لولا الخيال لما أصبح الواقع كما هو عليه، ويبدو ان معظم المخترعين والنابغين قد استغرقوا في الخيال حتى تحول خيالهم على أرض الواقع إلى اختراعات وإنجازات أفادت البشرية، ولذلك فقد تشتكي الأم من ابنها المراهق تحديداً لأنه غارق في الخيال، وقد تشتكي أن ابنتها المراهقة تحلم وهي مستيقظة، ولذلك فالأم تواجه مشكلة أحلام اليقظة لدى المراهقين في بيتها، وقد تكون هذه الأحلام أو هذه الظاهرة مفيدة وقد تكون ضارة .
ما هي أحلام اليقظة؟
عَرّف معجم المعاني أحلام اليقظة على أنّها الاسترسال في التأمُّل الخيالي بالرؤى أثناء اليقظة.
وتعد من الوسائل النفسية التكيُّفية لعيش التجارب التي لم يتم المرور بها أو الأحداث مستحيلة الوقوع، والعيش بها كأنّها قد تحققت.
فوائد أحلام اليقظة للمراهق
يرى المراهق أن أحلام اليقظة هي الطريقة التي تساعده على العثور على بعض العناصر التي تُضفي بعض الإثارة على التجارب والأحداث المُملّة في حياته خاصة أن من سمة المراهق أنه دائم الشعور بالملل.
تعد أحلام اليقظة أحد أهم الأبواب الفنية الأصيلة والمهمة؛ إذ تظهر من خلالها قدرات الفنان والكاتب أو الشاعر والتي تظهر مبكراً وفي مرحلة المراهقة خصوصاً يلجأ المراهق إليها كوسيلة للتعبير عن عواطفه التي يخجل البوح بها.
تعد أحلام اليقظة لدى المراهق من الأدوات التلقائية لعملية التعلم والتخطيط المستقبلي في حال لم تتجاوز حدودها.
تساعد أحلام اليقظة المراهق على تجاوز محاولاته لاستعراض الأحداث المستقبلية من خلال التجارب والخبرات السابقة؛ بحيث يُعطَى الفرد الفرصة لاختيار أفضل البدائل، والتوجه إلى الاحتمالات والاستجابات الأكثر فائدة وإيجابية من خلالها.
أحلام اليقظة بالنسبة للإنسان عموماً هي الأرض الخصبة للأفكار الإبداعية المبتكرة، وقد تكون متطلباً ضرورياً لبعض أنواع الابتكار، مما يعني أن أحلام المراهق قد تكون طريقه ليصبح نجماً.
كيف توجه الأم أحلام اليقظة لدى ابنها المراهق؟
يجب على الأم أن تعرف تماماً أن هذه مرحلة عادية وهامة في نفس الوقت في حياة المراهق سرعان ما يتجاوزها.
ويجب على الأم أن تلاحظ أعراض أحلام اليقظة وفي حال وجود مبالغة فيها وتأثيرها على نشاط الابن المراهق فيجب أن تقدم له الدعم النفسي على الفور.
هناك بعض المراهقين الذين تزداد لديهم أحلام اليقظة بسبب نقص بعض العناصر الغذائية، وسوء النمط الغذائي الذي يتبعونه، فنقص الحديد قد يؤدي لهلوسات سمعية وبصرية تختلط مع أحلام اليقظة، وتنعكس على نفسية المراهق بشكل سلبي.
ويجب أن تعرف الأم أن استخدام ابنها منذ صغره للخيال هو بداية التفكير المجرد لديه، فهي تلاحظ عليه منذ الصغر أنه قد يتخيل قصراً فخماً من كومة من الرمل، ولولا هذا الخيال لما استطاع أن يتعلم ويجب عليها أن تعرف أن التوجيه الصحيح هو مفتاح تجاوز الأحلام المبالغ بها.
يجب على الأم أن تستمع لأحلام ابنها أو ابنتها دون سخرية وملاحظة أي خطورة فيها قد تشكل ميولاً غير طبيعية لديه مثل العدوانية والاكتئاب.
يجب على الأم أن تعرف أن الخيال بالنسبة للطفل وفي سن مبكرة هو بمثابة تمكين له يساعده على بناء ثقته في نفسه وبالتالي التقدم والتطور في مقدراته وإمكاناته، وفي سن مبكرة يمكن أن تقدم له الأم المكعبات لكي يقوم من خلالها ببناء منزل أو تركيب سيارة، فهذا التصرف يساعد في منحه شعوراً بأنه قادر على التطور وبأن لديه دوراً فعالاً في الأسرة.
