غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في ذكرى الإسراء والمعراج.. الأمين العام للجهاد الإسلامي يجدد البيعة مع القدس

خالد صادق.jfif
كتب: خالد صادق

في مناسبة دينية عزيزة على شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية, وخلال مؤتمر شعبي كبير نظمته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعنوان «المقاومة طريق التحرير»، دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية، وفي ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير القدس بيد القائد العظيم صلاح الدين الايوبي وتزامناً مع انطلاق أسبوع القدس, خرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة – (أبا طارق), بخطاب تجديد البيعة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك والدفاع عن ارضنا المغتصبة وشعبنا الفلسطيني, واكد القائد النخالة على جملة من المواقف التي تثبت حقنا في ارضنا, وتمسكنا بثوابتنا, وصمودنا في وجه عدونا.

القائد النخالة يقرأ المتغيرات العالمية جيدا, ويدرك ان القضية الفلسطينية بصفتها قضية عالمية مرتبطة بكل التحولات الدولية وهى محور لكل عواصم العالم, فالحرب الدائرة الان بين روسيا واوكرانيا لها انعكاسها على المنطقة العربية والشرق أوسطية وعلى قضيتنا الفلسطينية, فأمريكا الداعمة لأوكرانيا بشدة متواجدة سياسيا وعسكريا وامنيا في المنطقة ولها مصالح مشتركة مع العدو الصهيوني, وروسيا لها مصالحها أيضا في المنطقة ومتواجدة في سوريا وتحمي مصالحها في المنطقة, وإسرائيل يدها الاثمة ممتدة في كل المنطقة, وهى تنحاز لحلف الناتو وهى جزء منه, وحلف الناتو يتجند لحماية أوكرانيا من الدب الروسي, وبالتالي نحن الفلسطينيين امام مرحلة جديدة ومتغيرات حاصلة ولا يجب ان نبقى متفرجين, بل يجب ان نكون فاعلين وموحدين لمواجهة كل المستجدات الحاصلة, ومواكبة الاحداث أولا بأول, وتفعيل أدوات القوة الذاتية التي نملكها واولها الوحدة.

الأمين العام للجهاد الإسلامي تحدث أولا عن القدس وقال انها ترزح تحت نير الاحتلال منذ أكثر من خمسين عاما لم يتوقف خلالها شعبنا الفلسطيني عن مواجهة الاحتلال ومقاومته بكل ما يملك من قوة سواء مقاومة سلمية او مسلحة، وان هذا الطريق اختاره شعبنا لأنه يدرك ان طريق التحرير يمر عبر فوهة البندقية، وان حالة الاشتباك مع الاحتلال يجب ان تبقى قائمة، ويجب مشاغلته دائما كي لا ينفذ اطماعه ومخططاته العدوانية في المنطقة.

ومن أبرز ما جاء في كلمة الأمين العام ان منظمة التحرير الفلسطينية ضاعت بعد اجتماع المجلس المركزي الأخير في رام الله، وذلك لأنها فرغت من دورها المنوط بها ووظفت لتمرير قرارات بعينها، واستثنت أبرز قوى المقاومة الفلسطينية لدى شعبنا بعد ان امتنعت ستة فصائل من فصائل المنظمة من حضور جلسات المركزي احتجاجا على مصادرتها من رئيس السلطة ومتنفذين داخلها، واحتجاجا على منع اقوى تيارين مقاومين شعبيا وعسكريا وسياسيا من التمثيل داخل المنظمة، وذلك بغرض ابقائها تحت سطوة السلطة والحاقها بها.

وقد تحدث الأمين العام عن قيادة السلطة, وأنها منذ توقيع اتفاق أوسلو وهي تتحدث عن الشرعية التي أعطت من خلالها فلسطين لليهود وطنا قوميا، وأصبحت بفضل التنسيق الأمني تطارد أبناء شعبنا مقابل أوهام صنعتها كالتسوية التي حاصرت المشروع الوطني, وهى من أعطت مبررا لبعض الدول العربية للتطبيع مع «إسرائيل» بحجة اننا لن نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم, فماذا قدمت «إسرائيل» للسلطة والعرب سوى المزيد من التسلط والانحطاط والتبعية, ووقفت الى جوارها أمريكا والمجتمع الدولي الذي التف على حقوقنا التاريخية المشروعة, وساعد «إسرائيل» في تسويق «صفقة القرن» كمرجعية لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

ثم تساءل القائد النخالة، الا يكفي هذا للتوقف وإعادة قراءة المشروع الصهيوني من جديد، وبناء مشروع وطني حقيقي يخرجنا مما نحن فيه من حالة التشتت، اما آن الأوان للخروج من وهم التسوية الذي تحللت منه «إسرائيل» تماما, واظهرت موقفها الواضح برفض ما يسمى بحل الدولتين, وحسم موضوع القدس كعاصمة موحدة «لإسرائيل» ورفض قرار حق العودة وتقرير المصير, وتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية الى مجرد قضية إنسانية, في نفس الوقت الذي ينتشر فيه الاستيطان كالسرطان ويعربد فيه المستوطنون دون ان تتخذ السلطة أي خطوة تجاههم لحماية شعبنا وارضنا التي يتم مصادرتها ليل نهار على اعين السلطة.

النصر يعتمد على مدى استعدادنا للتضحية, فكلما كانت استعداداتنا اقوى كان انتصارنا اقرب, هذا ما قاله الأمين العام في كلمته موضحا ضرورة تعزيز الحاضنة الشعبية, مضيفا ان إرادة كل فرد من هي الأساس للإرادة الجماعية وان قوة الشعب من قوة كل فرد فيه, ودعا الى الترابط المجتمعي وانه واجب يقع على كل فرد فينا ويجب بذل كل الجهد حتى يكون لدينا مجتمع يملك الصمود والمتابعة, وانه لا يجوز التواكل والتهرب من المسؤولية لان هذا هو بداية انكسار المجتمع ولا ينبغي ان نسمح به لأننا أصحاب حق ونملك من الإرادة ما لا يملكه غيرنا, وحث الأمين العام الدعاة والمربين وخطباء المساجد للعمل على ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي تعزز الثقة بالله, وهو ذات الطريق الذي سلكه الناصر صلاح الدين الايوبي لبناء جيش قوي استطاع من خلاله تخليص الأقصى والقدس من الصليبيين, وهذا الطريق يريد الأمين العام للجهاد الاسلامي ان يمضي به شعبنا وامتنا, ويعني تجديد البيعة مع القدس للاستمرار في الدفاع عنها حتى تحريرها من ايدي المحتلين الغاصبين.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".