غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الاحتلال يسعى لاجهاض ثورتنا

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

القدس على صفيح ساخن وتشهد مواجهات عنيفة بين أهلنا المقدسيين في حي الشيخ جراح وقطعان المستوطنين المقتحمين للحي بحماية شرطة وجنود الاحتلال, والمسجد الأقصى يئن تحت وطأة الاقتحامات اليومية الصهيونية لباحاته, وممارسة قطعان المستوطنين لطقوسهم الدينية في باحات الأقصى وذلك في اعقاب قرار المحكمة الصهيونية بالسماح لليهود بأداء الصلوات الصامتة داخل باحات الأقصى, اما البلدة القديمة فقد تحولت لثكنة عسكرية وملئت بالحواجز وكاميرات المراقبة التي توزع داخل البلدة, ومع تردي الأوضاع الأمنية في القدس والتي اصبحت متوترة للغاية قررت ما تسمى بقيادة شرطة الاحتلال الصهيوني عدم نصب الحواجز الحديدية عند ساحة باب العامود المؤدية للقدس القديمة خلال شهر رمضان المبارك الذي يحل مطلع شهر نيسان المقبل، وذلك خشية من اندلاع الاشتباكات والمواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال مثلما حصل في العام الماضي, وكذلك عدم نصب نقاط التفتيش ومراقبة، وذلك كجزء مما اسمته صحيفة هارتس العبرية «استخلاص العبر والدروس المستفادة من الأحداث والمواجهات التي اندلعت في رمضان الماضي عقب نصب الحواجز, وهى محاولة لتبييض وجه الاحتلال والالتفاف على النشاط الشبابي الفلسطيني في منطقة باب العامود وشارع صلاح الدين، إذ تعد ساحة باب العامود أكثر المجمعات العامة شعبية خلال رمضان، ويمر منها عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوميا بالطريق للقدس القديمة والأقصى ويجلس آلاف الفلسطينيين في الساحة كل مساء، ليحيوا ليالي رمضان بطريقتهم الخاصة، التي تدل على هوية القدس العربية والإسلامية، ما يؤدي للتوتر ولاشتباك مع المستوطنين.

تقديرات الاحتلال وأجهزته الأمنية ان قدوم رمضان من كل عام يعتبر موسما ومناسبة لزيادة عمليات المقاومة وتنفيذ المزيد من الهجمات ضد الصهاينة المحتلين، باعتباره شهر الجهاد والانتصارات ولطالما عانى الاحتلال من زيادة العمليات الفدائية والاستشهادية في شهر رمضان, وكان يستبق ذلك بشن عدوان همجي على قطاع غزة, فملحمة سيف القدس اندلعت في 25 رمضان 1442هجري, وعدوان الاحتلال على غزة في العام 2014م كان في رمضان وابرز العمليات الاستشهادية لفصائل المقاومة الفلسطينية كانت في شهر رمضان, لذلك فان هذا الشهر الكريم يمثل كابوسا لدى الاحتلال الذي يدرك تماما ان الصراع معه هو صراع ديني وحضاري بين تمام الحق الذي يمثله المسلمون, وتمام الباطل الذي يمثله الاحتلال وحلفاؤه, ويبدو ان الاحتلال يحاول احتواء الأوضاع الميدانية داخل الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة وغزة من خلال جملة من الإجراءات التي يمكن من خلالها تجنب المواجهة والتصعيد مع المقاومة الفلسطينية, فقد ذكرت قناة 14 العبرية، أن هناك محاولات لإقناع عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، لتفكيك وإخلاء مكتبه من حي الشيخ جراح بالقدس، ويقوم ما يسمى برئيس بلدية القدس موشيه ليون بالتوسط بين رئيس الوزراء الصهيوني المجرم نفتالي بينيت، وبن غفير لإقناع الأخير بإخلاء مكتبه من الشيخ جراح لمنع أي تدهور أمني, ويسعى الاحتلال لتجنب التصعيد في الضفة بزيادة وتيرة التنسيق الأمني مع السلطة, ويقدم ما اسماه بالتسهيلات لغزة, وهى خطوات شكلية الغرض منها فقط تجنب مواجهة عسكرية قادمة لا محالة في ظل كل هذا التغول الصهيوني على شعبنا الفلسطيني.

كل ما يمارسه الاحتلال من سياسات تبقى المقاومة الفلسطينية قادرة على كشف مراميه ومآلاته, وقادرة على الرد عليه بالأسلوب المناسب, وشهر رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات, وسيبقى يحمل ثورته في داخله ولن يستطيع الاحتلال اجهاضها بأي حال, واعتداءات المستوطنين المتكررة على أهالي حي الشيخ جراح ، تنذر بإشعال فتيل انتفاضة عارمة بوجهه, والمطلوب ان نبقى دائما في مسار المقاومة الصحيح على طريق تحرير فلسطين, وجاهزون لأي مواجهه محتملة، ولن تسمح المقاومة للاحتلال بالتمادي في اعتداءاته والاستفراد بأهالي حي الشيخ جراح والمقدسيين، ولا بالأسرى والمعتقلين، وستبقى له بالمرصاد, فما يحدث في حي الشيخ جراح, وما يتعرض له الاسرى في سجون الاحتلال من انتهاكات والتفاف على حقوقهم ومكتسباتهم, وما تشهده الضفة من قتل واغتيال للفلسطينيين, وتغول استيطاني محموم ومتسارع, وما تتعرض له غزة من حصار خانق منذ اكثر من 15 عاما, كلها ستبقى عوامل تفجير لمواجهة كبيرة مع الاحتلال الصهيوني, ورغم ان العدو يسعى لتجنب هذه المواجهة ، لأنه يخشى من تكرار تجربة ملحمة سيف القدس، ولا زال يحاول ترميم خسائره التي مني بها في تلك المعركة، لكنه لم يعد يملك قراره بمفرده, فالمقاومة تراقب عن كثب مجريات الأحداث في الشيخ جراح، ولديها خياراتها لأجل إفشال مخططاته الرامية لتوسيع رقعة الاستيطان, وطرد الفلسطينيين لاستكمال مشروع التهويد, والحقيقة ان الاحتلال لم يعد وحده متحكما في بدء او نهاية أي معركة, فالمقاومة فرضت نفسها بقوة, وباتت قادرة على الإمساك بزمام المبادرة, وتحديد بداية ونهاية أي معركة وقتما تشاء.. وكيفما تشاء.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".