يرى المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت، د. طلال عتريسي، أن إعلان الجمهورية الإسلامية الايرانية مباشرة عن استهداف مبنى استخبارات الموساد الإسرائيلي في مدينة أربيل العراقية بصواريخ بالستية، يحمل رسالة قوية، ودلالات استراتيجية عميقة تتعلق بتثبيت معادلة الردع.
وقال د. عتريسي في تصريح خاص لـ "شمس نيوز" إن عملية استهداف مواقع حساسة لدول أخرى خارج حدود الدولة يكون دائمًا بشكل صامت وسري، ويترك للتحليلات والتقديرات المختلفة؛ لكن إعلان إيران مباشرة عن تلك العملية جاء في وقت حساس وخطير، ورسالته أولًا لـ"إسرائيل" والدول الغربية المتلهفة لإبرام اتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووي.
وأضاف "ما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل لتبادل عمليات القصف والرد بمثابة حرب مفتوحة صامتة، بانتظار اللحظة المناسبة للمواجهة المباشرة"، متوقعًا أن كل ما يجري اليوم هو تمهيد للمواجهة الكبرى.
ويعتقد د. عتريسي أن إيران ربطت استهداف أربيل بالاعتداء الإسرائيلي السابق على مركز كرم شاه، وانتظرت اللحظة المناسبة لاستهداف مبنى الموساد؛ لتثبيت معادلة الردع "الرد مقابل الاعتداء بالوقت المناسب".
وأوضح أن الإعلان الإيراني المباشر يهدف لتوجيه رسالة مهمة للدول الغربية التي تُجري معها مباحثات بشأن البرنامج النووي، مبينًا أن رسالة إيران لهذه الدول أنها لن تتقيد بأي اتفاق يمنعها من الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، أو تحجيم سياستها في المنطقة.
ويرى د. عتريسي أن إيران بهذا الإعلان المباشر وجهت رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بأنها جزءٌ أساسيٌ من الحرب والهيمنة في المنطقة، وأنها تقف إلى جانب روسيا في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في العالم.
وأشار المُفكر اللبناني إلى، أن الحرب بين إيران و"إسرائيل" صامتة أحيانًا، ومعلنة أحيانًا أخرى، مؤكدًا أن هذه الحرب تمهد لمواجهة مباشرة بين الطرفين، مستذكرًا كشف إيران عن صواريخ وطائرات مسيرة ذات دقة وتدمير هائل.
وذكر د. عتريسي أن كشف إيران عن قدراتها العسكرية رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن أي تفكير أو مغامرة بشن حرب، أو عملية عسكرية ضد إيران سيقابل مباشرة برد مزلزل من صواريخ وطائرات كالنموذج المعلن عنه.
وشدد د. عتريسي على أن الجمهورية الإسلامية في إيران، والاحتلال الإسرائيلي يتأهبان دومًا لأي مواجهة محتملة، قائلًا: "لا يمكن التعايش، أو القبول بوجود إسرائيل في المنطقة؛ لذلك فإن المعركة مع الاحتلال مفتوحة".
ولفت إلى أن الدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي عليها أن تدرك تمامًا أن التعامل الأمثل مع الاحتلال هو لغة القصف، والقتل، والدمار، وليس بأي علاقة أخرى، مشددًا على أن القوة الإيرانية تعزز من صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.