"مصائب قوم عند قوم فوائد"، مثل ينطبق تماما على حالة الانخفاض التي يشهدها الدولار الأمريكي والدينار الأردني مقابل الشيكل خلال الأيام الحالية، إذ أصابت سهامه العديد من الفئات في مقتل، غير أنه لقي ترحيبا وقبولا من فئات أخرى.
ويشهد سعر صرف الدولار الأمريكي والدينار الأردني حالة من الانخفاض مقابل الشيكل منذ نحو أسبوعين، إذ وصل سعر صرف العملة الخضراء لـ 3.10 شواكل، فيما بلغ سعر صرف الدينار 4.38 شيكلا، وفق منصات التداول العالمية، وهو تراجع لم تشهده هذه العملتان منذ أكثر من ربع قرن.
المختص في الشأن الاقتصادي والمالي د. معين رجب، قال: "إن انخفاض سعر صرف الدولار والدينار أثر على العديد من الفئات سواء بالسلب أو الإيجاب؛ إذ نتج عن هذا التراجع الملحوظ رابحون وخاسرون".
وأوضح د. رجب لـ "شمس نيوز"، أن الخاسرين من حالة الدولار هم من لديهم ودائع كبيرة من عملة الدولار والدينار، سواء في البنوك أو المنازل؛ لأن قيمة العملة الأمريكية تناقصت، كذلك كل من يقوم بتأجير شقة أو عقار بهاتين العملتين ، يجد أن قيمة الإيجار المالية تناقصت، وهو ما يعود بالضرر عليه.
كذلك أشار رجب إلى أن من يتلقون رواتبهم بالدينار والدولار، يجدون أن رواتبهم لا تغطي نفس الكميات من السلع التي كانوا يشترونها في السابق، كذلك الحكومة تتضرر؛ كونها تتلقى الدعم الخارجي بالعملة الخضراء.
ولفت إلى أن العروس تتضرر حينما يُقدم مهرها بالدينار الأردني، فتكون قيمته الشرائية أقل عند ذهابها لشراء الذهب وتجهيز ما تحتاج له، وهو ما يمكن أن يتسبب بزيادة نسبة المهور على الشبان، وكذلك المقاولين الذين ترسى عليهم العطاءات بالدولار، فهم يتضررون عندما يتوجهون لشراء لا يستطيع شراء مستلزمات المشروع بذات القيمة السابقة، فالمقاول يحقق خسارة كبيرة جراء هذا التراجع.
أما الرابحون وفق رجب، فهم لديهم مدخرات بعملة الشيكل، فعندما يستبدلونها بالدولار فإنهم يحققون مكاسب عالية، وكذلك من اقترضوا من المصارف والبنوك ومؤسسات الإقراض بعملة الدولار عندما كانت مرتفعة، ويسددون الأقساط والمستحقات بذات العملة في الوقت الحالي.