باتت «اسرائيل» في أعقاب كل انتصار يحققه الفلسطينيون تمارس سياسة التغول والعربدة بشكل فاضح, ذلك لأنها تريد أن تسلب من الفلسطينيين فرحتهم بالانتصار, وما حققه الأسير البطل هشام أبو هواش هو انتصار للإرادة والعزيمة على السجان, فقد غاظها هذا الاحتلال, ودفع وسائل الاعلام العبرية لمهاجمة حكومة نفتالي بينت الهشة, وهى تبتغي إرضاء اليمين الصهيوني المتطرف, والذي يعيش ويقتات من معاناة الفلسطينيين وآلامهم وعذاباتهم, كيان صهيوني إرهابي يمارس كل هذا الإرهاب والقتل وسفك الدماء, ويتنكر لأبسط حقوق الفلسطينيين ورغم ذلك لا تجد أي دولة في العالم تضعه على لوائح الإرهاب, ولا أي منظمة دولية تحاسبه على جرائمه, لكنها تصنف حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وغيرهم انهم منظمات إرهابية, لانهم يدافعون عن وطنهم وارضهم وشعوبهم وحقوقهم, اما من يقتل ويدمر ويسرق الأرض وينتهك حرمة المقدسات ويشرع القوانين العنصرية ويمارس الإرهاب بأبشع صوره واشكاله فهناك من يغض الطرف عنه ويدعم مواقفه ويشجعه على المزيد من الجرائم, لان هذا العالم تحكمه قوانين الغاب وشريعة البقاء للأقوى, ولغة المصالح والاطماع, ولولا قوة المقاومة الفلسطينية وصلابة الشعب الفلسطيني, والصمود الأسطوري الشعبي في وجه الاحتلال, لكان الجيش الصهيوني يعربد في العواصم العربية ويفرض وصايته عليهم ويتحكم في خيرات العرب وثرواتهم, لكن فلسطين صنعت من جسدها جداراً يحول بين الاحتلال وأطماعه في العالم العربي والدول المحيطة به تحديدا, ولولا الدعم الأمريكي والدولي للاحتلال الصهيوني لتحقق للفلسطينيين حلمهم بتحرير وطنهم وطرد, الغزاة منه.
«إسرائيل» التي اهتزت صورتها امام العالم, وباتت لا تقنع أحدا بأن جيشها لا يقهر, تحاول بكل الطرق الحفاظ على «هيبتها» وحفظ ماء وجهها امام الإسرائيليين أولا والذين باتوا لا يثقون في قدرة جيشهم على حسم أي معركة, وامام العالم ثانيا الذي كان يعتقد ان «إسرائيل» الدولة الرابعة من حيث القوة العسكرية على مستوى العالم, لكن الفلسطينيين اسقطوا هذه «المسلمات» بإمكاناتهم العسكرية البسيطة, وقدراتهم القتالية المحدودة امام ترسانة الاحتلال العسكرية, ويعتبر الفلسطينيون ان اهم انجاز في معركة سيف القدس التي شن فيها الاحتلال عدواناً جديداً على قطاع غزة, هو ان العالم ادرك وكذلك «إسرائيل» انه لا يمكن حسم أي معركة على غزة بتحقيق انتصار, لان المقاومة أصبحت ثقافة شعب لا يعرف الهزيمة, وقد اعترف خبراء عسكريون صهاينة ان الاحتلال لا يستطيع حسم معركة بانتصار في قطاع غزة, وان غزة باتت عصية على الاحتلال, واصبح الدخول البري لقطاع غزة مستحيلا حسب تقديرات المؤسسات العسكرية الصهيونية, لان الاحتلال قد يتكبد خلاله خسائر بشرية كبيرة, «إسرائيل» تبحث عن لقطة تخدع العالم بها انها حققت انتصاراً, وانها لا زالت قوية, وان التطبيع معها وإقامة تحالفات يمثل نقطة تحول للدول المطبعة وانتعاشة سياسية واقتصادية وعسكرية, واستطاعت ان تخدع بعض أنظمة التطبيع العربية بهذا, وسوقته على انه انتصار كبير لها, لكنها في نفس الوقت لم تستطع ان تقنع أي مواطن عربي بأنها ليست عدواً, لان العداء لإسرائيل هو عداء فطري لدى العربي, فهي تحتل ارض عربية وتدنس المقدسات, وتقتل العرب, وتفرض قوانينها العنصرية على الجميع واطماعها في المنطقة بلا حدود.
بات من الواضح ان «إسرائيل» لم تعد البقرة المقدسة لدول العالم وهناك شواهد تدل على ذلك فقد تحول اجتماع دبلوماسي جمع سفراء أوروبيين ومسؤولة إسرائيلية إلى أزمة بعد أن انفجرت المسؤولة في وجه الدبلوماسيين ووبّختهم بعد أن أبدوا اعتراضهم على الخطط الإسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. إذ أبدى الوفد الذي تقوده بريطانيا مخاوفه لمسؤولة وزارة الخارجية عليزا بن نون إزاء بناء مستوطنات في القدس الشرقية المحتلة وفي المنطقة E1 بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم. وبحسب موقع Walla، أُعرب عن هذه المخاوف أيضاً في رسالة رسمية إلى عليزا، سفيرة «إسرائيل» السابقة في فرنسا التي تشغل الآن منصب مديرة إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية، التي ردت من جانبها بمهاجمة الدبلوماسيين. حيث انفجرت المسؤولة الإسرائيلية في وجه الدبلوماسيين قائلة: «بعد كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية الجديدة للفلسطينيين، تأتون إلى هنا لتعترضوا؟». كما قالت لهم: «أنتم تزعجونني»، ورفضت الحديث عن النقاط التي أثارها دبلوماسيون وسفراء من 16 دولة أوروبية. من جانبهم، قال الأوروبيون إن الاجتماع انهار وانتهى بـ «أزمة كبيرة»، يأتي هذا الحادث في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت تحسين العلاقات مع حلفائها الأوروبيين، التي كانت قد توترت في عهد رئيس الوزراء الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو, وما كان يجرؤ الأوروبيون على انتقاد سياسة حكومة الاحتلال بحدة الا بعد ان لمسوا جموداً في علاقة الإدارة الامريكية «بإسرائيل» وتراجع صورة إسرائيل الكاذبة امامهم بعد اخفاقاتها المتتالية في غزة.