إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كانت وادي معالي قضاء بيت لحم على موعد مع فارسها عماد حسين كامل في 10 أبريل 1973م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، حيث أمضى ستة من أشقائه أعواماً عديدة في سجون الاحتلال.
تلقى شهيدنا المجاهد عماد تعليمه للمرحلة الابتدائية في مدارس بيت لحم، ثم ترك الدراسة وبدأ يبحث عن عمل يعيل به أسرته. وتزوج من فتاة صابرة، ورزقه الله ثلاثة أبناء.
روح وريحان:
تمیز فارسنا عماد بالشجاعة والإقدام وإيثار الآخرين وإنكار الذات والشهامة والوقوف إلى جانب المظلوم. وقد واظب على صلاة الجماعة في المسجد واجتهد محاولاً حفظ القرآن.
في صفوف الجهاد:
مع انطلاق انتفاضة الحجارة عام 1987م، التحق بصفوف حركة الجهاد الاسلامي، وربطته علاقة طيبة مع الشهيد القائد محمد شحادة الذي يقطن في بيت مجاور لبيته في حارة واد معالي.
لعب دوراً ريادياً في الانتفاضة، ما عرضه للإصابة والملاحقة والاعتقال عدة مرات، وقد سجل صموداً أسطورياً في أقبية التحقيق، كما تعرض للاعتقال مرات عديدة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
مارس أرقى أشكال المقاومة العسكرية السرية، وتوطيد وتعزيز علاقاته مع كل قيادات قوى المقاومة، حيث حظى بثقة واحترام المقاومين جميعهم وبدون استثناء، وكان على تنسيق دائم ومباشر معهم.
تعرض لأقصى أشكال الملاحقة والمطاردة، وقد دمر الاحتلال بيته خلال خمس سنوات ثلاث مرات بشكل كامل، وتعرض لمحاولات الاغتيال وبطرق عديدة عدة مرات.
شهيداً على طريق القدس:
مساء الأربعاء 12 مارس 2008م، اعترضت وحدة من المستعربين الصهاينة، سيارة يستقلها شهيدنا المجاهد عماد مع ثلاثة آخرين من رفاقه، وخلال دقائق معدودة، قام المجرمون بإطلاق النار نحوهم، أسفر عن استشهاده برفقة الشهداء الأبرار محمد التعمري، وعيسی زواهرة، وأحمد البلبول.