غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الخلفيات الحقيقية لما يسمى الحرب على الإرهاب

ترجمة: حماد صبح

لم تبدأ موجة " الإرهاب الإسلامي " المزيف في 11 /9 / 2001 ؛ ذلك أن الحدث الإرهابي الأكبر الأول وقع في 26 فبراير 1993 بتفجير مركز التجارة العالمي الذي قتل فيه 6 وجرح أكثر من 1000باستعمال قنبلة زنة 1200 رطل في عربة هيأها وفجرها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ( ف. بي . آي ) .

وأشرف على تفجيرها عمليا عماد سالم ، وهو عميل مصري مأجور لمكتب التحقيقات الفيدرالي فرع نيويورك ، وتلخصت مهمته في  تجنيد معتوهين وأوباش لتنفيذ مؤامرة المكتب لنسف مركز التجارة العالمي . على أن سالم ظن أن العملية لن تكون أكثر من عملية تحذير بسيطة ؛ لأن المكتب أخبره أن القنبلة التي سيزوده بها ستكون من النوع الذي لا ينفجر .

ولأن سالم لم يكن من الغباء بالقدر الذي يجعله يثق في المكتب ثقة مطلقة فقد سجل سرا كثيرا من محادثاته مع من زوده بالقنبلة ، ولذلك غضب غضبا شديدا بعد ما ضرب الانفجار المدمر موقف السيارات التابع للمركز ، وتسبب في وفيات وإصابات كثيرة ، وسجل بعد ذلك سرا حديثا جرى بينه وبين المشرف عليه من مكتب التحقيقات يطلب فيه من المشرف بيان السبب في عدم استعمال المكتب قنبلة مزيفة مثلما كان وعده .

والحقيقة أن بعض الأوباش الذين انصب عليهم اللوم في حادث تفجير 1993كانوا أبرياء خالصين من الانغماس فيه ، ومثالا على ذلك أن محمد سلامة عاد ثلاث مرات إلى محل رايدر الخاص بتأجير العربات مطالبا برد مبلغ مالي خاص به قدره 400 دولار كان في العربة التي فجرها المكتب ، وهو طبعا ما كان ليطالب بالمبلغ المذكور لو كان إرهابيا يعلم أنه استأجر عربة قصد بها أن تستعمل قنبلة في تفجير مركز .

وقد أوضح البروفيسور لانس سميث أن ( جرائم الدولة ضد الديمقراطية ) عادة ما يساء فهمها بصورة نمطية متكررة حين ينظر الناس إليها بوصفها أحداثا متفرقة لا صلة بينها ، بينما هي في الحقيقة حلقات أو سلسلات متصلة متتابعة . ومثلا ، فبالرغم من الدليل الظرفي على أن الأخوين جون وروبرت كينيدي قتلتهما نفس الجهات ( الجناح اليميني في الجيش الأميركي والمخابرات اللذان تؤيدهما الأقلية المحافظة الحاكمة ) لنفس الغايات ( الإبقاء على الحرب الباردة عموما ، وحرب فيتنام خصوصا ، وربما أيضا لتمكين إسرائيل من صنع قنبلتها النووية ) ؛ نظر إلى عمليتي الاغتيال بوصفهما " لا صلة بينهما بأي صورة كانت " .

وتمثل موجة الإرهاب الزائف التي تستحث الحرب على الإسلام لمصلحة إسرائيل ؛ سلسلة أخرى من ( جرائم الدولة ضد الديمقراطية ) المتصلة ببعضها .  فتفجير مكتب التحقيقات الفيدرالي لمركز التجارة العالم في 26 فبراير 1993 ، وهجمات القاعدة على السفارات الأميركية في دار السلام ونيروبي في 1998، والهجوم على السفينة الحربية الأميركية يو . س .س . كول في أكتوبر 2000، وفظائع الجمرة الخبيثة المزيفة في  في بالي ومدريد ولندن ومومبي ، ومطلق النار في فورت هود ، والقنبلة المخبأة في الملابس الداخلية ، وتفجير قنبلة في ماراثون بوسطون ، ومحاولة تفجير قنبلة في ميدان التايمز ، والهجوم بالأسلحة الكيماوية في الغوطة السورية ، ووحشيات "الدولة الإسلامية " وفيديوهات حز الرؤوس ، ومسيرات كندا وأستراليا وباريس وكوبنهاجن المزيفة الأخيرة ضد الإرهاب ، وظاهرة التطرف الإرهابي _ التي لا يخفى أنها إنتاج استراتيجي مضاد _ المنسوبة ل " الإسلام الراديكالي " ، بينما يشرف عليها وينظمها في الحقيقة أعداء الإسلام ؛ كل ما سبق يجب النظر إليه بوصفه ظاهرة واحدة متحدة لا سلسلة أحداث متفرقة لا صلة بينها . وفي 1982 كتب فيليب بول بحثا رائعا لينال به رسالة الماجستير من الكلية التي تخرجت فيها في جامعة سان فرانسيسكو التابعة للدولة ، وقد بين في ذلك البحث كيف أنه ، وبكلمات نافز أحمد :" اجتمعت نخبة متنفذة من بلدان متعددة في مؤتمر دولي في القدس لتعزيز فكرة " الإرهاب الدولي " واستثمارها .

ووضع مؤتمر القدس ذاك الأسس الفكرية ل" الحرب ضد الإرهاب " . وكان ملخص فكرة المؤتمر أن الإرهاب الدولي شكل حركة سياسية منظمة ترجع أصولها إلى الاتحاد السوفيتي ( كذلك بدا الأمر في 1982 ، فكيف عرف بول أنهم سوف يجعلون الإسلام العدو التالي للحضارة الغربية ؟! ) وأن كل الجماعات الإرهابية من صنع ذلك المصدر فحسب ، وأنها بالتالي يجب أن ترد في نشأتها إليه وحده . وهو في نظرهم يوفر لها المال والسلاح ووسائل الاتصال لنشر حركات الإرهاب في أنحاء المعمورة ، وأن مواجهة الخطر القاتل الذي تمثله تلك الحركات الإرهابية العالمية على الأمن والديمقراطية في الغرب ؛ تتطلب هجوما عالميا مناسبا مضادا في  تنسيق متبادل بين المخابرات العسكرية الغربية ".

وبعد عشر سنوات من المؤتمر انتهت الحرب الباردة ، وفي 26 فبراير 1993أفرخ المؤتمر بالهجوم على مركز التجارة العالمي " الحرب على الإرهاب " . وفي 1998 اشترك آشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي الحالي مع فيليب زيليكاو ( الخبير في إنتاج الأكاذيب العامة ورعايتها  ) في كتابة مقال في مجلة " فورين أفيرز " تنبآ فيه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 متخذين من تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 نقطة بدء لذلك التنبؤ . وتكهن الاثنان بالنتائج المحتملة لحدث إرهابي شامل على غرار هجوم بيرل هاربر، مثل تدمير مركز التجارة العالمي . وقال الاثنان إن بيرل هاربرالجديد سيقسم الزمن إلى ما قبله وما بعده ، وأن ما بعده سيكون مجتمعا عسكري النزعة يمكن أن يندفع في سلسلة من الحروب لمواجهة أي عقبات تحول دون سيطرة إسرائيل العظمى على الإقليم الذي تعيش فيه .

*كيفن باريت " مجلة تي في الأميركية"

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".