يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الشقاقي أن دعوة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة خلال كلمته في المؤتمر الدولي الوحدة الإسلامية بطهران، لأن تكون الوحدة من خلال القدس وفلسطين، تحمل دلالات بالغة.
وقال الشقاقي في حديث لإذاعة "القدس": "عندما يشير الأستاذ النخالة في حديثه بشكل واضح إلى أنه لا وحدة بدون القدس وفلسطين، ولا قدس ولا فلسطين بدون الوحدة، هذا عنوان بالغ الأهمية ويعكس أن الجهد الإسلامي الجمعي هو الذي يمكن أن يحقق تحرير فلسطين وبدون هذا الوحدة الإسلامية لا يمكن أن نصل إلى حالة التحرر الكامل من الاحتلال".
وأشار إلى أن التصريحات في هذا المؤتمر بمختلف المتحدثين مهمة، مستدركًا "لكن كانت رسالة فلسطين وكلمة فلسطين التي قدمها الأمين العام لحركه الجهاد الإسلامي لها دلالة بالغة، خصوصاً وأن هذا المحفل يرعاه أعلى مستوى سياسي في إيران ويشارك في هذا المؤتمر مجموعة من الباحثين الذين يقدمون أوراق عمل".
وأضاف الشقاقي "الحديث الواضح والصريح الذي تعودنا عليه من أمين عام حركة الجهاد الإسلامي جاء في هذا السياق، هو تحدث من طهران وقال نحن بحاجة الى مشروع عملي ينسجم مع شعار حركته، حركة الجهاد الإسلامي التي ترفع منذ تأسيسها شعار (فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية)".
وبيَّن أن هذه الدعوة تتقاطع كثيراً مع اعتقاداتنا جميعاً أن النتيجة التلقائية لحالة وحدة إسلامية هو إنهاء المشروع الصهيوني في المنطقة والمشروع الغربي في المنطقة، مذكرًا بأن "إسرائيل" هي رأس حربة متقدمة لهذا المشروع في قلب الأمة العربية والإسلامية.
وبشأن المؤتمر وعنوانه قال الشقاقي "عنوان المؤتمر هو المؤتمر الدولي الوحدة الإسلامية ومناسبته مهمة أيضاً، فهي تأتي في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي إشارة مبدئية إلى أن ما يجمع الأمة الإسلامية أكبر بكثير مما يفرقها ودائما".
ولفت إلى أن هذا المؤتمر مستمد من الدعوات التي صدرتها الثورة الإسلامية في ايران، عندما تمت الدعوة الى يوم القدس العالمي جاءت في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وأضاف "اليوم ونحن نتحدث عن هذا المؤتمر الذي ينظم سنوياً في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً يأتي في مناسبة دينية لها ارتباطات عقائدية، ونظرة المسلمين في كل مناطق تواجدهم نحو القضايا التي يتفق عليها المسلمين بكل مذاهبهم، وهي رسالة أولية على أن ما يجمع هؤلاء المؤتمرون دافعه الوحدة الإسلامية التي تعود نتائجها بشكل ايجابي على الفلسطينيين".
وذكر الشقاقي أن هناك هجمة واضحة من النظام الغربي بمختلف تشكيلاته وتحديدًا من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن هذا الهجوم المنظم على الأمة الإسلامية بكل مقدراتها ومواردها وثقافتها وحتى حالتها التكوينية التي ترتبط بهويتها ومصادر ثقافتها سواء المجتمعية وحتى الدينية، مضيفًا "لذلك المقابل لهذا المشروع الغربي والأمريكي هو أن يكون لدى الأمه الإسلامية قدرة على مواجهة هذا المشروع في فلسطين، والساحة في فلسطين مهمة في هذا الإطار".
وتابع الشقاقي "وجود كيان الاحتلال على أرض فلسطين هو حالة تجسيد لهذا المشروع وإن كان هناك تطورات تجري في هذا المشروع، بمعنى انه منذ مائة عام والمقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها وهي تجري حالة مشاغلة للاحتلال".
وأردف الشقاقي حديثه: "هذا الكيان الموجود على أرض فلسطين يحتاج الى كل الطاقات ويمكن مهاجمة المشروع الغربي عبر طاقات إسلامية متحدة متفقة لضرب هذا المشروع الصهيوني الذي يبادرنا ويحاول تكراراً ومراراً من أجل أن يقدم تنوع في الهجوم على الأمة الإسلامية".
كما وبين أن الدعوات التي تتبناها السفارات الغربية والامريكية بشأن الديانة الابراهيمية والتي التقطتها بعض المهرولين للتطبيع تسعى تضليل للجمهور المسلم والرأي العام العربي والإسلامي على حساب الفلسطينيين.
وأشار إلى الادعاءات الابراهيمية وغيرها التي تحمل عناوين التسامح جميعها غير مستندة إلى حقائق جغرافية أو تاريخية.
وأكمل الشقاقي حديثه "هذه أرض فلسطينية لا يمكن التنازل عنها وينبغي على كل المسلمين أن يقفوا بجانب الفلسطينيين في مواجهة هذه المشاريع".