إنهم الشهداء ملح الأرض وعبقها وحنونها وزعترها وطيفها وترابها ومجدها وعطرها ونورها... ما أجملكم وأنتم تصنعون لنا حكاية وانشودة وتاريخ.. فنحن شعب الشهداء لا مجد ولا تاريخ ولا أمل ولا سيرة ولا مسيرة لنا بعيدا عن أمجادهم ودمهم المسفوح قربة َكرامة وعشقا لوطنهم السليب والمقدس فلسطين.
إنه باسل الأعرج الشهيد المثقف المشتبك الذي حمل الوعي والفهم والدراية والدراسة للصراع الذي يدور على هذه الأرض ومع هذا الكيان الصهيوني.
باسل الأعرج في ذكراه يتجدد معه العهد والقسم ومع كل الشهداء الذين ساروا على النهج الذي أمن به الشهيد وكل الشهداء من الشهيد فتحي الشقاقي الذي قال يوما المثقف أول من يقاوم وأخر من ينكسر.
ليس مثقف منتفع متكسب ومسترزق يسبح بحمد السلطة والنظام ويسحج فالشهيد البطل باسل الأعرج ابن بلدة الولجة التي تطل على القدس رفض أن يكون عبدا للمال والسلطة ويتودد لها فدفع أياما وشهورا في زنازين جلاوزتها وبعد خروجه من سجونهم أصبح مطاردا للعدو الصهيوني وحتى تم محاضرته وخاض معهم اشتباكا حتى الشهادة رافضا الاستسلام.
لقد تركت باسل المنتمي لكل فلسطيني ويحمل ثقافة المقاومة والجهاد والكفاح المسلح والنهج الثوري الأصيل لم يكون حزبيا كان اطاره الجامع فلسطين وكان محوره محور المقاومة.
كان يثقف يزرع فكر المقاومة في جيل الشباب وفي كل رحلاته ومساراته تراه في وادي النصارى في زقاق الموت زقاق المصلين في الخليل المحتلة يتحدث ويشرح عن هذه العملية البطولية وعن أقمارها الثلاثي الاستشهادي ذياب المحتسب ولاء سرور وأكرم الهنيني عن أبطال سرايا القدس تراه في رام الله يقود مسيرة ضد الفاسدين والفساد والمفسدين ومسيرة وفعالية أخرى اسنادية مع الأسرى المضربين من خضر عدنان وثائر حلاحله وبلال ذياب وسامر العيساوي كان يحرك الشارع كان منحاز للخط المقاومة محبا للمقاومة اللبنانية لا يهادن لا يساوم.
نعيش اليوم ذاكره الرابعة كما نحيا ذكرى بطلا من أبطال الجهاد والسرايا المنشد والشجاع والمحرر أسامة العسعس ابن مدينة بيت لحم وحارة الفواغرة، الذي التحق مبكرا بالجهاد واعتقل في الانتفاضة الأولى وفي انتفاضة الأقصى تم مطاردته وتم محاصرته رافضا الاستسلام فصعدت روحه شهيدا نحو القدس.
رحم الله الباسل المشتبك المثقف
رحم الله باسل الرمز والرصاصة
رحم الله أسامه العسعس الإنسان والتواضع
رحم الله الشهيد الجامد البطل عبدالله الحصري وكل رفقائه من جميل العموري وشادي نجم وكل النجوم...