في الوقت الذي يراهن فيه البعض على التباين بين مواقف فصائل المقاومة الفلسطينية, واللعب على وتر الاختلاف في الأيديولوجيات الحزبية والمنطلقات, والرهان على اثارة القضايا الخلافية لإحداث تباعد في المواقف السياسية وبالتالي في القرارات, تثبت فصائل المقاومة الفلسطينية دائما قدرتها على تجاوز الخلافات في القضايا الشكلية, والتغلب على كل العقبات لأجل مصلحة شعبنا الفلسطيني, وقد بان هذا واضحا في نتائج اجتماع الفصائل الفلسطينية امس في غزة, في ظل أوضاع صعبة تمر بها القضية الفلسطينية وتهديدات من مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية حماس اطلقها عبر قناة الجزيرة وتحدث خلالها بأن الحركة تدرس خيارات التصعيد مع "إسرائيل" في ظل حصار غزة وتباطؤ إعادة الإعمار, واستمرار الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى واستهداف الأسرى فهذان الملفان سيفجران الأوضاع مجددا, وسبق هذه التصريحات, تهديدات مماثلة اطلقها عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي قال فيها " "ان هناك تحديات جديدة أمام الشعب الفلسطيني تحتاج إلى اجتهاد من أجل الاستجابة لهذه التحديات، أهمها وحدة الشعب الفلسطيني على أساس الجهاد والمقاومة, وأن المقاومة الفلسطينية مستمرة والشعب الفلسطيني شعب حي، ولا يمكن "لإسرائيل" بكل قوتها مهما بلغت قوتها ان تخضع الشعب الفلسطيني.", أمام هذا العدوان ليس هنالك خيار أمام الشعب الفلسطيني؛ إلا أن يدافع عن نفسه، وعن أرضه، ولذلك نقول: إن المقاومة حق مشروع، طالما يُوجد احتلال وعدوان, وهذا موقف تجمع عليه جل فصائل المقاومة الفلسطينية وتؤكده في كل اجتماعاتها.
دائما ما تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية على المؤكد, وتثبت موقفها من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن الاختلاف عليها, فالفصائل اكدت في اجتماعها بالأمس والذي توافق مع ذكرى انتفاضة الحجارة التمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي لحماية ثوابتنا وحقوقنا الوطنية, وان الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية عن تداعيات المماطلة في رفع الحصار عن غزة والتلكؤ المتعمد في ملف إعادة الإعمار، وعلى الوسطاء تحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان، لأن التسويف والمماطلة يؤدي إلى ما لا يتمناه الاحتلال, حسب بيان الفصائل, وبالتأكيد ان "إسرائيل" التي تمارس كل اشكال القمع والإرهاب ضد الفلسطينيين تدرك ان الأمور لم تعد تحتمل وان الفصائل الفلسطينية مجتمعة قد تلجأ للتصعيد, فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الثلاثاء أن "إسرائيل" تتخوف بشكل كبير من إمكانية حدوث مزيد من التصعيد للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقطاع غزة وامتدادها للداخل المحتل, وبحسب الصحيفة، فإن المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ناقشت إمكانية حدوث مثل هذا التصعيد، وخطر امتداده إلى الأراضي المحتلة عام 1948، كما حدث في العدوان الأخير على قطاع غزة, خاصة مع تهديد حماس عبر الجزيرة بالقول "لن نسمح باستمرار الوضع الحالي والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول"، وهناك تقديرات إسرائيلية بان الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة, ما لم تلتزم "إسرائيل" بشروط المقاومة التي ابلغتها لمصر لأجل وقف ملحمة سيف القدس البطولية, وبات من الواضح ان "إسرائيل" تماطل وترفض الالتزام, الامر الذي يلزم المقاومة بالرد.
فصائل المقاومة الفلسطينية خلال اجتماعها الدوري بالأمس، وجهت التحية لأبطال العمليات البطولية في الضفة المحتلة، ودعت لاستمرار وتصعيد العمليات، واشعال الأرض لهيباً تحت اقدام الاحتلال الذي لا يردعه إلا صوت الانتفاضة والمقاومة، وأضافت الفصائل, نؤكد رفضنا وإدانتنا لما ترتكبه السلطة في الضفة المحتلة من اعتقال سياسي وقمع الحريات الممارس ضد كوادر وشخصيات اعتبارية وطنية، وندعو لتصاعد الفعاليات والمسيرات الرافضة للظلم وتكميم الأفواه في الضفة, معتبرة ان ما تشهده أرض الضفة من فلتان أمني وقتل الطلاب في الجامعات والاعتداء على جنازات الشهداء وتكسير رايات الفصائل الفلسطينية هو تجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء، فهذه أفعال لا وطنية ولا اخلاقية، تتحمل السلطة وأذرعها الأمنية المسؤولية الكاملة عنها وعن تداعياتها, وهى رسالة موجهة للاحتلال ان سلوك إسرائيل مع الفصائل الفلسطينية يجب ان يكون مختلف تماما عن سلوكها مع السلطة, لان الفصائل لا تلهث ولن تلهث وراء التسوية, ولن تسعى للمفاوضات ولن تقبل بحلول مجتزاه, وقد شددت الفصائل على دعم وإسناد الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وبالأخص منهم الأسرى الإداريين الذين ما زالوا مضربين عن الطعام، داعية لتصاعد الفعاليات الشعبية والجماهيرية نصرة لأسرانا الأحرار, وادانت بشدة اللقاءات التطبيعية الخيانية وأن هذا العمل المشبوه يشجع بعض الأنظمة للتطبيع مع الاحتلال, مستنكر بشدة التهافت العربي المخزي لتوقيع الاتفاقيات التطبيعية مع المحتل الغاصب, الفصائل تؤكد دائما على المؤكد حتى لا يتوهم البعض ان الفلسطينيين ارهقهم النضال ضد الاحتلال وباتوا ينشدون التهدئة.