مدعوماً بنتائج معركة "سيف القدس"، وبعد زيارةٍ أولى في الأيام التي تلت قرار وقف إطلاق النار، أنهى وفدٌ من قيادة حركة "حماس" زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، وعلى رأسه رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، حيث التقى بالمسؤولين المصريين، الأمنيين، خصوصاً وزير المخابرات اللواء عباس كامل، إذ تناول البحث ملفاتٍ أهمها تطورات القضية الفلسطينية، ولا سيما التعامل لـ"كبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس المحتلة والمسجد الأقصى"، إضافة إلى قضية الأسرى، وإمكان حدوث عملية تبادل، خاصة بعد عملية تحرر الأسرى الـ6 من سجن جلبوع، وكذلك مسألة إعادة الإعمار في قطاع غزة، والدور الإيجابي والمساعد الذي يمكن أن تلعبه مصر من خلال فتح معبر رفح.
هذه الزيارة تهدف بشكل أساسي كذلك إلى البحث في توقيع اتفاق هدنة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن، هل يكفي وفد "حماس" كممثل عن بقية فصائل المقاومة الفلسطينية؟ وأيُّ ضمانات يمكن أن يقدّمها توقيع أيُّ اتفاقٍ مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يحترم أيَّاً من الاتفاقات التي وقّعها سابقاً مع الأطراف العرب عامةً والفلسطينيين خاصَّةً، وتحديداً مع الحكومة الحالية التي تبدو سهلة التفكك؟
عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال، أكد، أنّ "محادثات قيادة حركة حماس مع المسؤولين المصريين المعنيين في القاهرة "تركزت أوّلاً على القدس"، وذلك باعتبار أنّ "القدس هي مركز الصراع مع العدو الصهيوني".
في هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، إنَّ "حماس قدّمت خريطةَ طريقٍ بشأن عملية تبادل الأسرى، وحدث اختراقٌ بشأن تثبيت وقف إطلاق النار"، وأكَّد وجود "تنسيقٍ كاملٍ وتناغمٍ بين فصائل المقاومة بشأن الملفات المتعلقة بقطاع غزة".
وأشار الغريب إلى أنَّ "التهدئة هي استراحةُ مقاتلٍ، وربما تكون محطةً للانطلاق نحو التحرير"، لكنه تابع بالقول إنَّ "هناك بيئةً إقليميةً تدعو إلى المصالحات في المنطقة".
وحدَّد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أنَّ "مشكلة ترتيب البيت الفلسطيني تكمن في الفجوة في المواقف بين فتح وحماس".
بدوره، بيّن مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول أنَّ "حصول صفقةٍ لتبادل الأسرى سيؤدي إلى حلحلةٍ في باقي الملفات"، مشيراً إلى أنَّ "الحكومة الإسرائيلية قررت تجميد ملف الأسرى كي لا تدفع ثمن تنازلاتها أمام مطالب حماس".
وأضاف أبو الهول، أنَّ "من مصلحة المنطقة عودة المصالحات بين الدول العربية، وبين الدول العربية والإسلامية"، مؤكِّداً في الوقت نفسه أنَّ "تل أبيب تستفيد من حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
من جهته، أوضح الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة للميادين أنَّ "تل أبيب تراجعت عن موقفها بشأن رفض ربط الملفات، بعدما كانت تسعى إلى تفكيكها"، وأشار إلى أنها فعلت ذلك لأنَّها "ترى أنَّ توفير مناخٍ من التهدئة يُعفيها من ضغط المقاومة عند حدود قطاع غزة".
وأكَّد هلسة أنَّه "لو كان لدى تل أبيب خياراتٌ أخرى غير التفاوض بشأن الأسرى لكانت لجأت إليها"، وشدَّد على أنَّ "تل أبيب لا ترتدع إلا عندما يتعلق الأمر بدفع الأثمان".
وفي مسعًى متصل ومكمّل لزيارة وفد "حماس"، أعلن هلسة أنَّ "وفداً من حركة الجهاد الإسلامي سيزور القاهرة قريباً، بناءً على دعوة من الجانب المصري".