خالد صادق
قبل أيام قليلة اقدم الاحتلال الصهيوني على جريمة بشعه بتصفية واغتيال الرجل المسن ابن الثمانين عاما عمر عبد الجليل أسعد, جراء احتجازه وتكبيله والاعتداء عليه من قبل قوات جيش الاحتلال الصهيوني في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة, ومرت هذه الجريمة كغيرها من الجرائم البشعة دون ان يردع الاحتلال رادع او يتعرض للمساءلة , على العكس تماما فما حدث هو زيادة في وتيرة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني, ولقاء جمع مدير المخابرات الفلسطيني ماجد فرج مع وزير الخارجية الصهيوني المجرم يائير لابيد, وسبقه لقاء رئيس السلطة محمود عباس بوزير الحرب بيني غانتس وبحضور وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ الذي قال بعد لقاء عباس بغانتس: نسعى لصنع التاريخ مع الحكومة الإسرائيلية ومنع الوضع من التدهور. ووصف الشيخ، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في ضواحي تل أبيب بـ «لقاء الأبطال»، وأضاف: «في النهاية، فقط الأبطال هم من يصنعون السلام. الشخص الذي يؤمن بالسلام يجب أن يكون شجاعا، وعلينا أن نقاتل من أجل ذلك حتى اللحظة الأخيرة»، لافتا إلى أن زيارة محمود عباس لمنزل غانتس «خطوة شجاعة ومهمة». ولفت الشيخ إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني حملت رسائل تحذيرية أيضا، فهو «لا يريدنا أن نصطدم بحائط في النهاية. قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لمنع الوضع من التدهور، وفي حال تدهوره، سيكون من الصعب جدا العودة إلى الوراء», وها هو لقاء الابطال كما وصفه حسين الشيخ ينتهي بجريمة بشعة أخرى بفضل اللقاء والتنسيق الأمني.
فبالأمس أعلنت وزارة الصحة برام الله، عن استشهاد المسن سليمان الهذالين 76 عاما متأثراً بجراحه الخطرة التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير جنوب الخليل بعد دهسه بمركبة تابعة لقوات جيش الاحتلال الصهيوني. وقالت الصحة ان المسن الهذالين أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج، إلى حين اعلن عن استشهاده صباح اليوم, ويبدو ان نتائج لقاء عباس وغانتس جاءت سريعة, واسرع بكثير مما كنا نتوقع, فالقتل اسهل وسيلة للاحتلال للرد على لقاءات السلطة, وسياسة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بمثابة نهج ينتهجه الاحتلال الصهيوني بشكل ممنهج, وطالما ان المفاوضات بين رئيس السلطة وحسين الشيخ وماجد فرجي «ثلاثي التنسيق» لا تتطرق الى جرائم القتل التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني فان إسرائيل لن تتحرج في استهداف المزيد من الفلسطينيين كبار السن او صغار السن او الفتيان والشبان فكل من هو فلسطيني يبقى عرضة للقتل فالفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت وفق رؤية بيني غانتس ولابيد وبينت وشاكيد, ورغم ذلك يحظون بقبول لدى ثلاثي التنسيق الأمني لانهم الضامن لاستمرار سطوتهم وتسلطهم وقهرهم لشعبهم, فكل جريمة الشيخ سليمان الهذالين التي ارتكبها انه منغرس فوق ارضه, يقف ليتصدى لقطعان المستوطنين الذين يحاولون سرقتها والاستيلاء عليها, ولطالما شاهدناه على شاشات التلفاز وهو يتصدى للصوص الاحتلال وجنوده بصدره وكفيه العاريتين, فتربصوا به حتى قتلوه دهسا دون وازع او رادع, وظنوا ان امر الاستيلاء على ارضه سيسهل عليهم, ولكن الشهيد الشيخ خلف وراءه أبناء واحفاداً.
الحقيقة انني لا أدرى انعكاس مشهد قتل الشهيد الشيخ سليمان الهذالين كيف سيكون على وجه ثلاثي التنسيق الأمني «عباس والشيخ وفرج», فالتنسيق يبدو انه يأتي في سياق مخطط استباحة الدم الفلسطيني فها هو الاحتلال الصهيوني يرتكب جريمة أخرى باستشهاد شاب فلسطيني متأثراً بجراحه بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال على مفرق مستوطنة عصيون جنوب بيت لحم، حيث اصيب الشاب برأسه، وقد منعت قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف للمصاب لنقله للمشفى, لكن التنسيق الأمني لا يشمل نقل المصاب الى أي مشفى بعد استشهاده تمام, وسحب جثمانه واحتجازه والمساومة عليه فيما بعد, فطبيعة اللقاءات بين ثلاثي التنسيق الأمني والاحتلال تأخذ وجها واحدا, هو كيفية قتل الفلسطينيين وملاحقتهم وتصفيتهم واعتقالهم, ومنع اندلاع انتفاضة شعبية في الضفة المحتلة, ومنع العمليات الفدائية والسيطرة على الشارع الفلسطيني تماما, وذلك كله في مقابل السماح باستمرار السلطة, والسماح بتدفق الأموال اليها, ومنح رجالتها حرية الحركة والتنقل داخليا وخارجيا, حركة الجهاد الإسلامي دعت في بيان صحفي جماهير شعبنا للعمل على تصعيد المواجهة مع هذا الاحتلال في كل بقعة من أرضنا، واستمرار الهبات الشعبية، ومساندة أهلنا ودعم صمودهم للجم الاحتلال وصد أطماعه الاستيطانية. وشددت الحركة، أن فلسطين ستبقى حرة عربية، ولن يرهبنا بطش الاحتلال، وسنبقى الأوفياء والأمناء على هذه الأرض، حتى الخلاص ودحر الاحتلال عن كل فلسطين التاريخية، والشعب الفلسطيني عودنا دائما على قيادة المرحبة النضالية بوعي كبير وبمسؤولية عالية، والواجب يحتم علينا الاستعداد للمواجهة.