صحيح ان ابناء الطبقة البرجوازية أي الأثرياء الأغنياء أصحاب الشركات والعقارات وأبناء الذوات لا يفكرون في العمل الوطني والثوري والجهادي بشكل كبير، ولا ينخرط أبنائهم في ذلك وإذا حصل ذلك يكون استثناء، وليس أصل والذين يعيشون حياة كلها ترف ورفاهية وسفر وحشم َخدم قلة منهم يكون له صلة بالنضال والكفاح.
ماهر الهشلمون الذي اعتقل في اعتقاله الأول وهو شبلا صغيرا برفقة الأسير المجاهد مؤيد محمد بريوش، نجل القيادي والمؤسس في الجهاد الاسلامي والمبعد لمرج الزهور الشيخ محمد بريوش من بلدة بيت كاحل غرب الخليل المحتلة.
هذان الشابان في الأسر كانا أكثر أبناء الجهاد الإسلامي في سجن التزاما وأخلاقا وقد حفظا القرآن الكريم وتعلما اللغة العبري والرسم والرياضة وعملا في العمل الإداري والتنظيمي في السجن، في صفوف لجان أسرى الجهاد الاسلامي بعد أربع سنوات من الاعتقال لهما أفرج عنهما وقد بعدها مؤيد للسجن أكثر من مرة في الاعتقال الإداري، وكان ممثلا للأسرى الجهاد الإسلامي أمام إدارة السجون في أكثر من مره وقد أكمل رسالة الماجستير في العلوم السياسية ودبلوم لغة العبري وأصبح مدربا رياضيا في لعبة التكوندو.
ولكن ماهر بعد خروجه من السجن في عام 2007م بدء ماهر الهشلمون حياة مغايرة في العمل والسفر، وتعلم السباحة والزواج والاستقرار وبناء أسرته فتزوج من بهية النتشه، وانجبت له طفلان عبادة ولكن أكثر من 10سنوات من الحرية والافراج يعود ماهر للعمل الفدائي وللنضال والكفاح والكل، ظن أن ماهر الهشلمون ترك وطنه وطنيته وتخلى عن حبه للأقصى وللمسجد الأقصى وفلسطين، ماهر الهشلمون خبر عاجل على القنوات العبرية ينفذ عملية قرب مستعمرة اليعازر القريبة من مجمع غوش عتصيون الإحتلالي الاستيطاني.
كنت في سجن النقب الصحراوي في قلعة الآبار أو قلعة الخيام في قسم 3وفي خيمة 3 فتحت على القناة العبرية الثانية، وقد كان يتحدث المراسل والمختص والكاتب الصهيوني في الشأن الفلسطيني يهودا يعاري يتحدث عن منفذ العملية ماهر الهشلمون الذي كان عضوا في الجهاد الإسلامي وقد عرض صوراً لماهر وهو على أحد الشواطئ في تركيا، ويتسأل الصحفي الصهيوني الذي يدفع شخص كماهر الهشلمون ان يعود للعمل العسكري رغم أنه يعيش حياة هادئة مستقره فكان جوابه المسجد الأقصى الذي هو عقيدة بالنسبة لهؤلاء الشباب.
فماهر بعد اعتقاله الأخير أغلق بيته الجديد وشقته الجديدة ولكنه عندما التقيت به في أحد زنازنن الانتظار، في سجن عوفر وقد كان بتنظر الحكم المؤبد سألته سؤالا أخي ماهر أنت لك سنوات بعيد ولا تشارك ولم نراك منذ 10سنوات قتل لي وبثقة عالية وكبيرة وإيمان، ومن دون تردد (عندما مس الأقصى لا مجال إلا أن تشارك وتستشهد وتسجن ويهدم بيتك فقمت بالعملية من مالي الشخصي حبا وكرامة لله وللمسجد الأقصي وإنني على ثقة بالله بالحرية القريبة ولم يطول اعتقالي بإذن الله).
اليوم ماهر الهشلمون أكمل مسيرته النضالية والجهادية في السجون وأضحى رمزا وعنوانا من عناوين الجهاد والمقاومة حصل على السند في القرآن الكريم، الموصول للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم أصبح مسؤولا الدائرة الثقافية والبرامج التوعوية والتثقيفية وعضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، وحصل على درجة الماجستير مرتين ويدرس في الجانب الشرعي والأكاديمي والحركي في السجون ومشرف على برنامج تحفيظ القرآن او أجزاء منه.
اليوم لو سألت أبو عبادة الأسير ماهر الهشلمون هل نادما على ما فعلت وقمت واعتقلت لقال كما قال لي في السجن، لست نادما لأني قمت بذلك قربة لله وللوطن وللأقصى.
أبو عبادة يتملك كتلة كبيرة من الإيمان والرضى والاستسلام والقناعة والإرادة الصلبة والَمعنوية العالية كأنه لم يعتقل، وليس معتقل مبتسم دوما المقبول الذي يحل الاشكاليات الداخلية الذي يحاور الفصائل ويتحاَور مع إدارة السجون من أجل حقوق إخوانه صحيح هو قائد في الجهاد الإسلامي ولكنه تراه محبوبا في حماس ولدى أسرى فتح والشعبية والديمقراطية.
ماهر أبو عبادة المرح الجميل الصوت والمظهر والهندم والخط والفكر والواعي المشتعل، بالثورة والمقاومة محافظا على اشتعاله يومه مملوء لا يؤمن بالفراغ يحارب الجهل والتعصب والحزبية المقيته.
ماهر الهشلمون القائم لليل المتنفل في الصايم الكريم المحب، والمخلص بكل فوه لزوجته والعاشق لأبنائه.
ماهر الذي يبني آمالاً كبيرة وعظيمة على جهود ودور المقاومة بكل أجنحتها على تحرير الأسرى والمسرى ويرى الحرية قريبة جدا وجدا (يقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).
الحرية للأسير ماهر الهشلمون
الحرية لماهر وكريم يونس والطوس ونائل البرغوثي وناصر أبو حميد وكل المناضلين
الحرية لفلسطين ومناضليها