"توقّف العدوان على الأرض ولم تتوقف مشاهده التي ما زالت تعشش في عقولنا"، تقول الصحافية رواء أبو معمر خلال لقاء دعم نفسي نفذته مؤسسة فلسطينيات لمجموعات دعم نفسي للصحافيات.
الجلسة التي شاركت فيها رواء إلى جانب 12 صحافية، هي واحدة من بين 10 مجموعات دعم نفسي تنفذها مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية، تستهدف 3 جلسات منها الصحافيين الذكور و 7 للصحافيات.
عودة إلى رواء التي كانت تحكي تجربتها في تغطية العدوان وانعكاسه عليها، فمعظم المناطق تعرّت للقصف بما فيها منطقة سكناها، مضيفة :"لا أنسى تلك الليلة التي خرجنا فيها من البيت في اليوم الخامس بسبب الخطر الذي لحق بمنطقتنا، هذا يضاف إلى معانتنا في التغطية نتيجة انقطاع الانترنت والكهرباء".
"انقشعت الحرب لكنها تركت في نفوسنا أثرًا بالغًا من الخوف والقلق، وكانت حاجتنا ماسّة كصحافيات تابعنا الأحداث لجلسة تفريغ نفسي نحاول فيها التخفيف من حدّة ما عانيناه، وكان لفلسطينيات بصمة في رفع هذا الضغط من خلال الرحلات التي تم تنفيذها وهذه الجلسات"، تضيف رواء.
الصحافية سجى حمدان أيضًا كانت لها تجربة، قصّتها على الصحافيات أثناء الجلسات، خاصة أن المنطقة التي تسكنها تعرّضت للقصف الإسرائيلي بشكل كبير، حتى إنه طال البناية التي تسكنها.
تقول سجى :"منذ بدء العدوان ونحن نعيش في حالة قلق بسبب القصف المستمر، إلى أن جاء اليوم الذي تم فيه قصف البناية التي أسكنها والشارع أيضًا دون إنذار، وقتها شعرت أن البيت سقط فوق رأسي، لم أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة".
وتجزم حمدان، إن الصحافيات دائمًا بحاجة لجلسات التفريغ النفسي، فهنّ على احتكاك يومي بالأحداث الساخنة والمشاهد الصعبة التي تترك أثرًا مؤلمًا في نفوسهن، تتابع :"كنا نكتم كل هذا وخلال الجلسات تشجّعنا على البوح بكل ما بداخلنا، ولم نخجل من الدموع ولا البكاء، نحن في قطاع غزة دومًا بحاجة للدعم النفسي".
تعلق الأخصائية النفسية، ختام أبو شوارب، التي أدارت جلسات الدعم النفسي بالقول: "الصحفيات مررن بظروف قاسية، لم يسعفنِ الوقت لسماع كل قصصهن، لكنني حاولت برفقة زميلتي، إعطاءهن تقنيات جديدة للتعامل مع الضغوط النفسية والحياتية التي يواجهنها".
وقدمت الأخصائية للصحفيات أفكارًا جديدة لحماية أنفسهم من أي آثار سلبية، نفسية، وصحية، يعشنها، في حال لو تعرضت إحداهن لموقف أو ضغط جديد، "كيف يكون لديها مرونة في التعامل مع أي مشكلة؟ وكيف تتفادى الوقوع أسيرة هذا الضغط أيضًا؟".
خلال اللقاء، تحدثت الصحفيات عن تجاربهن الخاصة، وعن قصصٍ سمعنها، وغطينها بأنفسهن، وكشفن عن كل الندب التي تركها العدوان في قلوبهن. لونت الصحفيات أحلامهن على الورق، وآمالهن بالعيش الآمن، كما انخرطن في أنشطةٍ ذهنية ورياضية، ساهمت في خلق أجواء من الضحك والراحة لديهن جميعًا.
وتهدف الجلسات التي تنفذها فلسطينيات إلى التخفيف من الضغوط النفسية التي يعانيها صحافيون وصحافيات من قطاع غزة إثر تجربة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث سيتم خلال المجموعات الالتقاء بـ 160 منهم، والمتابعة مع من يحتاج المتابعة الفردية.