غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الوزارة تجيب

التعليم تلزم طلبة "التوجيهي" بالدوام لنهاية العام الدراسي.. هل يجدي نفعا؟

طلاب الثانوية العامة.jpg
شمس نيوز -خاص

تسود حالة من الاستياء والتشتت بين طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" لاستمرار دوام المدارس الحكومية؛ بعد إنجاز المُعلم تدريس المنهاج المقرر في الكتب المدرسية كافة، مطالبين الوزارة بضرورة العدول عن فرض الدوام لطلبة التوجيهي؛ غير أن وزارة التربية والتعليم تؤكد أن المعلم لم ينتهِ بعد من تدريس المنهاج وفق الخطة والبرنامج الذي حددته مسبقًا.

نحو ست ساعات يقضيها طلبة الثانوية العامة يوميًا في ساحات وصفوف المدرسة، دون أن يحققوا الفائدة المطلوبة لمراجعة دروسهم، حيث انتهى العديد من المعلمين من تدريس المنهاج، أو توضيح بعض الأسئلة التي يجد فيها بعض الطلبة صعوبة في فهمها وفقًا لقول بعضهم.

ويرى بعض طلبة الثانوية العامة في حديثهم لمراسل "شمس نيوز" أنهم بحاجة ماسة للوقت الذي يقضونه في المدارس الحكومية؛ لتنفيذ برامج وجداول وضعوها سابقًا لمراجعة المنهج كاملًا قبل حالة الضغط التي تشهدها أيام ما قبل موعد الامتحان.

ويطالب الطلبة بعدم إلزامهم بالدوام في المدارس الحكومية، وإبقاء الباب مفتوحًا لمراجعة المعلمين في أي مادة أو سؤال يحتاج إلى إعادة شرح من المعلم داخل المدرسة.

لا فائدة

يقف الطالب إبراهيم عبدالله إلى جانب زميله فهد في ساحة إحدى المدارس في حي الشجاعية، وغيرهم العشرات من الطلبة متذمرين، في انتظار إنهاء "الحصة الخامسة" للعودة إلى منازلهم وبدء مراجعة الدروس؛ استعدادًا لامتحان نهاية السنة الدراسية.

يقول ابراهيم لـ "شمس نيوز": "لا أجد فائدة مطلقًا من الذهاب إلى المدرسة، كل ما نفعله هو الجلوس أمام المُعلم، والحديث في أمور جانبية بعيدة عن المنهاج، وبعد مرور ساعتين أو ثلاث ساعات نشعر بالتعب والإرهاق من الدوام".

وأضاف: "يصيبنا صداع شديد، ودوار نفقد خلاله التركيز ونعود إلى البيت لننام من أجل استعادة النشاط بعد العصر، ثم نبدأ الدراسة وفقًا للجدول أو الخطة التي نضعها لاستكمال المراجعة قبل الامتحانات".

وأشار إلى أن الوقت الذي يضيعه الطلبة دون فائدة في ذهابهم إلى المدرسة هم أولى به لمراجعة دروسهم وفق جداولهم ومخططاتهم في المنزل، معتقدًا أن الوزارة تلزم الطلبة بضرورة الحضور للمدرسة؛ وإلا تحويلهم إلى التعليم المنزلي كما جرى مع البعض وفقًا لقوله.

ويشاطر فهد زميله إبراهيم الرأي فيقول: "أتمنى أن أقضي وقتي في مراجعة الدروس بدلًا من الذهاب إلى المدرسة وقضاء وقت لا فائدة منه، سواء داخل الفصل أو خارج الفصل مع زملائي الطلبة".

وأشار فهد، إلى أن توجهه للمدرسة يأتي لتحقيق أمرين: "الأول الاستفسار من المعلم عن بعض الأسئلة التي تحتاج لتوضيح، والثاني خشية من تحويلي إلى التعليم المنزلي".

بحاجة إلى اجازة

من جهته يرى المعلم "خالد"، أن الطلبة بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة أشهر لمراجعة دروسهم كاملة وختم المنهج "ثلاث مرات على الأقل" قبل موعد الامتحانات النهائية، مشيرًا إلى أن الطلبة الآن بحاجة إلى منحهم إجازة رسمية من قبل وزارة التربية والتعليم.

وقال "أ. خالد" لـ"شمس نيوز": "طلبة الثانوية العامة يشعرون بحساسية كبيرة؛ كونهم يقفون على مفترق طرق، ومرحلة جديدة في حياتهم العلمية؛ لتحقيق أحلامهم وطموحهم"، داعيًا وزارة التربية والتعليم لمراعاة ظروفهم والاستجابة لطلبهم.

وأضاف: "عبر عقود من الزمن والطالب يضع جدول لتقسيم المواد الدراسية؛ بهدف قراءتها ومراجعتها وفق ما يراه مناسبًا لقدراته"، لافتًا إلى أن بعض الطلبة يحتاج إلى ثلاثة شهور لإنجاز خطته في مراجعة المواد الدراسية، والبعض الأخر يحتاج إلى أسابيع.

ويرى، أن الطالب لا يضمن نفسه إذا خرج من البيت فقد ينشغل بأمور أخرى غير الدراسة، كتضييع الوقت مع أقرانه؛ ما يؤثر سلبًا على دراسته ومراجعته للمواد الدراسية وفق الجدول الذي يضعه لنفسه، إلا أن المعلم المعلم خالد يعتقد أن الطلبة بحاجة إلى دوام "اختياري" ليراجع مع المعلم في المدرسة أي مادة تتطلب توضيحًا أو شرحًا من المعلم خاصة (الرياضيات، أو اللغة العربية، للفرع الأدبي - الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، للفرع العلمي).

الوزارة تجيب

من جهته أكد مدير عام الشؤون الإدارية بوزارة التربية والتعليم العالي رائد صالحية، أن وزارة التربية والتعليم تسير وفق خطة تدريسية ومعرفية مرتبطة بجدول زمني، والمعلم لم ينتهِ من تدريس المنهاج وفقًا للجدول والخطة التي حددتها الوزارة مسبقًا.

وقال صالحية لـ"شمس نيوز": "إن تسرب الطلبة من اليوم الدراسي في المدراس يأتي ضمن محاولة الطلبة بالاستعاضة عن الدوام المدرسي بالدروس الخصوصية، وهذا الأمر يتحمله الطالب وولي أمره".

وأوضح أن الطلبة لا يدركون تأثير تسربهم من اليوم المدرسي على مستوى الامتحانات والنتائج فيما بعد، قائلًا: "جرت العادة للأسف الشديد أن يُنهي طلبة التوجيهي دوامهم المدرسي في شهر 3 لمراجعة المنهاج في الفصل الأول، ويغفلون عن شرح المعلم للفصل الثاني".

وأضاف: "غياب الطالب عن الفصل الثاني سيدخله في مشاكل سيرى تأثيرها أثناء تقديمه للامتحانات والنتائج العامة للتوجيهي".

وأشار إلى أن الطالب النجيب يدير نفسه ووقته لقراءة المنهاج ومراجعته بشكل صحيح، وذلك عندما يبدأ الدراسة منذ بداية العام، وليس في الفصل الثاني، أو قبل بداية الامتحانات.

وتابع قوله: "من الناحية الفنية، والتربوية، والمنهجية، فإن العام الدراسي لطلبة الثانوية العامة لم ينتهِ بعد، وسيستمر حتى نهاية شهر 4، داعيًا الطلبة للالتزام بالدوام المدرسي؛ ليكونوا على مسافة قريبة من المعلم والاستفادة منه قدر الإمكان.

ولفت صالحية إلى أن إنهاء دوام طلبة الثانوية العامة لن يكون إلا بعد الانتهاء من الخطط والبرامج التي وضعتها وزارة التربية والتعليم مسبقًا، إذ أن الوقت المتبقي بين الإجازة وموعد الامتحان تكفي لمراجعة المنهاج بشكل مريح.

يُشار إلى أن موعد امتحان الثانوية العامة التوجيهي في فلسطين سيكون يوم الثلاثاء، الموافق 7-6-2022.