غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

رمضان شلح القائد المفكر الفذ الحاضر رغم الغياب

الأمين العام السابق د. رمضان شلح.jpg
كتب: ثائر حلاحلة

رمضان شلح الدكتور والمفكر والقائد والمؤسس والعروبي لم يكن مجرد زعيم او امين عام لحركة مقاومه اسمها حركة الجهاد الاسلامي بل شكل الراحل صوتا وتيارا اسلاميا وعربيا وقوميا ومثل النموذج للقائد المجتهد الواسع المعرفة والثقافة والوعي بحقيقة المعركة الدائرة حول مصير الأمة كل الأمة بكل تياراتها واطيافها والوانها الفكرية والسياسية.

عندما رحل القائد رمضان عبدالله شلح كنت على كرسي التحقيق في سجن عسقلان فجاءني احد المحققين الصهاينة ليبلغني ان رمضان شلح زعيم الجهاد الاسلامي توفي, وقد كان مبسوط وسعيدا بهذه الوفاة وقال لي بالحرف هل انت حزين على رحيله, اجبت لا أعرف هذا الشخص الا من خلال الإعلام, ولكن اكيد كما قرأت عنه انه كان صاحب مشروع ورؤيا, فرد على اي مشروع, انه مشروع الموت والقتل لدولة الكيان, انه كان كما ادعى( إرهابيا) دعم كثير من( الإرهابيين) انه ايديه ملطخه ( بالدم اليهودي), وعندما أبلغني عن رحيل المجاهد رمضان شلح كان يضحك وهو يقرء عنه انه من مواليد الشجاعية وانه درس في مصر, ثم عمل بالتدريس في الجامعة الإسلامية بغزة, ثم ذهب لدارسة الاقتصاد في أمريكا وأوروبا, وانه تسلم قيادة الجهاد الإسلامي بعد الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي وانه يتحدث اللغة الانجليزية والعبرية بطلاقة ويهتم بالأدب والشعر وغيرها من المعلومات وقال خساره ولم اعقب على كلامه.

رمضان شلح له اسلوبه المميز في الحديث، له  القدرة على استخدام ادق العبارات والمصطلحات التي تحدث تأثيرا في النفس, يكتب بعمق وبدراية, مطلع ليس ارتجاليا, قليلا ما كان يتحدث وهو يحمل ورقه الا عندما يكون ضرورة لذلك, وهو خطيب مفوه كان يقف في الثمانيات على مصطبة صبرا وشاتيلا في باحات المسجد الأقصى عندما كان ينظم برفقة الشهيد فتحي الشقاقي رحلات لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.

رمضان شلح الحاضر في كل لحظة ومرحلة من مراحل النقاش الأول والفكري في مصر والإعداد لتأسيس حركة وتيار ثوري إسلامي مقاوم تكلل لظهور حركة الجهاد الإسلامي التي أصبحت في عهده رقما صعبا لا يمكن تجاوزه او تخطيه، ولها دور وحضور نضالي وانساني واجتماعي وسياسي، إرث وجهد القائد الراحل رمضان شلح مكمل لجهد وجهاد وعمل المؤسس فتحي الشقاقي.

وشعرت الجهاد وقواعدها وانصارها وحتى من يلتقي مع خط ومواقف الجهاد إنهم خسروا رجل كبير ومؤثر وذو مكانة وتقدير وطني وعربي وقومي واسلامي وهذا ما ظهر عندما أعلن عن وفاته ورحيله لقد أفجع الكثيرون، ولكن نحن نؤمن بالقدر ولا نقول الا ما يرضى الله، فربما رحيله كان قاسيا ولكن خلفه كان على نهج من سبقه.

رمضان شلح كما وصف لي يوما احذ الاعلامين في حرب ٢٠١٤م عندما التقى بالراحل رمضان شلح ومعه عديد زملائه الاعلاميين قال كان اللقاء بمكتب صغير وكان يقوم بتقشير حبات البرتقال لهم وعن تواضعه ودماثته وعن جماله وحضوره وعمقه ووعيه، هكذا هم العظماء يرحلون ويتركون الأثر النفسي والمعنوي والنضالي، وتبقى اثارهم وارثهم في وجدان كل الثوريون المؤمنون بعدالة قضيتهم واحقيتهم بالحرية والعودة والتحرير رحم الله رمضان الكلمة، رحم الله رمضان الشخص، رحم الله رمضان أمينا ومفكرا وقائدا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".