أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بغزة مبادرة وطنية لمجابهة الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، ولتوعية المستخدمين كافة بخطورة الإدمان الإلكتروني.
وتأتي هذه المبادرة تزامنا مع اليوم العالمي للإنترنت الآمن والذي يحيه العالم في الثامن من فبراير/ شباط من كل عام، وبمبادرة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وباعتماد لجنة متابعة العمل الحكومي.
وجرى تشكيل لجنة الفريق الوطني لمجابهة الإدمان على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية.
وأوضح الناطق الإعلامي باسم الحملة م. علي عكيلة لوكالة "صفا"، أن هذه الحملة انطلقت بالشراكة مع عدة وزارات في قطاع غزة ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة لاتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا".
وذكر عكيلة أن الحملة تهدف لتوعية كافة المستخدمين بخطورة إدمان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وحماية المواطن من مخاطر الاستخدام السلبي للإنترنت وللألعاب الالكترونية، والحرص على مستقبل الشباب وخصوصًا فئة المراهقين الذين يشكلون الفئة الأكثر استخدامًا له.
كما تهدف الحملة إلى تحقيق الأثر المطلوب والايجابي من خدمات الانترنت وتسخيرها في عمليات التنمية المستدامة، والوصول إلى بيئة إلكترونية أكثر أماناً لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية.
وحول كيفية تحقيق أهداف الحملة، بين أنها تعمل على نشر الوعي الالكتروني لدى الآباء والأمهات بهدف خلق بيئة أسرية محمية، وتعزيز دورهم ودور المعلمين وجهات الاختصاص كافة في تحمل المسئولية المجتمعية من خلال إشراكهم في تنمية المفاهيم الصحيحة حول الاستخدام الآمن والمفيد لخدمات الانترنت وللألعاب الالكترونية.
كذلك يسعى القائمون على الحملة تعزيز التعاون المشترك وتكامل الأدوار بين الشركاء في القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز الاستخدام الايجابي للإنترنت.
وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في فلسطين 4.2 ملايين مستخدم في عام 2019، بواقع 3.2 ملايين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتفيد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، بأن 86% من الشباب في العمر 18-29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان؛ 90% في الضفة الغربية و79% في قطاع غزة. و94% من الشباب يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي أو المهني.
مبررات الحملة
ويعزو عكيلة إطلاق الحملة إلى الحرص على مستقبل الشباب، الفئة الأكثر استخدامًا للألعاب الإلكترونية المتنوعة، والانتشار الكبير في نطاق استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الفئات والأعمار وشرائح المجتمع كافة بفضل التحول التكنولوجي وشيوع الأجهزة اللوحية الذكية.
ورصدت العديد من الدراسات الدولية العديد من الآثار السلبية الناجمة عن استخدامات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب، على سبيل المثال لا الحصر "التوحد، العزلة الالكترونية، التفكك الأسري، إدمان الانترنت والألعاب....الخ".
وذكر عكيلة أن سهولة الوصول إلى خدمات الإنترنت، والزيادة المطردة في استخدام الألعاب الإلكترونية يرفع من معدلات الإصابة بأمراض التوحد بين الأطفال، والعزلة الاجتماعية، وأفرز ظواهر اجتماعية جديدة مثل الخرس الزوجي، والتنمر الإلكتروني، والتفكك الأسري نتيجة غياب التواصل الاجتماعي الفعال.
ولا توجد أي إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض التوحد في الأراضي الفلسطينية.
لكن تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن أعدادهم وصلت إلى خمسة آلاف طفل.
في حين بيّنت الأمم المتحدة في تقرير صدر نهاية العام الماضي، أن قرابة 1% من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي قرابة 70 مليون شخصا.
مؤشرات الإدمان على الانترنت
ووفق الناطق باسم الحملة، فإنه يمكن وصف الشخص بأنه مدمن على الانترنت في حال كان لديه ضعف في الرغبة بالاتصال والتواصل مع محيطه الحقيقي كالعائلة والأصدقاء ومجتمع العمل، ووجود علامات الانسحاب، مثل القلق والتوتر العصبي أو الانزعاج أو الحساسية من أي محفز خارجي عندما لا يكون الشخص متصلًا بالإنترنت، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على النفس لفترة التصفح.
كما تُعد المؤشرات الصحية السلبية أحد دلائل إدمان الإنترنت، كقلة النوم والشحوب صباحًا، وآلام العمود الفقري والعينين والأعصاب وتنميل اليدين وآلام أسفل الظهر، وظهور مشكلات في مكان العمل أو المدرسة، والتعلل بالأسباب، عبر البحث عن حجج بشكل دائم لإهمال الواجبات المدرسية أو المنزلية من أجل الجلوس أمام الكمبيوتر وتصفح الإنترنت.
حلول وعلاج
ووفق الحملة، فإنه لابد من الاعتراف بوجود المشكلة أولًا للتخلص من إدمان الإنترنت وإيجاد بديل عنه، بدءًا من تقليل وقت استخدامه ووضع قيود محددة لذلك، وليس انتهاء بممارسة الرياضة أو أي هواية ترفيهية أو زيارة الأقارب، إلى جانب الحصول على الدعم من الأسرة أو الأصدقاء.
ونوّه إلى ضرورة الحرص على تجنب استعمال الحاسوب للأغراض الترفيهية بحذف الألعاب، والابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الويب المُسلية، لمدة شهر أو اثنين.
وبيّن أن الحملة تعتمد على مجموعة من الوسائل والأدوات لتعزيز الوعي الاجتماعي بمخاطر إدمان الإنترنت، كنشرات التوعية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الشركات المزودة للإنترنت، واللقاءات والندوات التثقيفية، وموجات مفتوحة على الإذاعة، وخطبة الجمعة، وأيام دراسية.