"نَثَرَ الفكر الجميل سلوكاً رائعاً.. تَرجَمَ الانتماء فعلاً مباركاً.. نشر الوعي عملاً مقاوماً.. صَدَقَ الإيمان بالعملِ الثوريِ.. سارَ مبشراً بالجميلِ وعشقَ الأرضَ ولعشقها شاب الشعر وما شاب حب الوطن في قلبه يوما.. نعى كل درب لا يوصل لدرب الخلود والفخر والمجد التليد.. حفظ الوصايا والعهد الذي قطعه مع الأمناء الراحلين.. وسار على درب من وضع تل أبيب تحت القصف.. وختم الحب حباً بعد أن ترك الباب للباحثين عن العشق الجميل".. ذاك هو الشيخ محمد جردات أحد أبرز مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في جنين.
الشيخ محمد جردات.. ذاك الرجلُ الذي لم يكل ولم يمل من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتحمل في سبيل ذلك الكثير الكثير من الصعاب والتحديات، ولاقى من صنوف العذاب ما تخرُ منه الجبال، إلا أنَّ ذلك ما كان ليفت في عضد الرجل المجاهد العنيد.
سطع نجم الشيخ جرادات منذ الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة عام 1987م، إذ قاد العمل والفعاليات الجماهيرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل على إثر ذلك في سجون الاحتلال.
وفي انتفاضة الأقصى 2000م، كان الشيخ بمثابة المعلم، إذ تتلمذ على يديه عشرات القادة والمجاهدين من أبناء الحركة الذين كان لهم دور بارز في مقاومة ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي.
وتعرض الشيخ المؤسس محمد جرادات للإصابة أثناء مطاردته في جبال السيلة الحارثية، وخضع لتحقيق قاس وعنيف في مراكز التحقيق المركزية على أيدي المحققين الصهاينة، وأمضى في سجون الاحتلال، ما يقارب 12 عاماً على عدة فترات، وكانت قوات الاحتلال تعيد اعتقاله، من أجل كسر إرادته الصلبة.
وينحدر الشيخ المجاهد الكبير من بلدة "السيلة الحارثية" غرب مدينة جنين المحتلة، التي برزت كأحد أهم معاقل الجهاد الاسلامي في فلسطين، فخرَّجت قافلة من الشهداء في مقدمتهم القادة صالح وسليمان ونعمان ومهدي طحاينة، وحسام وفادي وصالح جرادات وأحمد وعلاء زيود، والاستشهاديين عبد الكريم طحاينة، وسامر شواهنة وراغب وهنادي جرادات.
كما قدمت قافلة ممتدة وعظيمة من الأسرى الأحرار، على رأسهم المجاهد الكبير رائد السعدي عميد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون، بالإضافة لصاحب أعلى حكم في أسرى الجهاد القائد المهندس أنس جردات (35 مؤبداً)، والقائد الكبير سامي جرادات الذي يقضي حكماً (23 مؤبداً).
ويعتبر الشيخ "أبو أحمد"، من أبرز رواد العمل الإسلامي، فهو يحفظ القراَن الكريم غيباً منذ صباه، وهو خطيب وإمام مسجد الشهيد فتحي الشقاقي في "السيلة الحارثية".
والشيخ أبو أحمد واحد من المؤسسين التاريخيين لحركة الجهاد الإسلامي في السيلة ومدينة جنين والضفة المحتلة، حيث كان يمتاز بأنه متكلم مفوه وبارع، وصاحب النهج الأصيل.
وأمضى في سجون الاحتلال، ما يقارب 12 عاماً على عدة فترات، وكانت قوات الاحتلال تعيد اعتقاله، من أجل كسر إرادته الصلبة.
تعرض لمحنة كبيرة، حيث فقد ابنه البكر "أحمد" في حادثة مؤسفة ونزاع عائلي في السيلة، فصعد المنبر خطيباً في يوم الجمعة وأعلن تنازله عن دم ابنه حقناً للدم بين العشيرتين والصلح بين المتنازعين، فكان في موقفه قدوة للناس في الصلح والعفو والخير.
أسس هيئة "السلم الأهلي" التي ضمت وجهاء ومخاتير البلد، للإصلاح بين ذات البين وحقن الدماء، حيث قامت الهيئة بحل عشرات المشاكل العائلية.
ويعتبر الشيخ الجليل "أبو أحمد" صاحب التجربة الجهادية الطويلة، الذي يخضع للتحقيق في سجون الاحتلال الصهيوني، ويهدد بتفجير منزله في السيلة الحارثية.
يشار إلى انَّ الشيخ المجاهد محمد يوسف جرادات اعتقل في أعقاب عملية حومش التي قتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران في 16 ديسمبر 2021.