يرى الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، أن اقتصار الأزمة المالية للسلطة على رواتب الموظفين، واقتصار أزمة "الأونروا" على غوث وتشغيل اللاجئين، دون غيرهما، يهدف للتمهيد لتمرير مخطط سياسي بدأت ملامحه تتشكل ومعالمه تتضح.
وقال العمور: "القصد من هذه الأزمات هو استهداف أكبر فئة من الشعب الفلسطيني، لا لكي الوعي فقط أو للترويض أو حتى رفع التكلفة، ولكن حتى يصبح المتاح والمعروض هو الخيار الإجباري الوحيد".
وأشار إلى صعوبة العزل بين ما يحدث ويلوح به عن الحراك السياسي الحاصل في المنطقة، مضيفًا "القضية الفلسطينية بكل مكوناتها، كانت ولا زالت مركز استهدف كل المتغيرات ابتداء من التطبيع مع الاحتلال وانتهاء بالتوتر الحاصل بين الدول".
إن كان ولا بد من الذهاب إلى ما يحاك بنا، ويطبخ لنا فلنذهب متسلحين بالوعي والحق والوحدة
وأوضح العمور أنه لا يمكن عزل تبعات وتأثير ترميم بعض العلاقات العربية عن القضية الفلسطينية، مبيِّنًا أن هذا الارتباط يكمن في ارتباط القضية بـ"إسرائيل".
وذكر أنه لم يعد للحالة الفلسطينية ومكوناتها أهمية سيما بعد الانقسام الفلسطيني القائم، مضيفًا "ستشهد المنطقة حدثًا جللًا سيفضي لمجموعة متغيرات تضع مكونات القضية الفلسطينية بين فكي كماشة".
وبيَّن العمور أن هذه المتغيرات ستنتهي بخيار أقل من خيار "أوسلو"، وسيكون الجميع، عربيًا واقليميًا ودوليًا وداخليًا مجبرين عليها من خلال ترفيع نخبة بعينها وقيادة تطبخ الآن على مهل.
ولفت إلى أن هذا "الخيار اليتيم" الملقى على قارعة الطريق هو الدولة غير المعلنة على شبر لا يكف ليكون قبرًا.
واستدرك العمور "قد يرى البعض فيما سلف سيناريو مستبعد، ولكن استدعاء التاريخ ووضع المعطيات المتاحة والمعلن عنها في المختبر يجعلنا أمام سيناريو ممكن جدا" ذاكرًا أن التاريخ لا تخطئ نتائج تحليلاته.
وعاد الكاتب السياسي بالزمن قليلًا مشيرًا إلى أن اختلاق "أوسلو" لم يكن ممكنًا على صعيد المعطيات العربية دون حرب الخليج الثانية واحتلال العراق للكويت، ولم يكن ممكنا فلسطينيًا دون اختلاق أزمة مالية للمنظمة، ولم يكن ممكنًا دون الضغط على اللاجئين حد إلقائهم على الحدود.
ورجح العمور أن تختلف الحيثيات، متوقعًا أن تُنقل حرب الخليج إلى شمال افريقيا، وبدلًا من أزمة مالية لـ"م ت ف"، تصبح أزمة رواتب للسلطة، وبدلًا من طرد اللاجئين على الحدود، حصارهم في المخيمات بالكوبونات.
ونبه إلى وجود فارق حين ذهبت المنظمة لـ"اوسلو"، والحالة المتواجدة حاليًا، قائلًا "حين قررت المنظمة الذهاب لأوسلو لم يكن التطبيع قد تمدد كاليوم. ولم نكن قد جربنا التسوية بعد وريعها".
وأضاف العمور "إن كان ولا بد من الذهاب إلى ما يحاك بنا، ويطبخ لنا فلنذهب متسلحين بالوعي والحق والوحدة".