غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"إسرائيل": نمرٌ من ورق

بالفيديو "العائق الأرضي": "الأسطورة الخردة"!

جدار الخردة.jfif
شمس نيوز -محمد الخطيب

أنفق جيش الاحتلال الإسرائيلي مليارات الشواكل لصالح بناء الجدار التحت ــ أرضي، الذي يمتد لمسافة 63 كيلومتراً، وبعمق يتراوح بين 30 و40 متراً في باطن الأرض، والمُصمم لمواجهة أنفاق المقاومة، غير أنَّ ذلك الجدار على ما يبدو أصبح مثاراً للسخرية بين مهندسي المقاومة؛ إذ لم يعد من وجهة نظرهم سوى "خردة" مدفونة في الأرض.

الجدار الذي استنزف ميزانية الجيش الإسرائيلي، لم يستطع في المعركة الأخيرة أنَّ يصد كورنيت سرايا القدس، الذي خطف أرواح عددٍ من جنود الاحتلال، والشيء ذاته تكرر مع كتائب القسام، التي استطاعت أن تضرب جيباً إسرائيلياً شرق القطاع.

الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أَكد أن الاحتلال الإسرائيلي واجه مشكلة كبيرة جداً، وهي الخطر التحت ــ أرضي (الأنفاق)، في أعقاب معركة البنيان المرصوص عام 2014؛ إذ تفاجأ من استخدام المقاومة الفلسطينية للأنفاق بشكل هجومي ودفاعي، والتي أوقعت جنوده في كمٍ كبيرٍ من الكمائن، وتسببت بأسر الجنديين شاؤول آرون، وهدار جولدن.

وأوضح العقاد خلال حديثه لـ "شمس نيوز" أنَّ المُقاومةَ استطاعت اقتحام السياج الزائل، وتنفيذ العديد من العمليات في عددٍ من المواقع العسكرية لجيش الاحتلال؛ ما يعني أنَّ المقاومة وجهتْ ضربة أمنية كبيرة للعدو.

وبيَّن أن خطر الأنفاق واجتياز الحاجز يشكل هاجساً كبيراً لمنظومة الأمن الإسرائيلية، لاسيما أنَّ المقاومة استطاعت أن تصل إلى مواقع العدو الحصينة، وأن تقتل الجنود من نقطة صفر.

وذكر أنَّ "صور اقتحام المجاهدين لمواقع الاحتلال، وصراخ الجنود تحت أقدامهم، هزّت دولة الكيان الصهيوني ومستوطنيه، الذين يعتبرون جيشهم صمام الأمان لهذه الدولة المزعومة".

ويرى العقاد أن الاحتلال أراد من وراء بناء الجدار الأمني استرداد الثقة المفقودة لدى مستوطنيه، مشيراً إلى أنَّ الجدار من ناحية الفكرة يشابه مشروع الاحتلال الذي أقامه بعد حرب عام 1967، مع إشارته إلى أنَّ الجدار الحالي شرق قطاع غزة أكثر تحصيناً وأشد أمناً من خطِ برليف، وكلُ ذلك؛ لترميم الحالة النفسية والثقة المهزوزة لدى المستوطنين.

وأوضح أن الاحتلال عزل نفسه بإقامة هذا الجدار أكثر من عزله لغزة؛ إذ لم يحيد خطر الأنفاق لوجود الكثير منها داخل القطاع، والتي يستخدمها المقاومون لأغراض دفاعية.

وتابع العقاد "استمر بناء هذا الجدار الأمني مدة 3 سنوات، ويتراوح طوله ما يقارب 65 كيلو متر، ويمتد إلى داخل البحر من جهة شمال غزة؛ لتأمين الخط الساحلي المحاذي لقطاع غزة للحد من العمليات البحرية، التي أوجعت العدو الصهيوني وأوقعت فيه عدداً من القتلى والجرحى".

وذكر أن عملية "زيكيم" البحرية أربكت حسابات العدو، حيث استخدم المجاهدون البحر معبراً للوصول إلى هدفهم؛ إذ تجدر الإشارة إلى أن المقاومة استخدمت أسلحة عدة خلال الحرب مع الاحتلال الصهيوني؛ لتشكل ضربة مفاجئة له، ولتستثمر مبدأ النصر في جولاتها مع الاحتلال.

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكشف تفاصيل العائق التحت - أرضي، لكنه ذكر أنه مجهز بمجسات أرضية لكشف الذبذبات ومعدات الحفر أثناء عملها، ويحتوي على أنظمة تحكم ومراقبة، وأجهزة اعتراض في البحر عبر رشاشات آلية تتعامل مع الأهداف التي تقترب من الجدار الأمني.

وعن فشل هذا العائق من حماية المستوطنات المحاذية للقطاع، أوضح العقاد أن معركة سيف القدس كشفت ضعف العائق الذي كان مجهزاً بنسبة 95%؛ إذ لم يستطيع حماية المستوطنات من أسلحة المقاومة، حيث قامت الاخيرة باستهداف آليات العدو في بداية المعركة، وضرب المستوطنات بعدد كبير من الصواريخ التي لا يستطيع الجدار اعتراضها.

وشدد على أن الاحتلال أقام العائق لاستعادة الثقة بينه وبين المستوطنين، ولكنه فشل في حماية مواقعه ومستوطناته، التي أخليت منذ بداية المعركة الأخيرة، ما يدل على جدوى سلاح المقاومة، وعجز تحصينات العدو الإسرائيلي.

وأكمل العقاد "المقاومة أدخلت أسلحة جديدة على المعركة، وعملت بتكتيكات قتالية مختلفة، واستخدمت الطائرات المسيرة لاستكشاف وضرب مواقع العدو، كما شاهد الجميع في معركة سيف القدس، والتي أظهرت مواقع العدو وهي خالية تماماً من أي جنودٍ"، مضيفاً "لم تستخدم المقاومة الأنفاق في المعركة الأخيرة مع الاحتلال، لعدم تقدمه برياً لقطاع غزة".

وبين العقاد أن الحالة الأمنية للسياج الفاصل ضعيفة رغم التحصينات الكبيرة التي أقامها العدو؛ إذ يجتاز الكثير من المدنيين الحدود، للدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948، ما يدل على ركاكة المنظومة الأمنية للاحتلال.

وختم الخبير في الشأن العسكري والأمني حديثه، قائلاً: "تبقى المعركة مع الاحتلال مفتوحة بين صاحب الحق الذي يتمثل في المقاومة، وبين هذا المشروع الزائل الذي اغتصب الأرض، وشرَّد الإنسان، والشعب الفلسطيني يقاتل من أجل حريته ويريد أن يستعيد أرضه ويقرر مصيره عليها".

وكان جيش الاحتلال قد بدأ في بناء الجدار أو العائق تحت أرضي عند الحدود مع قطاع غزة عام 2016؛ بهدف "القضاء على أنفاق" المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي ما زال جيش الاحتلال عاجزًا عن تحقيقه.

ويوم 13 سبتمبر 2018، صرح مصدر عسكري وُصف بأنه كبير في الجيش لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن الجدار الجوفي تحت الأرض، الذي يتم بنائه على طول حول قطاع غزة، لن ينهي تهديد الأنفاق بشكل كامل.

وقال: "واهم من يعتقد بأن سوراً كهذا، سيمنع الأنفاق بشكل كامل؛ فلكل نظام نقطة ضعف ونقطة اختراق، وسنواصل البحث عن الأنفاق، حتى بعد استكمال بناء السور".

يشار إلى أن تكلفة المشروع خلال فترة إنجازه قدرت بـ 3.5 مليار شيقل، ما يعادل 1.1 مليار دولار أمريكي، خصصها الاحتلال أملاً في القضاء على سلاح الأنفاق الاستراتيجية "الهجومية" للمقاومة الفلسطينية في غزة.