لا تزال الامارات العربية المتحدة غارقة في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني الى حد بعيد, وكل يوم تفاجئنا الامارات بخطوة تطبيعية جديدة مع هذا الكيان الصهيوني البغيض, آخرها ما وصفته الصحافة العبرية بالحدث التاريخي والذي استضافت فيه الامارت ما يسمى برئيس دولة الكيان الصهيوني اسحق هرتزوغ في زيارة هي الأولى من نوعها سعيا إلى تعزيز العلاقات مع منطقة الخليج في وقت يتصاعد فيه التوتر على الصعيد الإقليمي فيما تحاول القوى العالمية إحياء الاتفاق النووي مع إيران حسب مكتب الرئيس الصهيوني إسحق هرتزوغ, والذي يعتبر ان الموقف الاماراتي متقدم عن مواقف الدول الاوربية لصالح «إسرائيل», وهى تبتغي من وراء هذا التطبيع الى انشاء تحالف إقليمي في المنطقة تقوده «إسرائيل» ويشكل لها حماية مما اسمته «بالخطر الإيراني» ويدفع نحو فك عزلتها والانفتاح الاقتصادي على الدول العربية, وتغيير مفاهيم العلاقة مع «إسرائيل» من خلال تغيير الثقافات والمناهج التعليمية وإعادة برمجة العقول بما يسمح بتقبل «إسرائيل» والتعايش معها بمنطق السادة والعبيد, الصحف العبرية قالت ان الزيارة جاءت بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، ويتضمن برنامج الزيارة جولة في معرض إكسبو دبي، إضافة إلى اجتماعات رسمية مع «بن زايد»، ووزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وممثلي الجالية اليهودية في الامارات. وأفادت الصحف العبرية بأن الطائرة التي أقلت هرتزوغ وزوجته، قد مرت عبر الأجواء السعودية، كي تثبت السعودية انها ماضية نحو التطبيع.
وفيما استنكرت حركة المقاومة الإسلامية « حماس» استقبال الإمارات لرئيس الكيان الصهيوني على أراضيها، اكدت رفضها لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وقادة كيانه المزعوم. وقالت حركة حماس في بيان لها أمس الأحد إن استقبال قادة العدو في عواصمنا العربية والإسلامية مكافأة للاحتلال، وتشجيع على جرائمه بحق شعبنا، وأضافت أنه من المؤسف أن تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الهجمة الاحتلالية على شعبنا بالقتل والاعتقال حتى صبيحة هذا اليوم، وزيادة سياسة التطهير العرقي كما يحدث لأهلنا في القدس، ومواصلة السياسة الاستيطانية في الضفة، وحصار قطاع غزة، ومواصلة التنكيل بالأسرى. ونوهت حماس بأن هذه الزيارات التطبيعية مع الاحتلال من شأنها أن تشجع الاحتلال على مواصلة وتصعيد عدوانه على شعبنا وتنكره لحقوقه، وهو ما حصل منذ انطلاق مسار التطبيع, ودعت الحركة إلى التراجع الكامل عن مسار التطبيع الذي لا يخدم إلا المصالح الصهيونية في المنطقة، ويتعارض مع المصالح الوطنية للدول والشعوب العربية والإسلامية, لكن الامارات تتجاهل حتى مجرد الرد على الفصائل الفلسطينية, وتمضي غارقة في مستنقع التطبيع القذر ولا تأبه بالمواقف الفلسطينية وقد تجردت من انتمائها للمواقف العربية تماما والتي تحفظ للفلسطينيين حقوقهم في ارضهم ومقدساتهم والتمسك بثوابتهم الوطنية بإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, وحق العودة للاجئين الفلسطينيين, وحق تقرير المصير ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة, الامارات اختارت ان تتحالف مع الكيان الصهيوني ضاربة بعرض الحائط حقوق الشعب الفلسطيني وتنكرت له بشدة.
الامارات تتعامل مع «إسرائيل» بمنطق السادة والعبيد, فهي ترى في «إسرائيل» السيد الذي يستطيع ان يحميها من الاخطار الداخلية والخارجية, ويحفظها من صواريخ الحوثيين, ويحميها من «ايران» التي ترى الامارات ان لها أطماعاً في المنطقة ولديها اجندة خارجية كما يزعمون, لقد تحللت القيادة الإماراتية ممثلة بآل نهيان من ابسط القواعد الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني, وارادت ان تؤمن نفسها على حساب حقوق الفلسطينيين, وذلك بالتناغم مع ما تسمى بدولة الكيان الصهيوني, وانتهجت في سبيل ذلك طرقاً عدة لتثبت ولاءها لإسرائيل وقناعتها بالرؤية الامريكية للصراع في الشرق الأوسط, وتبنت الامارات ما تسمى بصفقة القرن, وعملت على الترويج لما يسمى «بالديانة الابراهيمية» واقامت على ارضها المعابد والكنس وسمحت للقتلة المجرمين الصهاينة بالولوج الى هذه الأرض العربية والتي لا يقبل شعبها العظيم التعايش والتعامل مع الكيان الصهيوني, وان كان الصوت الاماراتي مكبوتا اليوم, فان الانعتاق من العبودية والتسلط والقهر هو دائما هدف للشعوب الحرة التي ترفض ان يملى عليها ما يتناقض مع فطرتها وقناعتها, و «إسرائيل» ستبقى دائما عدواً للامة العربية والإسلامية, ولو اقامت علاقات مع كل الأنظمة العربية في المنطقة, فان الشعوب لن تقبلها, ولن تتعامل معها الا بمنطق واحد وهو انها عدو للامة العربية والإسلامية, وعدو سفاك دماء وقاتل للأبرياء, ومغتصب للأرض, ومنتهك للعرض, ومدنس لحرمة المقدسات, وله أطماع في المنطقة العربية لا يمكن تجاهلها, وان اليهود هم قتلة الأنبياء ولا يحفظون عهدا ولا ميثاقاً, وان زوالهم هو حتمية قرآنية بشرنا بها المولى عز وجل في سورة الاسراء «فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا».