غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من جنة جنين.. الى خريف مؤلم

13 يومًا من حياة أيهم كممجي وأمنية مخذولة

أيهم كممجي.webp
شمس نيوز - شيماء ناصر الدرة

أيام من الحرية، شروق وغروب بلا قيود ،مر فيها على حقول المرج وبيسان تنفس الصعداء وصلى لرب سماء، حتى أنه قضى احدى الليالي يعد ومحاكيًا نجوم المساء وقرص الشمس " ارجعت على جنة جنين" التي لطالما كانت حلم 16 عامًا، لقد انتصر ابن بلدة كفر دان غرب جنين.

وصل أيهم إلى مخيم جنين منذ اليوم الثالث لحريته، ماذا أخبر الأزقة هناك؟ وكيف حمته هي؟ وكيف التقى صديقه مناضل بعد ستة أيام من تاريخ انتزاع الحرية؟! هل وصل بيته وخاف عقاب العناق لوالده المسن؟ يدرك لغة العدو جيدًا فهو يعلم أن قبر أمه كمين له فعاش أمنيته خيالًا على طرف شاهد قبرها، ليقص عليها أنه تمرد لشوقه لها ؟انتهت المطاردة مع نهاية الصيف، ليبدأ خريف مؤلم في حكايتهم التي نعلم جمعيًا.

لنعود لأصل الحكاية

أشار مجد كممجي شقيق الأسير أيهم، الى أن بطلنا بعقلية أمنية وعسكرية تمتع بها شبل الأمس وأسد اليوم ، جعلت منه فدائيًا في ساحات القتال ضد العدو، فكانت أولى محاولاته عام 2003 بمركبة مفخخة قام بتجهزيها وانطلق بها لتكون عملية بطولية إلا أن خللًا أفشل العملية في حينه، لم يتحقق ما كان يتمناه فأصبح من المطاردين .

لفت مجد الى ان شقيقه ايهم كان صاحب الرد الأول لاغتيال الشهيد محمد كميل وشارك مع شخصيين أخرين في خطف "إلياهو آشري" البالغ من العمر 18عامًا، وأطلق النار من مسافة قريبة في رأسه ودفن جثمانه من مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية، ، بهدف إجراء عملية تبادل لتحرير الأسرى.

وأكمل كممجي: "بعد نجاح تلك العملية البطولية جن جنون الصهاينة، وصرفوا النظر عن اعتقاله وأصبح مطلوب الرأس مهدور الدم لا مقام له فوق الأرض هكذا أرادوا، ثم تتابعت محاولات اغتيال الفدائي أيهم ، لتصل إلى ستة محاولات اغتيال وتطوى صفحة نضال هذا المجاهد البطل باعتقاله".

ثقيلة هي الأيام بالسجن ولكن أيهم صنع له حياتنا من العدم انتسب للجامعة وهو في السجن وحصل على شهادة البكالوريس بالتاريخ، ودرجة الماجستير في إدارة المؤسسات من جامعة القاهرة، وأكمل حفظ القرآن غيبًا، ويمتلك موهبة كتابة الشعر.

المكالمة الأولى والأخيرة

أكد فؤاد كممجي والد الأسير أيهم أحد أبطال “نفق الحرية”، على أن اعادة اعتقال نجله ليس النهاية، وأن مقاومتنا الباسلة هي من ستكتب النهاية، وشدد كممجى على أن صوت نجله عندما تكلم معه بالمكالمة الأولى والأخيرة كان صوت الواثق وبمعنويات عالية وصوت رزين، وبكامل صحته قائلًا: "أنا محاصر.. وسأسلم نفسي"

ولفت كممجي إلى أنه ومنذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها العائلة عن تحرر الأسرى الستة وبينهم نجلهم أيهم كان شعور الفرح بحريته، والخوف من القادم المجهول لافتًا كممجي إلى أنه كان يتوقع أن يكون ابنه غادر البلاد ووصل إلى إحدى الدول المجاورة، لكنه فوجئ باتصاله

وتابع "أصابتني حسرة أن أيهم يبعد عني اثنين كيلو متر ولم أحضنه أو أقبله. لقد مضى 16 عاماً على مثل هذه العناق".

ويختم كممجي بأن إعادة اعتقالهم “لن يمحو أثر الهزيمة التي لحقت بالاحتلال بعد أن اجتاز الأسرى الستة تحصيناته، وأشعلوا انتفاضة الحرية ومعركة السجون”.

ربع ساعة

وبدوره قدم أيهم كممجي لمحامي هيئة الأسرى منذر أبو أحمد التفاصيل الدقيقة منذ لحظة وصوله مخيم جنين وحتى اعتقاله قائلًا: "أنا خرجت من المخيم بسبب سماعي أثناء تجوالي في أزقته أن الاحتلال يخطط لاجتياحه لذلك قررت الحفاظ على حياة أهل المخيم إلى وجهة أخرى لم أكن قد حددتها".

وأكد على أن ايهم كان مراقبًا ، ولحظة الاعتقال كانت حوالي الساعة الثانية فجرًا حين انتقل من مخيم جنين إلى بيت في الحي الشرقي للمدينة، وبعد حوالي ربع ساعة حاصر جيش الاحتلال هذا البيت وتم النداء على أيهم عبر السماعات لتسليم نفسه.

لم يفكر ابن جنين في إلحاق الأذى لأصحاب البيت، ولم يرد توريط أهالي المنطقة، وصل صوته لوالده مؤكدًا بأنه سيسلم نفسه للجنود، سيكبر الأمل مجددًا في قلبه، حتمًا سيفكر في الهروب مجددًا نحو ضوء الشمس!

“عَلم على الجيش”

في السياق، كشف محامي أبو أحمد تفاصيل جديدة نقلًا عن أيهم بعد لقائه، حيث تم إطلاق النار عليه ورفيقه مناضل نفعيات مرتين بعد خروجهما من السجن، خلال وجودهما بمنطقة العفولة وقف أحد الجنود فوق رأسه وصادر أغراضه لكنه لم يراه، أما محاولة الاغتيال الثانية فتمت حين انتقالهما للضفة الغربية.

وتابع أن "ضابط الاحتلال الذي اعتقل كممجي قال له: أنت بطل ابن بطل وأنت شجاع ابن شجاع واللي إعملتو فينا مش قليل.. ليرد عليه كممجي: هذه شهادة من عدو ولا أفتخر بها".

وأشار المحامي إلى أن هناك كدمات على جسد أيهم، إثر تعرضه ومناضل للضرب المبرح بعد اعتقالهما من الوحدات الخاصة وعدد كبير من الجنود الذين شاركوا في اعتقالهم ، منبهًا إلى أنه لم يتلق أي علاج حتى اللحظة ولم يُعرض على طبيب مختص.

أكد المحامي منذر أبو أحمد أن جلسة المحاكمة التي عقدت للأسير أيهم في مدينة الناصرة، بأنها "صورية" وتهدف لتضخيم الأمور وتوريط أشخاص آخرين في الملف.

مع إلقاء القبض على أيهم، ومناضل تكون قد انتهت حكاية الحرية للأسرى الذين حرروا أنفسهم بمعجزة النفق بعد 13 يوما من قلب كيانهم المزعوم، ولكن الحرية أجزاء .. ولكم موعد مع شمس الحرية قريبا.