غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حالة إرباك غير مسبوقة

خبير عسكري يتحدث لـ"شمس نيوز" عن مؤشرات خطيرة تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي

جيش الاحتلال
شمس نيوز - محمد الخطيب

أكد الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن تغيير قادة الألوية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحادثة مقتل الضابطين في الأغوار، تعكس حالة التفكك المجتمعي في "إسرائيل"، وضعف الإيمان بهذه الهوية غير الحقيقة.

وقال العقاد لـ "شمس نيوز": لا يمكن أن يجمع هؤلاء الجنود أي رابط، ولا يمكن أن يؤلَف بينهم بهوية مشتركة، ما يعكس حالة الخلاف بينهم، مستدركًا بالقول: إن رابطًا واحدًا يجمعهم وهو العداء للشعب الفلسطيني، وسلب ما تبقى للفلسطينيين.

وأضاف "عندما غاب المؤسسون لهذا الكيان أصبحوا بدون إرث حقيقي، بعد أن خلفهم الذي جيء بهم كمنتفعين ليس أكثر، لا يعرفون هوية، ولا يؤمنون بأي شيء من برامج المشروع الصهيوني الذي قام عليه كيان الاحتلال".

وعن سرقة العتاد العسكري بشكل كبير ومتكرر في القواعد العسكرية، أوضح العقاد أن التسرب الكبير من القواعد، وسرقة العتاد تعكس حالة انعدام الثقة والقناعة والانتماء لهذا الجيش، لاسيما انتشار حالة الانتحار، وازدياد وتيرتها، خاصة في القوات البرية.

وأشار إلى، أن هذه التجاوزات الخطيرة داخل الجيش تدل على تفككه وتحلله قيمياً، وهو لم يكن ذا قيمة من قبل، وهذه مقدمات أساسية لتحلله، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي في هذا الكيان يعتبر جوهراً، وليس سياج حماية، فتحلله وانتزاع ثقة الشارع الصهيوني له توحي بمؤشرات خطيرة جداً.

وتابع العقاد "في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد معركة سيف القدس، انخفضت ثقة الشارع الإسرائيلي بجيشه حوالي 13 نقطة، وأصبح ينظر إلى جيشه بأنه لم يعد مبادراً لمواجهة الأخطار، ما يعني أن هذا الجيش ما عاد يحمي الجبهة الداخلية بقدر ما يحتمي بها".

وبين العقاد أن التغييرات التي شهدها جيش الاحتلال تدل على حالة الإرباك، خاصة بعد قتل الضابطين في الأغوار على يد رفيقهم؛ إذ لم تكن نيرانًا خاطئة بل كانت إشكالية قد وقعت بينهم، مضيفاً "شهدنا عراكاً بالأيدي والعصي، وشجارًا كبيرًا حصل بين جنود الاحتلال خلّف عدداً من الإصابات".

وذكر أن "الشكناز" ينظرون إلى من دونهم داخل جيش الاحتلال على أنهم ليسوا بمستوى أن يكونوا منتفعين من هذه الدولة، على اعتبار أنهم من قدموا وخدموا لدولة "إسرائيل"؛ إذ يوجد تناقض كبير في الهوية الصهيونية، ولم يُحدد من هو الصهيوني واليهودي، إذ سيوقعهم ذلك في إشكالية كبيرة، فالمكونات الدينية للمجتمع الصهيوني متناقضة، الأمر الذي يدل على أن هذا الكيان قائم بلا دستور.

وعن ازدياد حالات الانتحار في الآونة الأخيرة داخل القواعد العسكرية، أرجع العقاد السبب الرئيس والأساسي إلى أن هذا الجيش لم يعد ينتصر عندما يواجه مواجهة حقيقية، وأن صورة الهزيمة تجلب له العار وتعريه أمام مجتمعه، الذي كان ينظر للجندي نظرة إعجاب وبعين التقدير، ولكن الآن ما عادت البزة العسكرية التي ترتدى محل تقدير في الشارع "الإسرائيلي".

وأكد أن انعدام الثقة بين الجندي والجبهة الداخلية في الكيان تنعكس سلباً على نفسية الجنود، الذين يُدفع بهم إلى المعارك وهم يعرفون أنهم لن يستطيعوا الرجوع بانتصار أمام كيانهم، لاسيما أن هناك ملفات خطيرة جداً تكلم بها الاستراتيجيون من الصهاينة، مثل السلاح الكاسر للتوازن الذي تمتلكه المقاومة في جنوب لبنان وقطاع غزة، واستراتيجيات وتكتيكات قتالية؛ إذ لم يعد جيش الاحتلال مبادراً لمواجهة هذه الأخطار؛ بل بات متلقياً لها.

وأكمل: "هذا ما يقنع الشارع الإسرائيلي أن جيشه لم يعد منتصراً، وإنما يحتمي به، ويقدمهم قرابين في معارك فاشلة لا ينتصر فيها".

وختم العقاد بالقول: تنعكس هذه الهزائم على نفسية الجنود الإسرائيليين؛ لذلك يضطرون لوضع حد لحياتهم؛ حتى لا تلاحقهم الخيبة والمعرة؛ جراء عملياتهم الفاشلة منقذين أنفسهم بالانتحار.