تجلس إيمان الأعور أم أحمد، في غرفتها ويداها مشغولتان في صناعة مسبحة خاصة لوالدتها، وقبل أن يرهقها التعب دخلت عليها ممثلة السجن وإحدى الأخوات الأسيرات، كانت وجوههم شاحبة والدموع تنهمر من العينين، فبكت إيمان لهول المشهد متسائلة: "ماذا جرى؟" دقات قلبها تتسارع، فاندفعت الأسير إلى أم أحمد واحتضنتها بقوة لتردد: "عظم الله أجرك بوفاة والدتكِ".

إيمان الأعور أسيرة فلسطينية أفرج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الاثنين 13 مارس 2022 بعد اعتقال دام (22 شهرًا) فقدت خلال هذه المدة قطعة من قلبها كانت تتمنى لو تحتضنها مرة واحدة قبل وفاتها.

وصلت الأسيرة المحرر إيمان الأعور مدينة القدس في ساعات المساء، وعلى الفور توجهت إلى قبر والدتها في "مقبرة السواحرة"، وكأنها عاشت الوجع والفقدان من جديد؛ فجلست أمام القبر وقرأت الفاتحة على روحها، مستذكرة اللحظات القاسية التي مرت بها عند إبلاغها بخبر الوفاة.

أصيبت أم أحمد، بالصاعقة فور إبلاغها بوفاة والدتها وتقول: "الخبر كان كالصاعقة، كنت أحلم وأتمنى أن أحتضن والدتي وأن أمشط شعرها وأهديها مسبحة قمت بصناعتها يدويًا".

الحزن يخيم على حديثها وتضيف بصبرها وقوتها: "كنت أتمنى أن أجتمع مع أهلي -أمي إخوتي خواتي- ليوم واحد على الأقل؛ لكن سجون الاحتلال فرقتنا، عندما أكون خارج السجن يكون أحد أشقائي داخله والعكس كذلك".

يُشار إلى أن إيمان الأعور أم أحمد اعتقلت في شهر حزيران عام 2020، وتعرضت لتحقيقات قاسية في الزنازين، رغم الأمراض التي تعاني منها في الكبد والحوض، وكانت قبل اعتقالها بحاجة لعملية جراحية لاستئصال أورام.

وسبق اعتقالها اعتقل زوجها عبد المنعم الأعور، والذي حكم لمدة 9 أشهر وأنهى حكمه قبل عام، كما أفرج عن نجلها محمد في شهر نيسان العام الماضي بعد قضائه 4 سنوات في سجون الاحتلال.