رأى ممثل "حركة الجهاد الإسلامي " في لبنان إحسان عطايا، أن "الإمام الخميني رحمه الله كان مجددًا على مستوى الأمة، واستطاع أن يغيّر وجه المنطقة في هذا العصر، من خلال القضايا التي تبناها خلال ثورته المباركة وبعد انتصارها وإقامة الجمهورية الإسلامية في إيران. حيث ركز توجيهاته وجهوده لتوحيد الأمة الإسلامية وتحشيد طاقاتها، من أجل مواجهة الاستكبار العالمي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال عطايا في مقابلة له لـ"وكالة الشباب الإيرانية للأنباء": "الثورة الإسلامية أرست مفاهيم العدالة والحرية، في بلد عانى شعبه من الظلم والاستبداد، وتبعية نظام الشاه البائد لأعداء أمته. وقد جاءت الثورة الإسلامية لتنقذ هذا الشعب المضطهد، وتستنهض شبابه، وترتقي به إلى مصافّ الحضارة والتطور، ومنافسة الدول العظمى في مجالات شتى من العلوم والتقنيات".
وأضاف: "استطاعت الثورة الإسلامية أن تؤثر على شعوب العالم الإسلامي، بل على الأحرار في كل العالم، وذلك من خلال استلهام تجربة هذه الثورة كنموذج من أجل تحررهم واستقلالهم من جهة، ومن جهة أخرى تولي قيادة الثورة الإسلامية نقل الخبرات إليهم، وتقديم كل ما يمكنها في سبيل تعميم مخرجات هذه الثورة المباركة، ونشر الوعي بما هو متاح من وسائل، وتبني مناصرة المستضعفين في العالم".
وأكد أن "انتصار الثورة الإسلامية شكّل صدمة كبرى للغرب عمومًا، ولأميركا على وجه الخصوص، لأن هذه الدول أدركت أن مشروعها في الهيمنة على منطقتنا مهدد بالخطر بعد انتصار هذه الثورة المباركة، ولذلك سارعت إلى مناصبة العداء لإيران الثورة، وعملت على تقويض هذا الانتصار، وتحريض النظام العربي الرسمي عليها، من باب القومية والمذهبية وسواهما".
وحول الفوارق بين الثورة الإسلامية والثورات الأخرى في العالم، أوضح عطايا أن "أبرز ما ميّز الثورة الإسلامية في إيران أنها رفعت شعار الإسلام، وتبنت قضايا الأمة، وأخذت على عاتقها نصرة المستضعفين، وتحدّت المشروع الغربي والأميركي في المنطقة، وأقامت جمهورية إسلامية قائمة على نظام مستقل ذي سيادة مبني على أسس متينة، وحافظت على إنجازات ثورتها، واستطاعت أن تحقق أهدافها رغم كل التحديات التي واجهتها، والحصار الظالم المفروض عليها، والحروب التي شنت ضدها. وأثبتت أنها قادرة على تحقيق الانتصارات في مختلف المجالات، وأنها جديرة بالوصول إلى الصدارة والريادة".
واعتبر أن "الثورة الإسلامية في إيران بارقة نصر أضاءت شعلة أمل للشعب الفلسطيني، وأنارت درب المقاومة، ومهدت الطريق لتطور قدرات المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني. وقد شكل انتصار الثورة الإسلامية نقطة ارتكاز مهمة جدًا لحركات المقاومة عمومًا، وللمقاومة الفلسطينية على وجه الخصوص التي استطاعت أن تلتقط الإشارة الواضحة من قبل قيادة الثورة الإسلامية، حين رفعت شعار "اليوم إيران وغدًا فلسطين"، وأنزلت علم الاحتلال الصهيوني عن سفارة الكيان في طهران، لترفع مكانه العلم فلسطيني، وتحوّلها إلى سفارة فلسطين".
وتابع: "منذ قيام الجمهورية الإسلامية لم تبخل يومًا بتقديم الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية، بل قدّمت الشهداء أيضًا على طريق تحرير القدس وفلسطين. ولذلك نحن نعتزّ بهذه العلاقة المميزة مع الجمهورية الإسلامية التي تشكل دعامة أساسية من دعائم تحرير فلسطين، فهي شريكة حقيقية في مقاومة العدو الصهيوني، لم تتخلَّ لحظة واحدة عن دعم قضية فلسطين، وقدّمت لقوى المقاومة مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي، ولا سيما في المجال العسكري، من سلاح وعتاد وتدريب وخبرات. وقد كان لهذا الدعم فضل كبير في تحقيق الإنجازات، وصنع معادلات القوة، في المواجهات مع العدو الصهيوني".
ونوّه ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" على "أهمية الدور الذي يؤديه الشعب الإيراني العزيز، لوقوفه إلى جانب قيادته الحكيمة، من أجل الحفاظ على روحية الثورة الإسلامية التي استطاعت أن تصمد بوجه الحصار الظالم، وتفشل كل أنواع الحروب التي تُشنّ عليها من قبل قوى الاستكبار العالمي، وذنبها الوحيد أنها رفعت شعار تحرير فلسطين، وعملت على تحشيد طاقات أمتنا الإسلامية والعربية وأحرار العالم عبر إعلان يوم عالمي للقدس، وتبنت القضية المركزية للأمة، ودعمت مقاومتها".
وحول التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، اعتبر عطايا أنه "انحياز واضح لحلف الأعداء، وتخلٍّ عن القدس وفلسطين، وتسليم لمفاتيح خزائن النفط والثروات والمقدرات إلى قادة المشروع الصهيوني والأميركي، ليتحكموا برقاب شعوبنا، وكذلك ليستخدموا هذا التطبيع، ولا سيما مع دول الخليج، بوجه إيران، في محاولة للتحريض عليها، وإيجاد بيئة ملائمة لبثّ الفتن والنعرات القومية والمذهبية، واستثمارها للضغط على إيران أو إضعاف وجودها، وإحكام الحصار الاقتصادي عليها".
وختم عطايا حديثه، موجهًا "كل الشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية في إيران، قيادةً وشعبًا، لوقوفها بوجه المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة، ودعم الشعب الفلسطيني، من أجل تحرير أرضه ومقدسات الأمة"، مؤكدًا على أن "الشعب الفلسطيني سيبقى وفيًا لتضحيات الجمهورية الإسلامية ودعمها المستمر، حتى تحرير القدس وفلسطين".