غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المحرر فتحي أبو حميد .. 19 عامًا من الأسر شحذت الهمة لمواصلة طريق الجهاد والمقاومة

المحرر فتحي أبو حميد
شمس نيوز - غزة

شامخٌ بهمة بلغت عنان السماء، وعزيمةٌ لو أردت بها هدّ الجبال لكان، روحٌ متقدة ٌبالإرادة ومحفوفةٌ بنفَس الثورة الذي لطالما رافق أسرانا البواسل في رحلتهم، ووسط زحام اللحظات الصعبة التي اختلطت بها المشاعر وتاهت معها الحروف، تجسّدت فرحة الحرية والتفاف الناس من حوله تارة، وتفاصيل 19 عامًا ونيّف من الأسر بين إخوان وأصحاب ورفقاء درب جمعتهم فلسطين تارةً أخرى، لكنّ الثابت لدى بطلنا المحرر فتحي أبو حميد هو أنّ "العدو واهم أشد الوهم بظنه أننا سنترك ساح الجهاد".

في عرس وطني كبير وعلى وقع أهازيج الحرية وأصوات الزغاريد حمل جنود ومقاتلو سرايا القدس في مدينة رفح ابنهم الأسير المحرر فتحي كامل أبو حميد البالغ من العمر 36 عامًا، بعد قضائه 19 سنة وثلاثة أشهر في سجون الاحتلال الصهيوني، بذريعة الانضمام لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عدد من العمليات، حيث توافد المئات من المواطنين والقوى الوطنية والإسلامية لتهنئة المحرر فتحي بالحرية، وسط أجواء من الفرحة العارمة بعودة أحد أبطال مخيم الشابورة برفح الصمود.

"أسرى الجهاد يعيشون الصعاب"

بدأ بطلنا المحرر حديثه عن الأسرى وأوضاعهم بشيء من المرار والأسى، مستذكرًا محاولات الاحتلال وعدوانه المستمر على أسرانا خصوصًا بعد عملية انتزاع الحرية، قائلًا: "أوضاع الأسرى صعبة ومزرية للغاية، حيث يحاول الاحتلال إذلال أسرانا بشتى الطرق، لكن حتمًا الأسرى يواجهون ذلك بصمود وتحدي كبير".

وواصل أبو حميد أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون سرد مجريات الأحداث داخل السجون قبيل الإفراج عنه، واصفًا إجراءات الاحتلال بحق أسرى الجهاد بعد تاريخ 6 سبتمبر بالصعبة للغاية حيث "تعمّد الاحتلال توزيع الأسرى على غرف السجون جميعها على ألا يجتمع أسيران من الجهاد الإسلامي في غرفة واحدة، ناهيك عن التفتيش والنقل الإجباري على مدار الساعة".

أجواء عيد

عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية وبينما الأسرى يتابعون نشرات الأخبار، تعاقبت الأنباء العاجلة تباعًا "عملية هروب لأسرى الجهاد الإسلامي من نفق جلبوع بقيادة الأسير البطل محمود العارضة"، لحظات قليلة حتى ضجت السجون بالتكبيرات والتهليلات وكأن العيد بدأ للتو، كيف لا وقد ضرب أبطال عملية انتزاع الحرية منظومة الأمن الصهيونية بهذا الإنجاز العظيم، حالة من الفرحة العارمة التي لا توصف عمّت غرف الأسر وبدأ الأسرى بصناعة الحلوى وتوزيعها ابتهاجًا بالعملية البطولية، هكذا روى أبو حميد لحظات تلقي خبر عملية انتزاع الحرية.

رسالة عرفان

وفي رسالة لمؤسسة مهجة القدس عقب تحرره قال أبو حميد: "تقوم مؤسسة مهجة القدس بأنبل وأشرف عمل وأسمى دور لخدمة أفضل ثلاثة شرائح في المجتمع الفلسطيني الشهداء والأسرى والجرحى، كما تؤدي واجباتها تجاه عوائلهم"، مشددًا على أن الأسرى البواسل سيما أسرى الجهاد يكنّون لمهجة القدس كل الاحترام والمحبة لدورها العظيم في خدمتهم منذ العام 2007م.

عدوّ واهم

ظن الاحتلال واهمًا أنه باعتقال الأسرى قد يضعف إرادتهم او يثنيهم عن طريق ذات الشوكة، إلّا أن ذلك بدا واضحًا في قاموس المحرر فتحي أبو حميد الذي خاطب العدو متحديًا: "الاحتلال مخطئ عندما يعتقد أن اعتقال شباب فلسطين الشرفاء وزجهم في السجون سيغير مبادئهم ومعتقداتهم في الدفاع عن كرامة شعبنا".

درب المقاومة مستمر

ووجّه أبو حميد التحية للمقاومة الفلسطينية "التي لطالما أثلجت صدور الأسرى في التصدي للاعتداءات المتكررة على غزة، أو خلال الجولات التي قامت بها سرايا القدس منفردة لردع العدو المجرم"، مشيرًا إلى أنه عندما يتحرر الأسير يعود حتمًا لمواصلة مشوار المقاومة والجهاد في سبيل الله، سجنهم وسجانهم لا يكسر الأسير؛ لأن درب المقاومة والشهادة لن يتوقف مهما دفع الشعب الفلسطيني من تضحيات.