مع دخول موسم الأمطار والانخفاض في درجات الحرارة، تزداد التخوفات لدى النظام الصحي من وصول موجة جديدة لفيروس كورونا إلى قطاع غزة، سيما وأن الموجة الثالثة للفيروس لم تنته بشكل فعلي.
البروفيسور في علم الأمراض د. عبد المنعم لبد أشار إلى أن التخوفات تنبع من كون فصل الشتاء موطن للفيروسات والالتهابات الفيروسية، التي تتركز في منطقة الجهاز التنفسي.
وقال لبد في حديث مع "شمس نيوز": "الجهاز التنفسي يضعف في فصل الشتاء نتيجة عدة عوامل أهمها البرد والتقلب في الأجواء وموجات الهواء الباردة".
ولفت إلى أن الحالة الوبائية في قطاع غزة تعيش أواخر الموجة الثالثة من فيروس كورونا، مستدركًا "خلال هذا الفصل كل الأمور متوقعة سيما عودة موجات جديدة من فيروس كورونا أو موجات انفلونزا ورشح".
وذكر لبد أن الموجة الأولى من فيروس كورونا كانت في فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدعو للحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم وصول موجة رابعة للقطاع.
وأضاف "الاحتياطات الواجب اتخاذها لا تقتصر على الوقاية من كورونا فحسب، وإنما من بقية الفيروسات والالتهابات الأخرى".
وبيّن لبد أنه في حال وصول موجة رابعة إلى القطاع لن يكون لها التأثير الكبير كون المجتمع أصبح لديه حصانة من الفيروس، مكملًا حديثه "أكثر من 70% من المجتمع إما أصيب أو تلقى اللقاح، وهذا يعني أننا في وضع مناعي جيد".
وبشأن وصول طفرات جديدة إلى القطاع قال الخبير في علم الأوبئة: "التجربة أثبتت أن الطفرات الجديدة لن تكون أقوى من سابقاتها"، مبينًا أن الأطباء لديهم قاعدة تقول إن الطفرات في الغالب لا تكون في صالح الفيروس.
وأوضح لبد أن الفيروس عندما يجد مناعة في الأجسام يضطر للتوجه إلى متحوراته في محاولة منه للتغلب على مقاومة الجسم، إلا أنه يفشل ويجد الطريق أمامه مسدودًا.
وعن الخطوات المطلوبة للوقاية من انتشار الفيروسات بشكل عام، والحد من وصول موجة رابعة من كورونا قال: "أهم ما يمكن فعله هو عدم تعرض الجهاز التنفسي لموجات الهواء والبرد المفاجئتين، خاصة لمن يخرجوا إلى أعمالهم في أوقات الصباح الباكر كالعمال والمدرسين والطلاب".
ونصح لبد بضرورة أن يتم لبس كمامة أو أي شيء يغطي مقدمة الجهاز التنفسي، ويقيها من موجات الهواء الباردة، وتخفف من اندفاع الهواء البارد للجسم.
وشدد على ضرورة التركيز على السوائل الدافئة، كالبابونج والقرنفل والقرفة، التي لها دور في التصدي للالتهابات الفيروسية.
ونبه لأهمية تهوية المنزل لمدة نصف ساعة يوميًا على الأقل، مهما كانت نسبة البرودة في الجو، بالإضافة إلى عرض الملابس والفراش لأشعة الشمس لما لها من دور في القضاء على الفيروسات بما فيها فيروس كورونا.
كما دعا لبد لضرورة التطعيم قائلًا: "التطعيم هو السلاح الأول لمجابهة كورونا، وبالتالي التطعيم مهم، كون الوفيات غالبها لكبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين لم يتلقوا التطعيم قبل ذلك، لذا لا بد من تطعيمهم".
وختم حديثه "لو وصلنا إلى صفر وفيات نكون انتصرنا على الكورونا وبالتالي تصبح كورونا فيروس نتعايش معه كغيره من الفيروسات وننتهي منها".
