غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الكارلو يزغرد من نقطة صفر

"عملية القدس".. إبداع المقاومة زماناً ومكاناً وأسلوباً

كارلو القدس.jpg
شمس نيوز - خاص

استفاق الإسرائيليون صباح اليوم الأحد، على وقع عملية بطولية هزتْ أركان كيانهم؛ أدت لمقتل جندي إسرائيليٍ وإصابةِ آخرين في القدس المحتلة.

العملية البطولية لا تقتصر نتائجها على البعدين الأمني والعسكري، أو حتى عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين، بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ إذ أحدث نجاح العملية ونتائجها صدمة في الواقع الإسرائيلي السياسي والاجتماعي.

فأولاً كان لموقع تنفيذ العملية وأسلوبها وتوقيتها دويّ كبير ترك ظلاله على كل السياسات والمعادلات التي حاول صانع القرار السياسي والأمني في تل أبيب فرضها على الواقع الفلسطيني عموماً، وفي القدس خاصة.

العملية كشفت عن تصميم فلسطيني للدفاع عن الأرض والمقدسات، رغم تواضع الإمكانات، والطوق الإقليمي الكبير، كما أظهرت تقدماً في مستوى التخطيط والدقة في التنفيذ مع أنه جهد فردي. كل ذلك ظهر في أصل اختيار مكان العملية وأسلوبها وطبيعة الهدف، وهو ما أثبت قدرة المقاومة الشعبية على مفاجأة العدو في الوقت والتفاصيل الأخرى، ولا سيما أن هذا النوع من العمليات يتسم باللامركزية؛ فهي تقتصر على منفذ واحد أو أكثر، الأمر الذي يضيّق على إسرائيل قدرتها على الكشف المسبق.

يكفي أن تستمع إلى ما يقوله مفتش عام شرطة الاحتلال من مكان العملية الذي قال: "عملية خطيرة نفذها شخص نعرفه جيداً من شرقي القدس"، ما يعني أنَّ الشهيد فادي أبو شخيدم استطاع تضليل المنظومة الأمنية، التي عجزت عن التنبؤ من إمكانية تنفيذه عملية بطولية.

ولم تخفِ القناة 20 العبرية تخوفات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلي من إمكانية تنفيذ المزيد من العمليات خلال الوقت القريب.

عملية نوعية

ووصف الكاتب والمحلل السياسي ناصر اللحام، عملية القدس بالبطولية والنوعية، وتدلل على تهالك حرس الحدود الإسرائيلي، الذي فقط يستعرض بطولاته وعضلاته على أطفال ونساء القدس.

وأشار إلى أن الأمن الإسرائيلي يعيش أصعب وأسوأ ظروفه، وما يشي بذلك النجاح الكبير للعملية البطولية.

وأوضح ناصر اللحام في مداخلة على قناة الميادين أن العملية تثبت مجدداً فشلاً كبيراً للأجهزة الأمنية والعسكرية، التي لا تستطيع أنْ تقف أمام فكرة المقاومة.

 وتوقع ناصر اللحام: "أن تكون العملية دافعاً لعمليات فدائية جديدة ضد الجنود الإسرائيليين في الضفة والقدس".

فصائل المقاومة تبارك العملية البطولية

وباركت حركة الجهاد الإسلامي "العملية الفدائية البطولية التي وقعت صباح اليوم في القدس المحتلة"، مشيرةً إلى أنّ هذه العملية هي "رد طبيعي على تصاعد إرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال، وإمعان حكومة الاحتلال في عدوانها وسياسات الهدم والتهجير التي تطال أهلنا في القدس".

ولفتت الحركة إلى أنّ "هذه العملية البطولية تدل على قوة وحيوية المقاومة، وتمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة كنهج قادر على ردع الإحتلال وكسر عنجهيته".

وأضافت: "إن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن سياساته، وواهم من يظن أن الشعب الفلسطيني سيستلم أمام سياسات الاحتلال وقوة الاٍرهاب الذي يمارسه الصهاينة".

وأعلنت حماس أنّ "العملية عند باب السلسلة صباح اليوم تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة وأحيائها".

وفي السياق، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، عبر حسابه في تويتر "عملية فدائية في القدس المحتلة التي ستظل تقاتل حتى طرد المحتل"، مضيفاً أنّ "القدس المحتلة لن تستسلم لواقع الاحتلال البغيض".

بدورها، أكّدت "حركة المجاهدين الفلسطينية" "على صوابية نهج المواجهة مع المحتل حتى كنسه عن كافة أراضينا المحتلة"، مشددةً على أنّ "هذه العملية تظهر حيوية شبابنا ونشاطهم المقاوم في الضفة والقدس، وقدرتهم على استرداد كافة حقوقنا الوطنية المسلوبة".

وأشارت حركة المجاهدين إلى أنّ "هذه العملية اليوم تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال، ولتؤكد إصرار شبابنا في الضفة على تبني خيار المقاومة، وقدرتهم على تجاوز محاولات التدجين وكافة المؤامرات".

ودعت إلى "تصعيد العمليات التي تستهدف الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين في القدس والضفة، وإشعال الأرض المحتلة تحت أقدامهم حتى يندحروا عن أرضنا".

من جهتها، قالت حركة الأحرار إنّ "تصاعد العمليات البطولية في القدس والضفة يؤكد حيوية المقاومة وتمسك شعبنا بها"، مشيرةً إلى أنّ العملية "رسالة لبريطانيا المجرمة وللسلطة التي تسعى لسحب سلاح المقاومة في جنين".

وأوضحت الحركة أنّ "خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لشعبنا لتحقيق أهدافه ومواجهة الاحتلال وعدوانه، وشبابنا الثائر لن يستسلم لواقع الاحتلال وإجرامه"، داعيةً أبناء الشعب في الضفة والقدس "لمواصلة وتصعيد العمليات البطولية وتفجير انتفاضة شعبية عارمة للجم إجرام الاحتلال".