء الزرقاء وبشائر الانتصار وكسر الصمت والبنيان المرصوص وجحيم عسقلان وحمم البدر وصيحة الفجر وغيرها من المعارك.

الشهيد المجاهد/ معتز عامر المبيض

مع إشراقة شمس يوم الثلاثين من أكتوبر عام 1991م ولد الشهيد المجاهد معتز عامر المبيض لأسرة ملتزمة بحبها للدين والوطن, أسرة مقاومة من الطراز الأول, وكان ترتيب الشهيد معتز هو الثالث بين أخوته الخمسة (3 ذكور, و2 إناث).

قدمت عائلته الكثير من الشهداء والأسرى والجرحى وكانت نهراً من العطاء الدائم للوطن, وقد نهلت منه أسرة الشهيد أفضل معاني الفداء والمقاومة والعطاء, كيف لا وقد رباه والداه على الخير, ولتكن سيرة عمه الشهيد معمر المبيض من سرايا القدس مدعاة للفخر والعز ونبراساً له في حياته.

درس الشهيد معتز المبيض الابتدائية في مدرسة صبحي أبو كرش الأساسية, والإعدادية في مدرسة بيت دجن, أما المرحلة الثانية فدرسها في مدرسة شهداء الشجاعية, ثم انتقل إلى التعليم الجامعي فدرس الدبلوم في جامعة الأزهر, ثم أكمل مرحلة البكالوريوس في جامعة الأقصى ليدرس تخصص أتمتة المكاتب, تلبية لطلب والده الذي أصر عليه الحصول على درجة البكالوريوس.

تزوّج شهيدنا المجاهد معتز رحمه الله عام 2016م, فرزقه الله بالزوجة الصالحة التي أنجبت له طفلان وهما: عبد الله، وعامر وقد أسماه عامر تيمناً باسم والده.

كان معتز رحمه الله إنساناً ملتزماً مخلصاً متفاني في عمله ووظيفته, سري في عمله الجهادي, لا يبوح لأحد وخاصة أقرب الناس بعمله المقاوم, حنون على إخوانه وأخواته, وقد ساعد أخاه مؤخراً في بناء طابق له, أما أصدقاءه فكان يعاملهم معاملة خاصة, وكأنهم أخوته, يعاملهم بدرجة كبيرة من الإخلاص والحب, يساعدهم ماديًا ونفسيًا, يعطهم بسخاء, يحثهم على الخير وعلى بناء أنفسهم وتطوير شخصياتهم, لقد كان يبادر لمساعدتهم دون أن يطلبوا منه ذلك.

انضم شهيدنا المجاهد معتز المبيض لصفوف حركة الجهاد الإسلامي في العام 2006م, فأصبح فارساً من فرسانها, وقمراً من أقمارها, ومن ثم التحق في صفوف مجاهدي سرايا القدس التي تلقى فيها العديد من الدورات العسكرية والأمنية والتي جعلت منه مجاهداً صنديداً أمنياً يتميز بالسرية والكتمان, الأمر الذي أهله لأن يكون أحد مجاهدي الوحدة الصاروخية للسرايا.

شارك شهيدنا في العديد المهام الجهادية، وفي التصدي للعدوان الصهيوني على أبناء شعبنا، حيث شارك برفقة مجاهدي الوحدة الصاروخية بدك المغتصبات الصهيونية وأراضينا المحتلة بالصواريخ المباركة في معركة السماء الزرقاء كما شارك في قصف مدينة تل أبيب خلال معركة البنيان المرصوص ومعركة صيحة الفجر, وكان له دور بارز في معركة بأس الصادقين من خلال قصف مغتصبات غلاف غزة بالصواريخ والقذائف.

الشهيد المجاهد/ يعقوب منذر زيدية

مع إشراقة شمس يوم العاشر من مارس عام 1995م, كانت فلسطين على موعد مع ولادة قمر من أقمارها, وعاشق من عشاقها, فقد ولد الشهيد المجاهد يعقوب منذر يعقوب زيدية, في حي التفاح شرق مدينة غزة, لأسرة مجاهدة ومقاومة, كان الأول بين أخوته السبعة (4 ذكور, و3 إناث).

وكغيره من أبناء مدينة غزة، كبر وتربى على حب الوطن, والأخلاق الفضيلة, حيث درس شهيدنا المجاهد يعقوب الابتدائية في مدرسة الهاشمية للاجئين بحي التفاح, والإعدادية في مدرسة الشجاعية الاعدادية للاجئين, أما المرحلة الثانوية فقد درسها في مدرسة شهداء الشجاعية لينتقل بعدها لدراسة بكالوريوس المهن الطبية تخصص أشعة في جامعة الأزهر بغزة, ويعمل بتخصصه في أحد المراكز التخصصية للأشعة.

نشأ الشهيد يعقوب زيدية على طاعة الله وعبادته, فأرسى والده في قلبه دعائم الإيمان, وأرضعته أمه مع الحليب التقوى وحب الله ورسوله, فدوام على ارتياد مسجد الدار قطني شرق المدينة, ثم إلى مسجد السيد علي, ثم انتقلت العائلة للسكن قرب مسجد الشهيد معمر المبيض, الذي أتم فيه حفظ القرآن الكريم ثم أصبح خادماً ومحفّظاً للقرآن الكريم.

انتمي شهيدنا المجاهد يعقوب زيدية لصفوف سرايا القدس خلال انتفاضة الأقصى وتلقى العديد من الدورات العسكرية كان من أبرزها دورة مقاتل 1ومقاتل 2 بالإضافة إلى دورة توجيه الصواريخ وتربضيها والعديد من الدورات التثقيفية والأمنية والتي جعلت منه مجاهداً كتوماً.

شارك شهيدنا في تنفيذ العديد من المهام الجهادية برفقة إخوانه في الوحدة الصاروخية، حيث شارك في قصف مدينة تل أبيب المحتلة خلال معركة البنيان المرصوص ومعركة صيحة الفجر، وكان له دور بارز في معركة بأس الصادقين من خلال استهداف مغتصبات غلاف غزة بالصواريخ والقذائف.

الشهيد المجاهد/ يحيى فريد المبيض

لم يكن صباح يوم الاثنين الموافق السابع عشر من مارس لعام 1997م يوماً عادياً في عائلة المبيض، فقد وُلد الشهيد المجاهد يحيى فريد خليل المبيض ليكون أول الأبناء الخمسة (3 ذكور, 2 إناث)، ولينشأ في طاعة الله وسط أسرة ملتزمة، محبة لله والوطن، وتقدم من أجلهم كل غالٍ ونفسي.

درس شهيدنا المجاهد يحيى المبيض مرحلته الابتدائية في مدرسة الشجاعية، والإعدادية في مدرسة معاذ بن جبل، ثم الثانوية في مدرسة الأوقاف الشرعية، وكان متفوقاً جداً في دراسته، وبعدها انتقل للدراسة الجامعية في جامعة الإسراء بغزة ودرس تخصص القانون.

تميز الشهيد المجاهد يحيى المبيض بعلاقات طيبة ومميزة مع جميع من عرفه، فكان اجتماعياً من الدرجة الأولى وينسج العلاقات مع الآخرين بشكل سريع، كما تمييّز بشخصيته الهادئة والرزينة والجادة في كثير من الأحيان في المجالات العملية, لذا كان لقبه بين أصدقائه "الدينامو" لكثرة عمله وجِدِّه, أما في باقي أوقات حياته فكان يغلب عليه المرح والمزاح والابتسامة لا تفارق محياه أبداً.

اعتاد الشهيد يحيى المبيض منذ صغره على الكد والعمل ومساعدة والده في أعباء الحياة, فكان لورشات البناء والأعمال الأخرى التي عملها من الصغر الدور الأبرز في جعله معتمداً على نفسه, رافضاً الاتكال على أحد سوى الله, حتى في دراسته الجامعية كان يصر على دفع تكاليفها بنفسه وألا يرهق والده بهذه المصروفات.

أنهى شهيدنا المجاهد يحيى دراسة القانون من جامعة الإسراء بغزة, وكان يستعد لاستخراج شهادته الجامعية قبيل استشهاده لينهي التدريب العملي وليصبح محامياً كما أراده والداه.

كان شهيدنا المجاهد يحيى المبيض ملتزماً في مسجد الشهيد معمر المبيض، والذي كان السبب في انضمامه لصفوف حركة الجهاد الإسلامي, حيث برز في صفوف الحركة وداخل أروقة المسجد، ومن ثم التحق بوحدة التعبئة ومن ثم انضم لصفوف سرايا القدس وكان يسخر جل وقته للعمل العسكري الأمر الذي أهله بجانب سريته ليكون أحد فرسان الوحدة الصاروخية.

شارك شهيدنا يحيى برفقة إخوانه المجاهدين في دك مغتصبات العدو الصهيوني بالصواريخ والقذائف خلال المعارك التي خاضتها سرايا القدس ومنها معركة صيحة الفجر ومعركة بأس الصادقين.. وغيرها من المعارك.

ورحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا، نقلًا عن الإعلام الحربي لسرايا القدس.